إسرائيل تجهض «الرباعية»: لا شروط مسبقة للتفاوض المباشر

17-08-2010

إسرائيل تجهض «الرباعية»: لا شروط مسبقة للتفاوض المباشر

قطعت إسرائيل الطريق على مبادرة جديدة تعدها اللجنة الرباعية الدولية وتهدف إلى حفظ ماء السلطة الفلسطينية لتمكينها من الانتقال إلى المفاوضات المباشرة استناداً إلى بيان يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود العام 1967، وتمديد قرار تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية، وهو ما استبقته حكومة بنيامين نتنياهو بالإعلان عن أنها لا تقبل التفاوض وفق «شروط مسبقة»، لكنها بدت، برغم ذلك، واثقة من انطلاق المفاوضات «خلال أيام» استناداً إلى دعوة أميركية تصاغ بعبارات «أكثر توازناً». إحدى الصور التي وضعتها المجندة الإسرائيلية عيدن ابرغيل على صفحتها في موقع «فيسبوك» الإلكتروني تحت عنوان «الجيش ـ أفضل أيام حياتي». وأثارت الصور انتقادات شديدة إذ تظهر المجندة متباهية إلى جانب معتقلين فلسطينيين معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي
وتزامن إجهاض مبادرة الرباعية مع تصعيد إسرائيلي جديد تمثل في الكشف عن مخطط جديد لتقطيع أوصال الحرم القدسي، بأنفاق ومصعد كهربائي يعزز الوصول اليهودي الى حائط البراق، وإقامة 30 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وذلك تزامناً مع عمليات هدم طالت منطقة الفارسية في الأغوار، وحملة اعتداءات مكثفة للمستوطنين على مزارعين فلسطينيين في مدينة الخليل.
ويدعو بيان اللجنة الرباعية إسرائيل إلى تمديد قرار التجميد الجزئي للبناء في مستوطنات الضفة الغربية، الذي ينتهي في 26 أيلول المقبل، عشرة أشهر إضافية، وتحديد مهلة تتراوح بين عام وعامين للتوصل إلى اتفاق حول إقامة دولة فلسطينية بعد انسحاب إسرائيل إلى حدود العام 1967. ويرى أعضاء الرباعية في هذا البيان محاولة لإقناع الفلسطينيين باستئناف المفاوضات من دون أن يفقدوا ماء الوجه، خاصة بعد إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده لبدء المفاوضات المباشرة استناداً إلى المبادئ التي أعلنت عنها الرباعية في بيانها الصادر في 19 آذار الماضي.
وقبل ساعات من صدور بيان الرباعية، قررت هيئة «السباعية» الوزارية الإسرائيلية التعامل بسلبية مع تلك المبادرة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر حكومية قولها إنّ «إسرائيل لن تقبل أي دعوة لاستئناف المفاوضات المباشرة إلا من الولايات المتحدة»، موضحة أنّ إسرائيل «تنتظر دعوة أميركية تشدد على وجوب ألا تكون هناك شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ «إسرائيل مستعدة لمفاوضات مباشرة فورية، ولكن من دون أي شرط مسبق»، معتبراً أنّ «الفلسطينيين الذين خسروا وقتاً ثميناً برفضهم إعادة تحريك المفاوضات المباشرة، يمكنهم طرح المشاكل التي يريدون بحثها على طاولة المفاوضات»، فيما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أنّ نتنياهو لن يقبل بالدعوة الصادرة عن اللجنة الرباعية لاستئناف المفاوضات المباشرة، مشيرة إلى أنه ينتظر دعوة تصدر عن الولايات المتحدة وحدها، وبعبارات «أكثر توازناً».
واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن «إعلان الحكومة الإسرائيلية رفضها بيان الرباعية قبل صدوره يظهر إمعانها في رفض عملية سلام جدية، ويدل بوضوح أن لهذه الحكومة برنامجاً آخر غير برنامج السلام والاستقرار في المنطقة».
وكانت السلطة الفلسطينية تحدثت، مساء أمس الأول، عن تقدم في المقترحات والأفكار للدخول في المفاوضات المباشرة خلال اللقاء بين عباس ومساعد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، ديفيد هيل. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إنّ «المشاورات الفلسطينية الأميركية ستستمر، وهناك أفكار طرحت، وهناك تقدم حتى هذه اللحظة»، لكنه أوضح أنّ الموقف الفلسطيني الرسمي سيتحدد بعد صدور بيان الرباعية.
من جهته، اعتبر مفوض الإعلام في حركة فتح محمد دحلان أنّه من المبكر وضع تواريخ لبدء المفاوضات المباشرة، مشدداً على رفض الذهاب إلى هذه المفاوضات من دون ضمانات دولية بوقف الاستيطان وتحديد المرجعية السياسية، فيما نفى عضو اللجنة المركزية في فتح عزام الأحمد وجود أي تراجع في الموقف الفلسطيني الرسمي إزاء المفاوضات.
وبرغم ذلك، بدت إسرائيل واثقة في استئناف المفاوضات خلال الأيام المقبلة، حيث توقعت الإذاعة العامة الإسرائيلية انطلاقها خلال الأسبوع المقبل في واشنطن أو القاهرة، فيما نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الإعلان عن استئناف المفاوضات المباشرة «مسألة أيام».
وفي هذا الإطار، قرر نتنياهو تشكيل طاقم خاص لمتابعة المفاوضات، على أن يرأسه مستشاره يتسحاق مولخو ويشارك فيه ممثلون عن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ومكتب منسق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية.
وفي أثينا، قال نتنياهو، بعد لقائه رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو إنه يأمل بإجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين «في المستقبل القريب جداً». وأضاف «نحن مستعدون للذهاب إلى القاهرة أو واشنطن.. مستعدون للذهاب إلى أي مكان حتى تتحرك هذه العملية».
يذكر أن نتنياهو بدأ أمس زيارة لأثينا تستغرق يومين، وهي الزيارة الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي لليونان. وقد ووجه نتنياهو بتظاهرة نظمتها قوى وأحزاب يسارية يونانية احتجاجاً على الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
في المقابل، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ ميتشل حمّل هيئة «السباعية» المسؤولية عن عرقلة استئناف المفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى أنّ المبعوث الأميركي يرى أن «العقبة السياسية» تكمن في موازين القوى داخل «السباعية»، مشيرة إلى أنّ «ما يمنع نتنياهو من إبداء ليونة في الاتصال مع الفلسطينيين هم وزراء هذه الهيئة» الذين لقبهم ميتشل خلال محادثات مغلقة بـ«عصابة السبعة»، حسبما أوردت الصحيفة.
يأتي ذلك، في وقت أمعنت سلطات الاحتلال في سياسة تهويد القدس واستيطان الضفة الغربية، وفي غزة، استشهد فلسطيني بنيران قوات الاحتلال في شرقي القطاع. وزعم الجيش الإسرائيلي أنّ قواته أطلقت النار على مجموعة من الفلسطينيين «خلال محاولتهم زرع عبوة ناسفة بالقرب من الجدار الالكتروني المحيط بقطاع غزة، ما أدى إلى مقتل أحدهم».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...