مطالبة بتحويل حاضرة النجف الأشرف إلى مؤسسة روحية لتمثيل الشيعة

20-10-2010

مطالبة بتحويل حاضرة النجف الأشرف إلى مؤسسة روحية لتمثيل الشيعة

لندن- حسين أبو السعود: لقد دأب البعض على كتابة قصص ناجحة تبدو حقيقية وواقعية ولكن في النهاية يذكر الكاتب بأنه استيقظ فجأة من النوم أو انتبه من وضع خيالي وهو ما يسمى باللهجة العراقية (دالغة) ليعيد القارئ الى مرارة الواقع مرة أخرى ، ولكني لا أريد للقارئ أن يسقط في  هكذا مطب، وأقول بان العنوان قد يكون ساخرا يوحي الى شئ بعيد ولكن المحتوى جدي يصلح ليكون قصة من قصص الخيال العلمي، وما يضير أن تخيل وكالات الأنباء العالمية وهي تنقل خبرا مفاده بان السيدة الجليلة بشيرة الموسوي (مثلا) قد قدمت أوراق اعتمادها  الى ملك السويد كأول سفيرة للمرجعية الدينية للطائفة الشيعية في العالم  للتأكيد على أمرين أولهما تطور المؤسسة المرجعية والثاني الاعتراف بالقدرات النسوية في الإمساك بزمام الأمور وقت الضرورة باعتبارها نصف المجتمع.
ثم لماذا لا تتحول المرجعية الشيعية الى مؤسسة كبرى ويكون المرجع الأعلى كما سلطان البهرة الذي يسمى عندهم الداعي المطلق وكما صاحب السمو الأمير أغا خان  المسمى عند الطائفة الإسماعيلية بــ (حاضر إمام )حيث يتمتع الاثنان بوضع دولي خاص ويتم معاملتهما معاملة كبار ضيوف الدولة أينما يذهبان وتقدم لهما التشريفات والمراسم التي تليق بهما، وطائفة البهرة كما الأغاخانية لها مرجع أعلى واحد وشؤون مالية موحدة وتنظيم فائق الدقة ونظام تكافل اجتماعي حقيقي فلا تجد بينهم محتاجا أو عاطلا عن العمل حيث يؤخذ من أغنياءهم لتدفع الى فقراءهم وان أفقر شخص عندهم يمتلك منزلا متواضعا .
ثم لماذا لا يمكن أن تتحول النجف الى حاضرة زاهرة تضاهي حاضرة الفاتيكان وتضم كربلاء والكوفة ويكون لها استقلال مالي واقتصادي وسياسي كامل ولكنها تظل تتمتع  بحماية الحكومة العراقية لا سيما وان  جميع مقومات نجاح الفاتيكان يمكن أن توجد لنجاح حاضرة النجف الاشرف ، وهناك الكثير من الدول  تحتفظ بمناطق حرة  داخل أراضيها لتسهيل الاستثمار والسياحة وجلب رؤوس الأموال تطبق فيها قوانين وأنظمة  سهلة  ومرنة للغاية لا تتوفر في المناطق الأخرى علما بان النجف صار الآن لها مطار دولي يمكن تطويره ليستقبل جميع أنواع الطائرات مع التأكيد على منح التأشيرات للزائرين عند الوصول وعدم السماح لأحد بمضايقتهم مع توفير جميع متطلبات السياحة الدينية الناجحة وتكون حاضرة النجف دولة حديثة متطورة بكل المعايير والمقاييس.
أنا اعلم بان هذا الكلام مجرد حلم ولكني أقول بأنه ليس المطلوب أن يقوم السيد السيستاني حفظه الله بتنفيذ هذا المشروع وتحقيق هذا التحول التاريخي بنفسه ولكن يمكن له أن يفكر به على الأقل ويضع اللبنات الأساسية والرؤى النظرية له ، لان في هذا رفاه الطائفة وخير العراق ، ونأمل أن  يساعده في ذلك المراجع الثلاثة الكبار من خلال اجتماعات مشتركة تجمع بينهم لدراسة الاقتراحات المقدمة لتطوير المرجعية وتطوير المدن المقدسة ، وتدارس المشاكل التي تواجه الطائفة وأشياء كثيرة أخرى، و لا اكتم القارئ بأنني ارغب أن اسمع بان المراجع قد اجتمعوا جميعا في بيت احدهم لدراسة نتائج الفيضانات المدمرة التي ضربت باكستان وبحث سبل مساعدة المتضررين ...مثلا .. أو دراسة كيفية مواجهة فتنة حرق القران الكريم وفتنة منتحلي التشيع الذي يسيئون الى الوحدة الإسلامية بالتعرض للصحابة وأمهات المؤمنين ، أقول ذلك لأننا نعيش عالما مضطربا صاخبا مليئا بالفتن والمؤامرات والكوارث والأحداث ، والطائفة تحتاج الى توحيد الخطاب لمواجهة الأمور بخطاب موحد يعكس النظرة الحقيقية للأشياء ، وقد يؤدي اجتماع المراجع الكبار وتأسيس حاضرة النجف  الى إجراء إصلاح شامل وكبير للتراث والتخلص من العوالق التاريخية التي  تضر ولا تنفع لتقريب السنة والشيعة  وبالعكس.
ويجب أن يكون للشيعة مرجع أعلى  يمثلهم  ويزور الدول  المختلفة ويلتقي رؤسائها ويتفاعل مع أحداث العالم ويكون له سفراء ومكتب إعلامي فعال، فالإعلام سلاح مهم في عالم ملئ بالحروب والكوارث والآفات والفقر والجهل وهكذا عالم يحتاج  الى رجال يؤثرون في الأحداث، والمرجعية كما هو معروف قوة كبيرة لها مقومات أساسية  متينة ولها أهداف مقدسة شريفة على جميع الأصعدة بدءا من حقن الدماء وتقريب وجهات النظر الى كفالة المحتاجين والمعوزين والأرامل والأيتام وغيرها ، وأنا اعترف بان الفاتيكان عجزت عن أن تكون الممثل الوحيد للمسيحيين في العالم ولكن ذلك لم يؤثر على وضع البابا على الصعيد الدولي، و لن تكون حاضرة النجف الممثل الوحيد للشيعة في العالم فالاختلاف حاصل لا محالة والإنسان مجبول على الاختلاف وميله للخلاف مؤكد، وقد يكون حسد العلماء أنفسهم اشد فتكا بالمجتمع من حسد العامة ، ولكن اختيار مرجع أعلى واحد لن يقضي على نفوذ المراجع العرضيين وتخويل الفقهاء الأربعة الكبار للسيد السيستاني للتصدي للأمور السياسية  لم يؤثر على مكانتهم أبدا،وبقي أن أقول إن كل ما ذكرته ليس سوى وجهة نظر شخصية  لشيعي يحلم  بتطور المرجعية والطائفة وهو حلم مقدس ولا حجر على الأحلام.

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...