تركيا: توقيف شبكة للقاعدة خططت لضرب أهداف إسرائيلية وغربية
قبضت السلطات التركية على 32 شخصاً قالت إنهم على صلة بتنظيم القاعدة، وكانوا يخططون لتنفيذ هجمات ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية في البلاد، وأخرى تخص حلف شمال الأطلسي "ناتو،" وذلك في حملة دهم واسعة النطاق، شملت ثماني محافظات.
ونقلت تقارير صحفية تركية الخميس أن الشرطة تعتقد بأن عدداً من عناصر الشبكة تلقى تدريبات في معسكرات للقاعدة بأفغانستان، مضيفة أن وحدات الأمن صادرت الكثير من الوثائق المهمة التي تظهر علاقة الموقوفين بتنظيمات "غير قانونية."
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن وكالة "أناطوليان" التركية الرسمية قولها إن مكتب مكافحة الإرهاب في أسطنبول شارك في العملية.
يشار إلى أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، كان قد انتقد في رسالة صوتية مؤخراً المشاركة التركية في الحرب بأفغانستان.
وتأتي هذه الأنباء في وقت تشهد فيه العلاقات بين أنقرة وتل أبيب الكثير من التوتر على خلفية قرار تركيا منع مشاركة الجيش الإسرائيلي في مناورات "نسر الأناضول.
وكانت مصادر عسكرية تركية قد نفت الأربعاء أن يكون قرار أنقرة منع الجيش الإسرائيلي من المشاركة في مناورات كانت مقررة على أراضيها مرتبط بالحرب الإسرائيلية على غزة، ورفض تركيا لما تخللها من سقوط لآلاف الضحايا، مشيرة إلى أن السبب الحقيقي هو تعبير حكومة أنقرة عن امتعاضها من تأخر تسليم تل أبيب طائرات من دون طيار.
ونقلت صحيفة "زمان" التركية الواسعة الانتشار عن مصدر في الجيش التركي رفض كشف اسمه الأربعاء قوله إن إسرائيل: "تأخرت من جديد في تسليم الطائرات التي تحتاجها أنقرة لمواجهة الإرهاب" معتبراً أن هذا الأمر هو الدافع الحقيقي لقرار تركيا وليس أحداث غزة.
وذكرت الصحيفة أن تركيا كانت قد وقعت قبل أربع سنوات عقداً لشراء عشر طائرات تصنعها إسرائيل من نوع "هيرون" العاملة من دون طيار بقيمة 180 مليون دولار، لكن الصناعات الجوية الإسرائيلية فشلت في تسليمها ضمن المهلة المحددة.
وأضافت الصحيفة أن المصدر العسكري التركي قال: "لقد فشلت إسرائيل في تلبية متطلبات تركيا، ولم تقنعها بقدرتها على تسليم الطائرات في الوقت المحدد، وقد قام قائد سلاح الجو التركي بإعلام رئاسة الأركان التي أخطرت من جانبها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان."
وتابع المصدر أن أنقرة اتصلت بتل أبيب للمرة الأخيرة لبحث موعد التسليم، لكن السلطات الإسرائيلية عجزت عن تقديم تاريخ محدد لإنجازها، فما كان من أردوغان إلا أن قال لرئاسة الأركان التركية أن حكومته ستدعم أي قرار بفرض "عقوبات" عسكرية على إسرائيل، على غرار منعها من المشاركة في المناورات.
وبحسب "زمان" فإن العائق الذي يحول دون تسليم الطائرات في الموعد يتمثل في الصعوبات التي يواجهها المهندسون الإسرائيليون في زيادة القوة الدافعة لمحركان "هيرون" بشكل يتيح لها حمل قنابل من الأنواع التي يستخدمها الجيش التركي، والتي تختلف عن تلك الموجودة في الترسانة الإسرائيلية.
وقد سبق لتل أبيب بالفعل أن قامت بتسليم اثنتين من تلك الطائرات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى الجيش التركي الذي رفضها بسبب ضعف محركاتها.
يذكر أن طلب تركيا من إسرائيل عدم المشاركة في المناورات التي تجري بين دول في حلف شمال الأطلسي بمشاركة جيوش "صديقة" جاء في اللحظة الأخيرة قبل انطلاقها، ما أدى إلى إلغائها لاحقاً بسبب امتناع الولايات المتحدة وإيطاليا عن المشاركة.
وكانت تركيا المسلمة، حليفا وثيقا لإسرائيل إلا أن العلاقات بين البلدين تدهورت بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في يناير/كانون ثاني الماضي، بعد انتقاد حاد أبداه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للهجوم.
يشار إلى أن تركيا واحدة من الدول الحليفة لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، كما أن بينهما تحالف عسكري واقتصادي وثيق منذ ما يزيد على عقد، غير أن هذه العلاقة تعرضت لهزة كبيرة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد