زياد عبد النور: عربي يدعم أعداء العربي
الجمل: أبحر كريستوفر كولومبس من أجل الوصول إلى الهند من الناحية الغربية، وبدلاً من ن يحقق ذلكن فقد استطاع أن يكتشف (عن طريق الخطأ) القارة الأمريكية، وما إن انتشر الخبر في سائر أنحاء أوروبا، حول القارة الجديدة، حتى اندفعت موجات الهجرة إليها.
انطلقت السفن من كل الموانئ الأوروبية، حاملة الأشقياء والمغامرين من الذين راقت لهم قصة القارة الجديدة, وبعد رحلة عبور الأطلنطي، أصبحت تقوم كل مجموعة مهاجرة، تختار لها مستقراً جديداً، وعلى خلفية الذكرى ونوستالجيا الحنين إلى الوطن الأم، أطلق المهاجرون الأسبان أسماء اسبانية على مناطق تجمعاتهم الجديدة، ونفس الشيء قام به بقية المهاجرون الانجليز، الايطاليون، الفرنسيون.. وهلمجرا.. ولاحقاً أصبحت أسماء المدن والمناطق في أمريكا تحمل هذه البصمة.
بعد الحربين العالميتين، الأولى والثانية، تزايدت الهجرة اليهودية وتوطد الوجود اليهودي في أمريكا، ولسوء حظ (الدنيا الجديدة) ان اليهود المنتقلين إليها قد نقلوا معهم كماً هائلاً من عقد الاضطهاد التي أفرزتها خبرة سنوات الانعزال الطولية، التي فرضها الحاخامات على مجتمعات الشتات اليهود.
وبرغم كل ذلك، ظلت المجموعات المهاجرة أكثر اهتماماً وإصراراً في دعم مجتمعاتها الأم، فالأسبان كونوا اللوبيات الأسبانية في أمريكا لدعم أسبانيا الأم، والإيطاليون والدنماركيون.. وغيرهم كثيرون ساروا على المنوال نفسه.. وفي هذا الصدد كون اليهود المهاجرون إلى أمريكا أكثر من 200جمعية ومنظمة، تعمل بهمة ونشاط وتناسق وانسجام في دعم إسرائيل، مكونين أضخم لوبي في التاريخ، استطاع أن يؤثر ليس على البنوك وأجهزة الإعلام وأجهزة صنع القرار.. بل أصبحت تأثيراته عابرة للحدود، بحيث أصبحت بصماته أكثر وضوحاً على مستوى النظام الدولي، والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية.. وغيرها.
مثل سائر (خلق الله)، هناك عرب هاجروا لأمريكا، وظلوا يعملون بهمة ونشاط من أجل بناء وتكوين لوبي عربي, يقدم خدماته لقضايا الوطن الأم، ولكن برغم ذلك، وفي ظاهرة مثيرة للجدل، تستحق التحليل النفسي، تجد ثمة ظواهر (خارقة)، لأمثلة غير معهودة، يتعجب حولها الأمريكيين أنفسهم، وهي ظاهرة العربي الذي يدعم أعداء العالم العربي، والتي يمكن أن يمثل صاحب الاسم: زياد عبد النور حالة بارزة فيها، تستحق الدراسة والتحليل.
وصفه مركز رايت ويب بأنه: لبناني يكرس جهوده من أجل العمل ضد سوريا، وهو ينخرط بقوة ضمن المبادرات التي تطلقها جماعة الـ(محافظين الجدد) حول سياسات الشرق الأوسط.
• اللجنة الأمريكية لتحرير لبنان (USCFL):
أسس زياد عبد النور (أو ربما أسسها له المحافظون الجدد) اللجنة الأمريكية لتحرير لبنان (USCFL)، وذلك في عام 1997، والتي ضمت عضويتها المحافظين الجدد من أعضاء الإيباك والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي: مايكل لايدين، جين كيركياتريك، جيمس وولسي، إليوت أبراهام، دوغلاس فايث، فرانك غافني.. وآخرين، ليس من بينهم عربي واحد، سوى زياد عبد النور، الذي اختاروه بالإجمال ليكون رئيساً لهذه اللجنة.
علق على زياد عبد النور، مركز الدراسات الدولية، قائلاً: «على غرار وبنفس طريقة أحمد الجلبي، ينشط زياد عبد النور متحركاً داخل الكونغرس والإدارة الأمريكية متزعماً اللوبي الذي يدعم فرض وتطبيق السياسة الخارجية الأمريكية التي تخدم مصلحة إسرائيل في الشرق الأوسط بما يتطابق مع مخططات وبرامج حزب الليكود.
• منتدى الشرق الأوسط (MEF):
أسسه دانيال بيبيز، ليعمل وفقاً لمبدأ: مناهضة العرب، ودعم ليكود إسرائيل.ز ويعتبر زياد عبد النور من أبرز أعضاء هذا المنتدى، فهو يمثل (الرجل الثاني) بعد رئيسه اليهودي دانيال بيبز، وينظم هذا المنتدى السمنارات والندوات وورش العمل، بما يخدم وجهة نظر حزب الليكود الإسرائيلي في كل قضايا الشرق الأوسط تقريباً،
• نشرة استخبارات الشرق الأوسط:
وهي عبارة عن تقرير دوري يقدم التحليلات حول قضايا الشرق الأوسط بما يخدم المنظور الإسرائيلي، وتقوم هذه النشرة بدور هام في دعم وتوطيد الحرب الـ(معلوماتية) الإسرائيلية الهادفة لتشويه الحقوق العربية وإسرائيل باعتبارها تمثل النموذج الاستراتيجي (الذي يتوجب احتذاءه (من أجل الأمن والسلام والاستقرار) في الشرق الأوسط).
كل اليهود في أمريكا يوظفون (كل ما في وسعهم) من أجل خدمة إسرائيل، وليس هناك يهودي واحد في أمريكا يدعم الحق العربي.
ومن سخرية القدر، أن قاطرة دعم إسرائيل في أمريكا، قد ركب عليها آخرون، إضافة إلى زياد عبد النور، منهم: الجنرال أبو زيد قائد القيادة الوسطى المسؤول حالياً عن القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق، ونبيل خوري (مستشار الرئيس بوش لشؤون امن الخليج)، وقبلهم كان فيليب (حبيب) وجميعهم لبنانيون...
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد