من صفر البوعزيزي إلى نهاية الشتاء العربي
الجمل ـ أيهم ديب: الإصرار على كلمة ربيع عربي هي استخفاف بالشعوب العربية، لأننا إذا استثنينا الثورة الصومالية المظفرة و الثورة العراقية العظيمة بسبب طول عمرهما فإن فاتحة الثورات العربية جاءت على يد القبائل الانفصالية في السودان والتي افتتحت الثورات العربية. وإن كانت أوروبا ، مصممة ألوان الثورات الأوروبية، تدرك مدى صعوبة تسويق ربيع عربي يبدأ بتقسيم السودان، لهذا تمت إزاحة المحاور التاريخية والجغرافية بما يعادل 3000 كيلومتر وشهرين ليكون البوعزيزي هو صفر البداية.
الغاية الأساسية من التغيير هو إسقاط الدول بالمعنى الكلاسيكي - الوطني- وفرض مفهوم أممي أدواته الإسلام والشركة. إسلام يفكك البنى الوطنية لصالح فكرة امبراطورية الإسلام. و لكن إسلام سياسي بدون رؤية اقتصادية. وهنا دور الشركات العالمية التي ستعطي مال الرب للرب و تحصل مال الدول.
هل يعول على روسيا و الصين في السياسة الغربية في المنطقة؟
مشكلة القرار السياسي في هذه الدول هو أن حجم الاستثمارات كبير في المنطقة ويتجاوزها إلى مواقع في آسيا و إفريقيا. وبالتالي إن كانت روسيا والصين تريدان حصتهما من هذا الائتلاف الاقتصادي الدولي فإن عليهما إذا أن يوافقا على كل التحولات. فلا يجوز لأحد العزف منفردا.
ما حصة الشعوب العربية من هذا التحول؟
ستشهد المنطقة نهضة اقتصادية. ولكن لن يستطيع المواطن تسديد فاتورته اليومية حتى يقدر أن يعيش امتيازاتها. فالمدارس والطبابة والبنى التحتية ستتحمل أعباء النهوض دون أن تستفيد منه -على المستوى الجماهيري- لأن من يأتي ليستثمر سيعتني بالمنطقة مثل البقرة، أي ما يكفي لجعلها تدر الحليب. أي أن جل ما سيأكله المواطن العربي من هذه المأدبة الاقتصادية هو العلف. طبعاً سيكون هناك مستفيدين مثل أي سباق جرذان. مستفيدين سيسوقون لأهمية هذا الموديل باعتباره حاضنة لمهاراتهم كما رأوه في دبي. ولكن ما لم يروه هو أنه ليس هناك نفط كفاية لدفع منح اقتصادية للمواطنين السوريين الإثنين وعشرين مليونا .أو الـ300 مليون عربي، و بالتالي فإن المواطنين العرب سيكونوا هم هنود التحول الاقتصادي،بينما فئة قليلة ستعمل كفورمان أو ناباطشي التحول. أي إن كل ما سنشهده هو عولمة للرق. وهذا يعيدنا الى مفتاح الشعارات التي قامت على رقاب الجياع ودمهم وطالبت بالحرية والعدالة. ودام المثقفون ودام الصحفيون ودام الشعراء على المنابر.
لو وقف واحد وقال للشعوب ارجعي فهذا التغيير ليس لك بل لنا نحن من نحمل في جيبنا (السي في) أينما سافرنا, نحن أبناء العلاقات العامة وشركاء السرير الثقافي والاقتصادي، لكان سجل موقفا في النزاهة. ولكن لم يفعل هذا أحد من عتاولة الأدب ولا الصحافة ولا الاقتصاد. لهذا سترينا الأيام وأول شي ستفعله الثورة هو أكل أولادها بأسنان أولاد الحرام.
إضافة تعليق جديد