ذهول بإسرائيل بعد خرق "قلب الدولة"
كشف النقاب في إسرائيل مساء الأحد عن خرق أمني وصف بالخطير في نظام حراسة مكتب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي، حيث سرق جندي يعمل حارسا بمقر رئاسة الأركان في تل أبيب مسدس أشكنازي وبيانات بطاقته الائتمانية الشخصية.
واعترف ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي مساء الأحد بما أشيع منذ يومين عن قيام جندي إسرائيلي يعمل في حراسة مداخل مقر هيئة الأركان وهو مهاجر يهودي من أصل أرجنتيني، باستغلال وظيفته وسهولة تحركه داخل مقر هيئة الأركان في تل أبيب للتسلل لمكتب أشكنازي وسرقة بعض أغراضه بالاتفاق مع مجموعة من فلسطينيي الداخل.
وعبرت أوساط واسعة في المؤسسة الحاكمة والرأي العام في إسرائيل عن ذهولها وقلقها حيال الكشف عن العملية الخطيرة التي عكست سهولة اختراق مكتب قائد الأركان وهو أكثر المواقع حساسية في إسرائيل، وقد وصفته القناة الإسرائيلية الثانية بأنه "قلب الدولة".
واعترف الجيش بخطورة عملية الجندي الحارس الذي كان من الممكن أن يستغل وظيفته لإدخال سيارة مفخخة أو مايكروفونات تنصت لمقر هيئة الأركان وسرقة معلومات وخرائط عسكرية حساسة.
وفي محاولة لتخفيف حدة خطورة العملية الفريدة زعم الجيش أنه لم يكن بوسع الجندي سرقة وثائق حساسة جدا لأن قيادة الجيش تحرص يوميا على إيداعها داخل صناديق مقفلة في غرف موصدة جيدا قبل انتهاء العمل كل يوم.
وقال موقع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الجندي تورط في عدة شجارات وديون مالية لجهات في "العالم السفلي" وبسرقة أسلحة بهدف التكسب المالي.
وكان الجندي الحارس استغل حيازته بطاقة إلكترونية ممغنطة لفتح كافة أبواب مكاتب مقر هيئة الأركان، وبحكم وظيفته كحارس ليلي سمح له بدخول مطبخ مقر الأركان لإعداد المشروب له خلال عمله، فدخل مكتب أشكنازي المجاور للمطبخ وقام بسرقة مسدسه الشخصي الذي حازه كهدية من جنرال أميركي قبل شهور، وتصوير بعض وثائقه وبطاقة اعتماده المصرفية وتفاصيلها البنكية المودعة في الدرج.
وكشفت القناة الإسرائيلية العاشرة أن الجيش كان سمح للجندي الحارس بالعمل في دكان لبيع اللحوم في منطقة الساحل الأوسط (هشارون) إلى جانب عمله كحارس في هيئة الأركان نظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة لعائلته، وهناك تعرف قبل سنتين على مجموعة من فلسطينيي الداخل من مدينتيْ قلنسوة وباقة الغربية في منطقة المثلث متهمين بالتورط في أعمال جنائية مختلفة.
وبحسب القناة الإسرائيلية امتثل الجندي الحارس لتعليمات أصدقائه الفلسطينيين وسرق بنادق رشاشة من زملائه في الجيش ووضعها بأيديهم لغرض المتاجرة قبل أن يسلمهم مسدس أشكنازي في السرقة الأخيرة.
وفي انتقاد مبطن لسلطات الجيش قال المعلقان العسكريان للقناة العاشرة ولـ"هآرتس" مساء الأحد نقلا عن ضباط كبار، إن سهولة الاختراق مذهلة ومقلقة جدا، وأن وجود مثل هذا الحارس الخطير يشكل "حلم صيف" رطبا بالنسبة لكل جهاز استخبارات.
كما نقل عن ضابط كبير قوله إن من حسن حظ الجيش أن الشباب العرب المشاركين في السرقة عملوا بدوافع جنائية. وقد مدد اليوم اعتقال الجندي والشباب العرب الذين لم يفصح عن هوياتهم وعددهم أمس بعدة أيام.
ولم يتنبه أشكنازي لسرقة أغراضه إلا بعدما تنبهت الشرطة العسكرية خلال تتبعها الروتيني لحسابات قائد هيئة الأركان من خلال بطاقة الاعتماد الشخصية. وبعد الكشف عن الحادثة أعلن الجيش الإسرائيلي تشديد نظم الحراسة والتجول داخل مقر هيئة الأركان وتحويل صلاحيتها لوحدة خاصة تابعة لهيئة الأركان ذاتها وعن استعانته بجهاز الشاباك لاستخلاص الدروس.
وديع عواودة
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد