الصومال: تغيير خارطة الصراع المستقبلية
الجمل: دخل الصراع الصومالي- الصومالي مرحلة جديدة، وذلك بفعل حركة الاستقطابات المذهبية والفصائلية المسلحة: فما هي حقيقة الاصطفافات العسكرية الجديدة؟ وما هو شكل خارطة الصراع المسلح الجديدة؟ وكيف ستكون تداعيات التطورات الجديدة على مسار الصراع في المسرح الصومالي؟
* المسرح الصومالي: توصيف المعلومات الجارية
أكدت المعلومات والتقارير بأن حركة الحزب الإسلامي الصومالي المسلحة قد اختارت الاندماج ضمن حركة شباب المجاهدين المسلحة، وفي هذا الخصوص اختلفت التفسيرات والمعلومات، فهناك من يقول بأن حركة الحزب الإسلامي الصومالي قد أجبرت على الانضمام ضمن حركة الشباب، وذلك أولاً بسبب الضعف الذي أصاب الحزب بعد المعارك الخاسرة التي خاضها مؤخراً، وثانياً بسبب الميول التفضيلية لأعضاء الحزب والتي أصبحت أكثر انسجاماً مع توجهات حركة شباب المجاهدين الأمر الذي دفع العديد من عناصر الحزب إلى الانشقاق واختيار الانضمام إلى حركة الشباب.
لاحظ العديد من المراقبين والمحللين السياسيين المعنيين بالشأن الصومالي بأن فعاليات إعلان انضمام واندماج الحزب الإسلامي إلى حركة شباب المجاهدين قد تضمنت الآتي:
• صدور إعلان شكلي بانضمام واندماج الحزب الإسلامي إلى حركة شباب المجاهدين .
• حضور قيادات الصف الأول من الحزب الإسلامي من جهة ومن الجهة الأخرى حضور قيادات الصف الثاني من حركة الشباب.
هذا، وأضافت المعلومات والتقارير بأن زعيم الحزب الإسلامي الصومالي حسين عويس لم يكن حاضراً في فعاليات إعلان الاندماج الأمر الذي اختلفت حوله التكهنات ما بين قائل بأنه لم يحضر بسبب عدم قبوله لقرار الاندماج على أساس اعتبارات أنه قد فرض عليه بواسطة قيادات الحزب، وطرف آخر أكد بأن غيابه كان بسبب عدم حضور مختار علي زبير زعيم حركة شباب المجاهدين والذي تغيب لأسباب موضوعية.
* الاصطفافات الجديدة في المسرح الصومالي: الطبيعة والدلالة
تشير التحليلات إلى أن عملية اندماج الحزب الإسلامي الصومالي-حركة شباب المجاهدين الصومالية سوف تؤدي إلى تغييرات عديدة في خارطة الصراع الصومالي الحالي، وفي هذا الخصوص نشير إلى المقاربات الآتية:
- قبل الاندماج كان مسرح الصراع الصومالي يتضمن وجود أربعة لاعبين رئيسيين هم: من جهة الحكومة الانتقالية الصومالية وحليفتها حركة أهل السنة والجماعة، ومن الجهة الأخرى حركة شباب المجاهدين الصومالية والحزب الإسلامي الصومالي.
- بعد الاندماج أصبح مسرح الصراع الصومالي يتضمن وجود ثلاثة لاعبين هم: من جهة الحكومة الانتقالية الصومالية وحليفتها حركة أهل السنة والجماعة ومن الجهة الأخرى حركة شباب المجاهدين الصومالية.
تقول التحليلات بأن تأثير عملية اندماج الحزب الإسلامي-حركة شباب المجاهدين سوف يكون كبيراً، وذلك بما يمكن أن يتمثل في الآتي:
• وجود عدد كبير من المقاتلين تحت قيادة عسكرية موحدة، بما سوف يؤدي بالضرورة إلى توحيد فعالية العمليات العسكرية.
• تعزيز الموارد الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وذلك لأن الكيان المسلح الموحد سوف يستطيع أن يعتمد على خطاب سياسي-جهادي موحد إضافة إلى أن كل الموارد سوف تكون تحت تصرفه.
• تعزيز القوة الرمزية، وذلك لأن وجود حركة مسلحة واحدة كبيرة سوف يكون في حد ذاته أكثر فعالية لجهة كسب دعم السكان المحليين إضافة إلى ردع الخصوم.
وإضافة لذلك فإن ما هو أكثر أهمية يتمثل في أن عملية الاندماج سوف تطلق رسالة واضحة المعالم مليئة بالإشارات القوية والتي يتمثل أبرزها في الآتي:
- جعل الاتحاد الأفريقي يدرك بأن عليه الإسراع بسحب قواته من الصومال أو على الأقل تحييد دورها في الصراع الصومالي الحالي.
- جعل دول الجوار الأفريقي، وعلى وجه الخصوص أثيوبيا وكينيا، إضافة إلى أوغندة وبوروندي تفهم بأن التدخل العسكري في الصومال سوف ينطوي على المزيد من الخسائر والتكاليف الباهظة.
- جعل الحركات والفصائل المسلحة الصومالية الصغيرة الأخرى تفهم بأن عليها أن تحذو حذو الحزب الإسلامي الصومالي، وإذا لم تفعل ذلك فإن عليها إما القتال إلى جانب حركة شباب المجاهدين أو التخلي عن حمل السلاح، أو الاستعداد لتحمل الهزيمة والتصفية الكاملة علي يد حركة شباب المجاهدين.
هذا، وتشير التوقعات إلى أن الساحة الصومالية ستشهد خلال الأشهر القادمة السيناريو القتالي الآتي:
• قيام حركة شباب المجاهدين بالمزيد من عمليات القتال التكتيكي في مختلف بقاع الصومال، وذلك من اجل القضاء على الفصائل الصغيرة التي ترفض الانضمام إليها، بما يتيح لحركة الشباب فرض سيطرتها الكاملة على الأراضي الصومالية.
• قيام حركة شباب المجاهدين بتشديد الضغوط على قوات الاتحاد الأفريقي المتمركزة حالياً في العاصمة الصومالية مقديشو، وذلك بما يتيح حرمان هذه القوات من إحداث أي اختراقات جديدة وإرهاقها بالخسائر وضغوط الحصار بما يقضي على معنويات عناصرها ويدفع الحكومات الأفريقية إما إلى سحبها أو تحييدها.
• قيام حركة شباب المجاهدين بإعداد الترتيبات اللازمة لخوض المعركة النهائية وشن الهجوم الإستراتيجي الذي يهدف إلى الإطاحة بشكل نهائي بحكومة الرئيس شيخ شريف أحمد الانتقالية.
تقول التسريبات، بأن حركة شباب المجاهدين تقوم حالياً بالتفاوض مع أهل السنة والجماعة الداعمة لحكومة الشيخ شريف أحمد الانتقالية، وذلك لجهة إثناء هذه الحركة عن دعم الحكومة الانتقالية، وإضافة لذلك تشير التسريبات إلى قيام عدد كبير من قوات حركة شباب المجاهدين بإعادة انتشار تضمنت هذه المرة السعي لإغلاق الطرق الرئيسية والفرعية التي تربط العاصمة الصومالية مقديشو مع المحافظات والمدن الصومالية الأخرى، وحالياً إذا كانت حركة شباب المجاهدين قد نجحت بشكل تام في عزل العاصمة مقديشو عن مناطق وسط وجنوب الصومال، فإن الأيام القادمة سوف تشهد مساعي حركة شباب المجاهدين لعزل العاصمة مقديشو عن مناطق شمال الصومال، بما يؤدي إلى قطع الإمدادات القادمة من مناطق الشمال الصومالي.
لا توجد أي احتمالات بقيام أي قوات دولية بالتدخل العسكري في الصومال، وبرغم ذلك، فإن واشنطن تخطط إلى إقناع السلطات المصرية والسعودية بإرسال قوات خاصة وتتولى الرياض تقديم الدعم المالي واللوجستي أما واشنطن فستتولى تقديم المعلومات الميدانية الاستخبارية الجارية إضافة إلى القيام بعمليات الإسناد الجوي التي تتضمن قصف مراكز تجمعات قوات حركة شباب المجاهدين وبنياتها التحتية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد