طلاب من 60 جنسية ويتحدثون 71 لغة
يحاول المجلس البلدي لمنطقة واندورث في العاصمة البريطانية اقناع المسؤولين عن «موسوعة غينيس» تسجيل «كلية ساوثفيلد» الرسمية فيها على اساس انها الوحدة الدراسية الاولى في العالم التي تضم مجموعة مختلطة من الجنسيات يتكلم افرادها، المتحدرين من 60 جنسية، 71 لغة او لهجة مختلفة بحيث ان اي مراقب لملاعبها يستمع الى كلمات مختلفة بلكنات غريبة قد تُشبه الى حد ما الحديث الذي كان يجري في «برج بابل».
ووفق سجلات الكلية يتحدث 550 طالباً من طلابها الـ1300، ومنهم العرب من السودان والعراق والمغرب والجزائر وسورية وفلسطين، لغتين على الاقل اضافة الى لهجات مختلفة. كما ان غالبيتهم تتحدر من مناطق الحروب الاهلية ولم يدخلوا مدرسة سابقاً كما كانوا لا يعرفون التحدث بالانكليزية.
ومع ان اللغة العربية يتحدثها او يفهمها عدد كبير من الطلاب المتحدرين من اصل عربي او قدموا الى بريطانيا من دول اسلامية، الا ان اللغة الرسمية السائدة في المدرسة هي الانكليزية. علماً ان بعض اساتذتها يتحدث لغات تراوح بين الافغانية والسيريلانكية والصينية والهندية وحتى لهجات محلية في زامبيا وجنوب السودان.
وتقول مديرة الدروس في الكلية انيتا سوليس ان «الطلاب حققوا نتائج مذهلة في السنوات الاربع الماضية خصوصاً ان غالبيتهم لم تكن تتحدث الانكليزية او دخلت مدرسة سابقاً». وتعترف سوليس انهم «نتاج مجتمعات الحروب لكنهم اخوة داخل الكلية ولم نواجه اي مشكلة عنصرية في الكلية او خارجها».
وتشجع مجالس بلدية بريطانية معينة تعليم الاقليات الإثنية لاسباب عدة من بينها الحاجة الى توظيف بعضهم في قطاعات تتعاطى مع اللاجئين الى بريطانيا من مختلف انحاء العالم... كما يستفيد خبراء بريطانيون من معرفة عادات هؤلاء ولهجاتهم المختلفة في تسهيل حصول قطاعات اقتصادية وسياسية على موظفين يتحدرون من اصول عرقية مختلفة.
وكان جهاز الاستخبارات الخارجية (ام. اي. 5) بدأ منذ ما بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر)2001، ولاحقاً بعد اعتداءات 7 تموز (يوليو)، بالتركيز على التعاقد مع شبان وشابات بريطانيين من اصول عرقية مختلفة، درسوا في بريطانيا ونشأوا فيها، بهدف الحصول على خبراتهم في مناطق مختلفة من العالم خصوصاً في معرفة كيف يفكر ابناء هذه المنطقة او تلك.
وتقدمت «كلية ساوثفيلد» بمجموع اعراقها على مدرسة «وايت هارت لاين» التي كان يُعتقد سابقاً بأنها اكثر المدارس الاوروبية تنوعاً عرقياً بعدما كان طلابها المتحدرون من 50 بلداً مختلفاً يتحدثون 58 لغة مختلفة.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد