للسنة الخامسة بوش مازال يتوعد بن لادن
حذر الرئيس الأميركي من أن الشرق الأوسط سيقع تحت سيطرة "الدول الإرهابية" إذا لم تحقق بلاده وحلفاؤها النصر في ما أسماها الحرب على التطرف.
وقال جورج بوش بكلمة وجهها لشعبه في الذكرى السنوية الخامسة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول, إن الولايات المتحدة لم تكن تبحث عن هذه الحرب, وإن كل أميركي يأمل بأن تنتهي سريعا وبضمنهم هو شخصيا.
وأضاف أن هذه الحرب لم تنته بعد ولن تنتهى حتى يخرج منها الأميركيون أو "المتطرفون" منتصرين, محذرا من أن الهزيمة ستتيح "للدول الإرهابية والدكتاتوريات التي تمتلك أسلحة نووية" السيطرة على الشرق الأوسط. واعتبر أن هذه الحرب سترسم مسار القرن الحادي والعشرين، وستحدد مصير الملايين عبر أنحاء العالم.
كما شدد بوش في كلمته التي نقلتها محطات التلفزة الأميركية والعالمية, على الحاجة لنشر الحرية والتغييرات الديمقراطية بالشرق الأوسط, مؤكدا أن إحلال الاستقرار بهذه المنطقة ضروري لأمن الولايات المتحدة. وأوضح أن هذه المعركة تدخل في نطاق صراع الحضارات "غير أن اسمها الحقيقى هو الصراع من أجل الحضارات".
وأوضح أنه يأمل أن يدرك الشرق الأوسط أن الولايات المتحدة موجودة فيه ليس من أجل ثرواته النفطية, ولكن "من أجل براعة وقدرة أبنائه على الإبداع". وجر ذلك الرئيس الأميركي للحديث عن العراق فقال إن الحرب هناك هي صراع بين "الحرية والإرهابيين الذين يريدون نشر أيديولوجية التطرف الإسلامي وقمع شعوب المنطقة".
وأصر بوش على التمسك بإبقاء قواته بالعراق رغم الدعوات السياسية والشعبية المتعالية لسحبها من البلاد, قائلا إن القوات الأميركية ستظل هناك حتى تستقر أوضاع حكومة بغداد ويُهزم المسلحون. وأضاف "مهما كانت الأخطاء المرتكبة بالعراق فإن الخطأ الأكبر سيكون التفكير في أنه بانسحابنا سيتركنا الإرهابيون، غير أن ذلك خطأ حيث إنهم لن يتركوننا بل سيتبعونا".
وعن زعيم تنظيم القاعدة، قال رئيس الولايات المتحدة إن واشنطن ستلقي القبض على أسامة بن لادن أيا يكن الوقت الذي سيستغرقه ذلك, دون أن تصدر عنه أي إشارة إلى أن القوات الأميركية قريبة من أسره أو قتله.
وقد نكست الأعلام بالولايات المتحدة والتزم الأميركيون الصمت واستذكروا ثلاثة آلاف شخص قتلوا في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 عندما أفاقت بلادهم على أربع طائرات مختطفة ضربت رموز القوة الاقتصادية والعسكرية فيها.
ووقف بوش وزوجته لورا بنيويورك أمام ما تبقى من برجي التجارة العالمي في مانهاتن, والتزم مع مئات من سكان المدينة وأقارب الضحايا دقيقة صمت لتذكر اللحظة التي صدمت فيها طائرة ركاب البرج الشمالي لتهوي به.
تلا ذلك ثلاث دقائق أخرى صمت خلالها الأميركيون مستحضرين الطائرة الثانية التي ضربت البرج الجنوبي، والثالثة التي هوت بأحد حقول شانكسفيل بولاية بنسلفانيا بعد مقاومة ركابها، والرابعة التي ضربت البنتاغون.
ووقف الرئيس وأمامه باب هو ما تبقى من شاحنة إطفاء دمرت بذلك اليوم, مستمعا إلى أسماء من لقوا مصرعهم بالهجمات التي تأتي ذكراها وسط انقسام شديد حول ثمن الحرب على الإرهاب, حتى وإن اعتبر نصف الأميركيين أن بلادهم أصبحت أكثر أمنا من قبل, حسب استطلاع لقناة ABC.
وفي استطلاع لأسوشيتد برس ومعهد إيبسوس، قال نصف الأميركيين إنهم يشعرون أن ثمن الحرب على الإرهاب ربما كان باهظا أكثر من اللازم, كما شكك 50% في إمكانية القبض على أسامة بن لادن, وهو شك قاسمتهم إياه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قائلة إنه "يختبئ بأماكن قاصية جدا" وإن كانت أماكن تتناقص يوما بعد يوم.
كما يأتي تدني شعبية بوش قبل أسابيع من الانتخابات النصفية التي لا تبدو فيها حظوظ المعسكر الجمهوري قوية بسبب ارتفاع الكلفة البشرية للحرب بالعراق وأفغانستان, إضافة إلى انهيار كل النظريات "الجمهورية" التي كانت تربط الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بزعيم القاعدة أسامة بن لادن, في ضوء تقرير من مجلس النواب ينفي هذه الصلات.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد