«حماس» تكشف هوية الفلسطينيين المشتبه بهما
كشف قيادي بارز في حركة «حماس» هوية الفلسطينييْن اللذين سلمهما الأردن أخيراً إلى شرطة دبي للتحقيق معهما على خلفية اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح في أحد فنادق الإمارة الشهر الماضي. وقال القيادي ان احدهما يدعى «أحمد ح»، والثاني «انور ش»، موضحاً أن الأول يعمل في جهاز الأستخبارات العامة الفلسطينية، والثاني يعمل في أحد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في رام الله.
ولفت إلى أن الفلسطينييْن غادرا غزة عقب الحسم العسكري الذي وقع قبل نحو ثلاثة أعوام، وأنهما حصلا على إقامة في دبي بصفتهما موظفيْن في مؤسسة عقارية تابعة لشخصية مركزية في حركة «فتح».
واتهم القيادي الفلسطينييْن بالضلوع في قتل المبحوح، وقال: «كانا موجودين في دبي قبيل عملية الاغتيال، وهما اللذان وفرا دعماً إمدادياً لوجستياً للمجموعة التابعة لـ (جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية) موساد الذي شارك في تصفية المبحوح في دبي». وأضافت: «هما اللذان حددا الفندق ونظما الحجوزات وأماكن التحرك وجهزا السيارات»، لافتاً إلى أنه عقب انتهائهما من إعداد مسرح الجريمة غادرا دبي وتوجها إلى عمان.
كما اتهم القيادي شخصيات نافذة في السلطة في رام الله وشخصية مركزية في حركة «فتح» بالضلوع في قتل المبحوح، وقال إن السلطة في رام الله عقب احتجاز كل من الفلسطينييْن، «أجرت اتصالات واسعة وقامت بوساطات مع شخصيات نافذة من أجل الضغط على شرطة دبي للإفراج عنهما، لكن شرطة دبي رفضت الرضوخ لهذه الضغوط (...) وكذلك هناك شخصية مركزية في فتح تبذل حالياً جهوداً مضنية من أجل إطلاقهما»، معرباً عن أمله في أن تظل شرطة دبي متمسكة بموقفها الرافض اي تدخلات خارجية في التحقيقات في هذا الملف، وأن تستمر في نهجها المتمسك بضرورة التوصل إلى الحقيقة بعيداً من أي تجاذبات أو مؤثرات.
واعتبر القيادي أن الحجم الكبير للمعلومات التي تضخها وسائل الإعلام الإسرائيلية وتروج لها وسائل الإعلام الأجنبية عن عملية الاغتيال، يهدف الى «تضليل الحركة في التحقيقات التي تجريها حالياً في خصوص اغتيال المبحوح، والتي تعتمد فيها بشكل أساسي على جمع كل المعلومات عن ملابسات الحادث، بالإضافة إلى المعطيات التي لدى الحركة، والتي تتناول اتصالاته وتحركاته، خصوصاً في الفترة الزمنية التي سبقت اغتياله».
وقال قيادي: «لم يحدث على الإطلاق أن قامت إسرائيل بضخ مثل هذا الحجم من المعلومات عن أي عملية من عمليات القتل التي ارتكبتها»، واصفاً هذا الأمر بأنه «سابقة يجب التوقف عندها». واعتبر أن نشر إسرائيل هذا الكم من المعلومات «يعني أنها تتعمد إبعاد حماس عن الحقيقة»، مضيفاً: «نريد أن نعرف ما الذي يريدون أن يبعدونا عنه (في إشارة إلى موساد) وما الذي يحرصون على إخفائه»، موضحاً أن «حماس» أصبحت تدرك جيداً أن هناك محاولات تقوم بها إسرائيل من أجل أن تتخذ التحقيقات التي تجريها الحركة «اتجاهاً مخالفاً للحقيقة، وذلك من خلال تسريب بيانات غير صحيحة تعمد إلى تسليط الضوء عليها كي تبدو كأدلة أو قرائن، لكنها في واقع الأمر بعيدة من الواقع»، متهماً إسرائيل بالتشويش على الحقيقة وتضليل مسار التحقيقات.
- في السياق نفسه، نفى القيادي في «حماس» أيمن طه ما نشر في وسائل الإعلام عن ان السلطات السورية اعتقلت عنصراً في القوة التنفيذية التابعة للحركة نهرو مسعود على خلفية اغتيال المبحوح، وقال انه «عنصر سابق في القوة التنفيذية مقيم حالياً في دمشق، وليس مشتبهاً به، والخبر خالٍ من الصحة». واعتبر ان نشر هذه الأنباء هدفه «التضليل» ودفع التحقيقات الى منحى آخر بعيداً عن الفلسطينييْن اللذين تحقق معهما الشرطة في دبي، مشيراً الى انهما ضالعين بشكل مؤكد في عملية الاغتيال.
جيهان الحسيني
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد