الاندبندت: 72265 قتيل ذنبهم معلق برقبة بوش

الجمل:  في هذا الأسبوع تكون قد مرت خمس سنوات، على قيام تنظيم القاعدة الحليف لطالبان بالتحضيرات والترتيبات النهائية لشن الهجمات الكاسحة على أمريكا، والتي أدت إلى (الحرب على الإرهاب) والغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد أفغانستان والذي تبعه لاحقاً غزو العراق.
بغض النظر عن القضاء على الإرهاب، فإن أساليب وتكتيكات بوش المتعلقة باستخدام قدرة تأثير القوة العسكرية النافذة في محاربة الإرهاب، وتسببت في تفريخ الكثير من عدوي الإرهاب العالمي، الذي طال أرواح حوالي 72265 شخصاً منذ عام 2001م، معظمهم من المدنيين العراقيين..
كذلك حوالي 30626، وفقاً لأرقام الولايات المتحدة الرسمية، وقد قتلوا بسبب الهجمات الإرهابية وأعمال مكافحة التمرد التي تقوم بها قوات الولايات المتحدة وحلفائها. وقد تم تجميع وتصنيف هذه الأرقام بوساطة المعهد الوطني لدرء الإرهاب (Mipt)، في أمريكا.
الغزو الذي قادته الولايات المتحدة أدى إلى اكتساح نظام طالبان في بضعة أسابيع، وفعل الشيء نفسه مع حزب بعث صدام حسين في عام 2003م، ولكن بدلاً من جلب الاستقرار والديمقراطية إلى أفغانستان والعراق، كانت النتائج حرباً مستمرة ثابتة في المنطقة، وأصبحت منطقة جنوب غرب قندهار مركزاً لمقاومة طالبان.
يقول حلف الناتو: إن أكثر من 200 مقاتل من طالبان قد تم قتلهم في مواجهات مرعبة، قتل فيها أيضاً اثنين من الجنود الكنديين، وتم اعتقال ثمانية من مقاتلي طالبان.
المقاطعة التي ولد فيها الملا محمر عمر زعيم طالبان، في جنوب غرب قندهار، أصبحت مرة أخرى تحت سيطرة طالبان، وهو وضع أصبح يعكسه الموقف على طول مناطق جنوب البلاد. وقوات حكومة حامد كرزاي تتشبث وتتمسك بالمدن في الجنوب بينما قوات الناتو في قندهار وهلمند قد أصبحت مستغرقة تماماً في حرب كاملة.
في مقاطعات بنجواي وجاراي بجنوب غرب قندهار، هناك حوالي 1500 من مقاتلي طالبان ظلوا يعرقلون محاولات الجنود الحكوميين الأفغان والكنديين منذ شهر أيار لإزاحتهم والقضاء عليهم. وقد مرت مقاومتهم في مرحلة جديدة من تمرد طالبان المتزايد والمتنامي، وهو تطور يشير إلى الانتقال من غارات وحملات اضرب واهرب بوساطة مجموعة من 9 إلى 15 مقاتل، التي اتسمت وتميزت بها الهجمات في جنوب أفغانستان سابقاً، وذلك باتجاه اعتماد
 أسلوب استخدام كتلة المقاتلين الكبيرة التي تمسك وتسيطر على الأرض.
عملية ميديوسا، والتي مثلت آخر محاولة لإزالة هؤلاء المتمردين، بدأت في يوم السبت الماضي في 2/9، واشترك فيها حوالي 2000 من القوات. والطريق السريع رقم (1) الذي يربط بين قندهار ولاسكارغار، ظل مقطوعاً منذ شهر حزيران. وبالأمس فرضت قوات الناتو حظراً على حركة المدنيين على طول الطريق، في الوقت الذي كانت تقوم به طائرات الهيليوكبتر والقاذفات بجانب المدفعية بقصف المواقع المشتبه بوجود طالبان فيها.
في العراق، بعد ثلاثة سنوات ونصف من الغزو، مازال الموقف وخيماً مفجعاً وعدد الضحايا العراقيين ارتفع بنسبة 15%، وذلك بحسب ما أشارت إليه أرقام الولايات المتحدة. ويقول البنتاغون إن حوالي 3000 مدني يموتون الآن كل شهر في العراق.
قام الرئيس بوش بتحويل أسلوبه وطريقته، وذلك في مجهود من أجل الحصول على دعم وتأييد الرأي العام للحرب، بحيث سرعان ما أصبح يشدد على فوائد تأمين السلام في العراق، وبدلاً عن ذلك، فهو ينفذ في مخطط خطر الفشل والإخفاق.
مراقبي الرئيس، أصبحوا يقولون: إن لغته ولهجته في الأسابيع الحالية قد أصبحت منفّرة بقدر متزايد، بسبب تفصيله في ترديد ما يعتقد أنه يترتب على انسحاب الولايات المتحدة.. وفي هذا الصدد فإن بوش في حديث له في الأسبوع الماضي "أن نسمح للشرق الأوسط بأن يستمر في طريقه في الاتجاه الذي كان يمضي فيه قبل الحادي عشر من أيلول.. وهناك الآن جيلاً من أطفالنا سوف يواجه منطقة تهمين عليها الدول الإرهابية والديكتاتوريون المتطرفون المسلحون بالنووي، أو أن تقوم بإيقاف كل ذلك، ومنعه من الحدوث، وذلك بأن تقوم بتجميع وحشد العالم لمواجهة أيديولوجية الكراهية ومنح شعوب الشرق الأوسط مستقبلاً من الأمل..".
بغض النظر عن هذه اللهجة، الموقف على الأرض في العراق على ما يبدو أصبح أكثر سوءاً، ووفقاً لتقديرات البنتاغون الشنيعة وغير المطمئنة، فإن المدنيون العراقيون سوف يعانون بقدر متزايد بسبب العنف والفوضى.
في الأشهر الأخيرة، تزايدت أعداد الضحايا العراقيين، من المدنيين وقوات الأمن، بحوالي 15%، وكان الموت من جراء تزايد دورة النزاعات الطائفية، وبالقدر نفسه في التمرد الجاري ضد الاحتلال الأمريكي والبريطاني.. وهو تمرد أصبح قوياً متمكناً، وقادراً على العيش والاستمرار، وحالياً أصبح معدل متوسط الرقم الأسبوعي للهجمات من كل الأنواع حوالي 800 في الأسبوع.
يقول تقرير البنتاغون: "برغم أن العدد الكلي للهجمات قد تزايد بكل الفئات، فإن نسبة الهجمات الموجهة ضد المدنيين قد تزايدت بقدر كبير.. وفرق الموت والإرهاب أصبحت منهمكة في تعزيز دورات العنف الطائفي، بحيث أصبح كل من متطرفي السنة والشيعة يصورون أنفسهم باعتبارهم المدافعين عن جماعاتهم الطائفية..".
كذلك ذكر التقرير أنه في المرحلة منذ إنشاء وتكوين الحكومة العراقية في منتصف أيار وحتى 11 آب، كان عدد المدنيين العراقيين وأفراد قوات الأمن الذين قتلوا بمعدل 120 كل يوم وهو يفوق معدل 80 قتيلاً يومياً الذي كان بين منتصف شباط إلى منتصف أيار السابق، وقبل عامين كان العدد حوالي 30 قتيلاً في اليوم، وإذا حسبنا لفترة عام، فإن معدل القتلى الأخير سوف يعادل أكثر من 43 ألف قتيل عراقي (الجمل ملاحظة: المعدل الشهري لعدد القتلى في العراق حوالي 3000 وبالتالي يكون العدد الإجمالي للقتلى حوالي 126000 قتيل).
أضاف تقرير البنتاغون، الذي حاول قياس الأمن والاستقرار في العراق، قائلاً: "جوهر الصراع والنزاع في العراق تحول الى صراع بين متطرفين السنة والشيعة الباحثين عن السيطرة على المناطق الرئيسة في بغداد، وإنشاء وإقامة مناطق طائفية حصري، وتحويل الموارد الاقتصادية، وفرض أجندتهم السياسية والدينية الخاصة".
وفي الوقت الذي يسعى فيه البنتاغون الى تصوير هذا العنف الطائفي باعتباره يمثل الخطر والتهديد الأكبر، فقد اعترف التقرير بأن التمرد المناهض للاحتلال مازال قوياً.
وبالفعل، وفقاً للأرقام الأخرى، التي تم إطلاقها هذا الصيف بوساطة الجيش الأمريكي، هناك تأكيد بأن الهجمات ضد القوات الأمريكية والعراقية قد تضاعفت منذ شهر كانون الثاني الماضي. والأرقام التي تم عرضها توضح أن القوات الأمريكية قد واجهت في شهر تموز 2625 انفجاراً في الطرق والشوارع، منها 1666 انفجرت و959 تم نزع فتيلها.. وفي كانون الثاني حوالي 1454 فتيلة انفجرت أو تم العثور عليها قبل الانفجار.
وتشير الأرقام إلى أن التمرد قد أصبح أكثر قوة وتمكناً برغم مقتل زعيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي في شهر حزيران الماضي.
وبالأمس، أعلنت السلطات العراقية عن اعتقال رجلاً قالت أنه الثاني في قيادة القاعدة في العراق. وقال موفق الربيعي: مستشار الأمن الوطني العراقي بأن حامد جمعة السعدي قد تم اعتقاله قبل بضعة أيام مضت، وقال الربيعي: إن هذا الرجل كان خلف تفجير أحد المقامات الشيعية المقدسة بسامراء في شباط الماضي.

الجمل : قسم الترجمة
المصدر: الاندبندت
- الكاتب: توم كوغلان- كابول
كيم سينفويتا
4- أيلول- 2006م