تركيا تعد لطاولة حوار أفغانية
أيد الرئيس الافغاني حميد كارزاي تسهيل تركيا جمع كل الفصائل الافغانية على طاولة حوار من أجل التوصل الى اتفاق سلام في بلاده مع بدء انسحاب قوات التحالف الدولي العام المقبل.
وقال بعد انتهاء القمة التركية الافغانية الباكستانية الخامسة في اسطنبول: «نرغب في سلوك هذا الطريق في حال تولت تركيا مهمة لمّ شمل في افغانستان، وتعزيز الاستقرار في البلاد»، مشيراً الى ان «شخصيات كبيرة» مقربة من حركة «طالبان» اقترحت تركيا مكاناً لاجراء محادثات اذا سمح للحركة بفتح مكتب لها في اسطنبول من أجل كسب ثقتها للمشاركة في المفاوضات بوساطة تركية، علماً أن المانيا نوت تنفيذ هذه المهمة سابقاً.
وأبلغت مصادر ديبلوماسية تركية مطلعة أن أنقرة ستعمل قريباً على جمع كل الفصائل وممثلي القوميات الافغانية في اسطنبول من أجل بدء مفاوضات سلام بينها تمهد لانسحاب هادئ لقوات التحالف من أفغانستان.
وذكّرت المصادر ذاتها بنجاح دور تركيا سابقاً في مسعى مشابه في العراق عبر اقناعها العرب السنة بالمشاركة في العملية السياسية والانتخابات، معلنة وجود أمل كبير بتكرار الأمر ذاته مع «طالبان» أو المقربين منها.
وأكد الرئيس التركي عبدالله غل ان بلاده ستبذل قصارى جهدها لضمان الاستقرار في افغانستان، واستعدادها لاستضافة المفاوضات ودعمها، وقال: «سنلبي أي امر يخدم اعادة اعمار افغانستان في المستقبل».
وأثمرت القمة التركية - الباكستانية - الافغانية اتفاقاً على مد خط ساخن بين رؤساء الدول الثلاث من أجل التنسيق، وزيادة الثقة بين باكستان وأفغانستان وحل المشاكل الامنية العاجلة، واجراء مناورات عسكرية برية وجوية مشتركة في آذار (مارس) المقبل من أجل زيادة تأهيل القوات الافغانية وازالة الحواجز النفسية بين القوات الافغانية والباكستانية بسبب الاتهامات المتبادلة بدعم الارهاب، علماً ان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري نفى دعم الاستخبارات العسكرية الباكستانية لـ «طالبان»، لكنه قال إن «جهات لا تمثل الدولة تساعد المتشددين».
يذكر أن تركيا تشارك في قوات الحلف الاطلسي (ناتو) في افغانستان، لكنها ترفض المشاركة في عمليات قتالية، وتكتفي بحماية المؤسسات الحكومية في كابول والمساعدة في تنفيذ مشاريع مدنية حيوية للبلاد، أهمها تشييد مدارس ومستشفيات.
الى ذلك، بدأ محمد قاسم فهيم، النائب الأول للرئيس الأفغاني، زيارة لإيران تستمر أربعة أيام يجري خلالها محادثات مع مسؤولين إيرانيين بينهم نظيره محمد رضا رحيمي والرئيس محمود أحمدي نجاد، تتناول العلاقات الثنائية، وتشهد توقيع اتفاقات. ويرافق فهيم حاكم كابول ووزراء اقتصاديون.
على صعيد آخر، باشر وزير الدفاع الفرنسي آلان جوبيه زيارة تستمر 48 ساعة للقوات الفرنسية المنتشرة في افغانستان بمناسبة عيد الميلاد، وتعتبر الاولى له منذ توليه حقيبة الدفاع في الحكومة الفرنسية في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وتفقد جوبيه المستشفى العسكري الميداني الفرنسي في مطار كابول، وأجرى محادثات مع الفريق الطبي العامل فيه ومرضى ومدنيين افغان. وقال: «المستشفى رمز لما نفعله هنا. بالتأكيد هناك اعمال قتالية، لكن، ايضاً هناك اعمال تنموية لخدمة الافغان». وزار لاحقاً قاعدة متقدمة للجيش الفرنسي الذي ينشر حوالى 3850 جندياً، خصوصاً في ولاية كابيسا المحاذية لولاية كابول، ومنطقة ساروبي شمال شرقي العاصمة.
ويلتقي جوبيه اليوم الرئيس كارزاي ومسؤولين افغاناً آخرين سيبحث معهم خصوصاً مصير الصحافيين الفرنسيين في تلفزيون «فرانس -3» ارفيه غيسكيير وستيفان تابونييه ومرافقهما الافغاني الذين خطفوا في افغانستان في 30 كانون الاول (ديسمبر) 2009.
ميدانياً، قتلت قوات الحلف الاطلسي (ناتو) بالتنسيق مع القوات الافغانية رجلين في غارة نفذتها على مجمع تابع لشركة أمن خاصة تحمل اسم «النمر الوطني» وسط كابول، وتلت تلقيها «تهديداً فعلياً» بشن هجوم على السفارة الاميركية في كابول. وأوضحت ان مسلحين اطلقوا النار على القوات المشتركة لدى دخولها المجمع، ما ادى الى مقتل اثنين منهم وجرح آخرين واعتقال 13 افرج عنهم لاحقاً.
وكانت مديرية الامن الوطني أعلنت الاسبوع الماضي انها اعتقلت ثلاثة اشخاص تلقوا تعليمات من «طالبان باكستان» بمهاجمة قصر الرئاسة والسفارة الاميركية في كابول.
وفي ولاية بلخ (شمال)، قتل ألماني يعمل في ورشة لشق الطرقات برصاص اطلقه مسلحان على متن دراجة نارية، وأدى ايضاً الى اصابة مترجمه بجروح.
المصدر: الحياة+ وكالات
إضافة تعليق جديد