أفغانستان: جولة انتخابية ثانية بين قرضاي وعبد الله
وضعت افغانستان قدمها امس، بمباركة اميركية وأوروبية، على طريق خوض دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية، بعدما طالبت لجنة الطعون بإلغاء أكثر من مليون صوت «مشكوك في صحته»، الأمر الذي يخفض نسبة ما حصل عليه الرئيس حميد قرضاي الى ما دون الـ50 في المئة، ويجبره على الدخول في معركة انتخابية جديدة مع وزير خارجيته السابق عبد الله عبد الله، قد لا تمر «بسلام» كسابقتها، التي شهدت نسبة مشاركة متدنية جدا.
وأعلنت لجنة الطعون الانتخابية في تقرير يعرض نتائج التحقيقات التي أجرتها في صحة العديد من الاتهامات بحصول عمليات تزوير خلال انتخابات آب الماضي، ان غالبية الأصوات المشتبه فيها، كانت لمصلحة قرضاي. وتفيد اللجنة انها وجدت «دلائل واضحة ومقنعة» على حصول تزوير خلال الانتخابات، وهي تأمر بالتالي اللجنة الانتخابية المستقلة المكلفة إعلان النتائج، بـ«إلغاء نسبة معينة من الأصوات لدى كل مرشح».
وعقب صدور التقرير، ذكرت منظمة «ديموقراطية دولية» الاميركية في بيان، ان «إعلان عدم صلاحية قسم من الأصوات خلال الانتخابات الرئاسية، سيخفض النسبة التي حصل عليها الرئيس الأفغاني الى ما دون الـ50 في المئة الضرورية للفوز من الدورة الاولى، وستكون هناك حاجة الى دورة ثانية بين حميد قرضاي وعبد الله عبد الله.
واوضحت المنظمة ان الأرقام التي نشرتها لجنة الطعون الانتخابية الافغانية، تشير الى ان نحو 1,3 مليون صوت في الانتخابات التي جرت في العشرين من آب الماضي، بينها أكثر من 950 ألفا لصالح قرضاي، غير صالحة. وبذلك، يقفز عبد الله الى نحو 32 في المئة، في مقابل 27,8 في المئة كان حصل عليها وفق النتائج الأولية، بينما تنخفض النسبة التي حصل عليها قرضاي الى نحو 48,29 في المئة، من نحو 54 في المئة بحسب النتائج الأولية ايضا.
من جهتها، اعتبرت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما، انه من «الضروري جدا» ان تكون الحكومة الافغانية «شرعية». وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس «على الأفغان الآن ان يثبتوا انهم هم ايضا يؤمنون بهذه الشرعية»، فيما طالبت لندن السلطات الانتخابية بإلغاء الأصوات المشكوك فيها «سريعا» لإفساح المجال امام إعلان النتائج النهائية، المتوقع صدورها غدا الاربعاء.
كما دعت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي، الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته، الى الموافقة على عقد دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية، علما ان حملة قرضاي، الذي أجرى مجددا مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاميركي السيناتور جون كيري «محادثات تسوية» انتخابية، اعتبرت ان «إجراءات» لجنة شكاوى الانتخابات «خاطئة». غير ان قرضاي تعهد في وقت لاحق باحترام العملية الدستورية بشأن الانتخابات.
وفي موازاة الازمة السياسية، تواصل الجدل حيال عديد القوات الاميركية والأطلسية المتواجدة على الارض في افغانستان، وإمكانية زيادتها لمواجهة التمرد المتصاعد. وحث أمين عام حلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن الدول الأعضاء على تعزيز التزاماتها تجاه افغانستان، وتبني توصيات قائد القوات الاميركية والأطلسية الجنرال ستانلي ماكريستال، لكنه قال إن هناك حاجة الى مزيد من الوضوح على الساحة السياسية الافغانية قبل أن يتخذ الحلف قرارات بشأن اي زيادة كبيرة في مستويات القوات.
في هذا الوقت، واصلت القوات الباكستانية هجومها على حركة طالبان مع تحرك الجيش من أجل السيطرة على معاقل المتمردين في وزيرستان الجنوبية الواقعة على الحدود مع أفغانستان. وذكر الجيش إن 18 متمردا وجنديين قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليصل عدد قتلى المتشددين إلى 78 قتيلا، إضافة إلى 9 جنود قتلوا منذ بدء الهجوم الذي طال انتظاره، في وقت مبكر من صباح السبت الماضي.
واعلن الجيش إنه طوق المتمردين في منطقتهم الرئيسية في شمال وزيرستان الجنوبية، وإن الجنود يهاجمونهم من الشمال والجنوب الغربي والجنوب الشرقي. وقال مسؤول عسكري «المقاومة كانت أقل من المتوقع إذ ان المنطقة التي يدور فيها القتال جرداء ومن السهل قصفهم فيها بالمروحيات». وأضاف «لكن فور دخولهم مناطق الغابات فإننا نتوقع معركة حقيقية»، علما ان أكثر من مئة ألف مدني فروا من المنطقة تحسبا للهجوم. وقال ضابط في الجيش الباكستاني ان عدد الفارين قد يصل إلى 200 الف.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد