فضيحة«وثيقة غالانت»تزداد تعقيداً:الشبهات تمس أشكنازي وآيزنكوت

21-08-2010

فضيحة«وثيقة غالانت»تزداد تعقيداً:الشبهات تمس أشكنازي وآيزنكوت

رغم محاولة الشــرطة الإسرائيلــية البحث عن كبش فداء وإخراج المؤسســة العسكــرية من المأزق الذي وقعت فيه جراء افتــضاح نوعية العلاقات القائمة بين كبار قادتها في قــضية «وثيقة غالانت»، تبدو الأمـور وكأنــها تزداد تعقيدا.
فقد كشفت صحيفة «معاريف» أن مقربا جدا من قائد الجبهة الشمالية الجنرال غادي آيزنكوت هو من قام بتسريب الوثيقة إلى التلفزيون الإسرائيلي وأن ضابطا آخر برتبة عميد هو من عمد لتزوير الوثيقة. وبينت التحقيقات أنه طوال ثلاثة شهور دارت بين قادة الجيش عدة صيغ لهذه الوثيقة، التي وصفها وزير الدفاع إيهود باراك بأنها رمت لتعطيل إجراءات تعيين رئيس أركان جديد للجيش الإسرائيلي.
وقد أصدرت الشرطة الإسرائيلية أمس، أمر اعتقال بحق رجل أعمال إسرائيلي يحمل رتبة مقدم أو عقيد في الجيش قام بتزوير الوثيقة. ومن المقرر اعتقال الرجل، الذي لم يتم الكشف عن اسمه، فور عودته من الخارج. وكان باراك اتصل بالمفتش العام للشرطة الإسرائيلية الجنرال دافيد كوهين ورئيس شعبة التحقيقات والاستخبارات العميد يؤآف سجلوفيتش وهنئهما على إنجازات التحقيق. وقال أن «عملهم السريع والجوهري حال دون محاولة قذرة لتشويش إجراءات اتخاذ القرارات الإلزامية في دولة سوية عن طريق إطلاق شائعات ووثائق مزورة».
وبعيدا عن الضجة الكبيرة التي رافقت الإعلان عن «وثيقة غالانت» يبدو أن الوجهة الحالية في وسائل الإعلام هي لملمة المسألة. ومع ذلك هناك إشارات حول وجهة التحقيق، فالشخص الذي أمرت الشرطة الإسرائيلية باعتقاله يعتبر مقربا من «رجال غولاني». ويلمح هذا التوصيف إلى رئيس الأركان غابي أشكنازي الذي سبق وقاد لواء «غولاني».
وبحسب تحقيقات الشرطة تم اكتشاف حوالى 10 صياغات مختلفة لوثيقة «غالانت» مثلت تطورها من لحظة إعدادها الأولي إلى لحظة نشرها على الملأ. وبهذا المعنى فإن المتهم بإعداد الوثيقة لا يمكن أن يكون شخصا واحدا، وإنما عدة أشخاص شاركوا في مراحل مختلفة في إدخال تعديلات عليها.
ومن المعروف أن التحقيقات بدأت أساسا بعد أن وضع على الوثيقة اسم وشعار مكتب استشاري مشهور بتقديم الخدمات للقادة والأحزاب في إسرائيل. ويعتبر هذا المكتب بين أبرز شركاء الجيش الإسرائيلي مثلا في صياغة خطط الحرب النفسية ما يمنح الوثيقة صدقية أكبر لدى كل من يطلع عليها.
وكانت «معاريف» نشرت أمس، أن الرجل الذي وقف خلف تسريب الوثيقة إلى وسائل الإعلام ليس سوى العميد احتياط غابي سيبوني. وتزداد المسألة تعقيدا عند معرفة أن سيبوني هو رئيس قسم في مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب وأنه صديق مقرب من الجنرال آيزنكوت قائد الجبهة الشمالية. ونقلت اعتراف سيبوني بأنه من قام بإيصال الوثيقة إلى وسائل الإعلام، وتأكيده في الوقت ذاته بأنه ليس واضع الوثيقة أو مشارك في صياغتها.
ومن ناحية ثانية، قرر باراك استئناف اتصالاته من أجل اختيار رئيس جديد للأركان. وهكذا فإنه سيعود للاجتماع مع كل واحد من المرشحين الخمسة للمنصب في جولة ثانية من المداولات. ومعروف أن المرشحين الخمسة لمنصب رئيس الأركان هم نائب رئيس هيئة الأركان غابي غانتس، وقائد المنطقة الجنوبية يؤآف غالانت، وقائد المنطقة الشمالية غادي آيزنكوت، وقائد المنطقة الوسطى افي مزراحــي، والملحــق العــسكري في السفارة الإسرائيلــية في الولايــات المتحــدة غادي شامني.
وفي كل حال فإن باراك يؤمن بأن المخرج الوحيد من المأزق الراهن هو المسارعة بتعيين رئيس جديد للأركان. ويشدد على أن رئيس الأركان الجديد ينبغي له أن يشارك من الآن في التخطيط لصورة الجيش في العام 2011. ورغم مساعيه فإن كثيرا من ضباط الجيش يعتقدون بأن مهمة باراك لن تكون سهلة في ضوء ما جرى.
وتسود الجيش شائعات حول أن التحقيقات ستكشف في وقت لاحق ضعف احتمال أن يكون المقربون من كل من أشكنازي، المتصادم مع باراك، وآيزنكوت لم يقوموا بإطلاعهما على الوثيقة. وشدد ضباط في أحاديث لمراسلين عسكريين على أنه يستحيل أن لا يكون العميد سيبوني تصرف بالوثيقة من دون إعلام آيزنكوت بذلك، خصوصا وهو يعلم بالتوترات داخل هيئة الأركان. وتعززت في الجيش القناعة بأن معرفة من قام بتسريب الوثيقة للإعلام ألحق الضرر بآيزنكوت وأشكنازي، كما أن واقع علمهما بتداول الوثيقة، وعدم فعل أي شيء يدل على سوء النية لديهما.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...