الثورة تنقسم على نفسها

05-07-2011

الثورة تنقسم على نفسها

الجمل ـ عبد الله علي: في سورية لم يعد من الممكن الحديث عن "الثورة" باستخدام "ال" التعريف، وإنما لا بدَّ من اللجوء إلى المضاف والمضاف إليه، لأن الوقائع والبيانات تدل بشكل واضح على وجود أكثر من ثورة فوق الأراضي السورية، فهناك "ثورة" اتحاد التنسيقيات و"ثورة" المجلس الثوري و"ثورة" ائتلاف شباب الثورة و"ثورة" الشيخ العرعور و"ثورة" سهير أتاسي.
في البداية تم تشكيل اتحاد تنسيقيات الثورة، على أساس أنه يمثل مختلف اللجان التنسيقية التي تم تشكيلها في المناطق والقرى التي تشهد مظاهرات احتجاج ضد النظام السوري، وأنه يؤدي دور الناطق باسم هذه اللجان بغية توحيد الخطاب الثوري. لكن لم يمض وقت طويل على تأسيس الاتحاد حتى شاع خبر اعتزال الناشطة السورية رزان زيتونة العمل في التنسيقيات وقيل حينها أنها تفرغت للعمل مع منظمة حقوقية، وقد رسم هذا الاعتزال علامة استفهام كبيرة في فضاء الثورة نظراً لما تمثله زيتونة من مصداقية يعززها تاريخ طويل من معارضة السلطة.
أعقب اعتزال زيتونة، انشقاق الناشطة سهير الأتاسي عن اتحاد التنسيقيات وتكوين مجموعة خاصة بها، وهنا صارت الشقوق واضحة في جدار الثورة بما لا يمكن تغطيته أو التمويه عليه كما جرى مع رزان زيتونة. هذا إضافة إلى أن الشيخ العرعور والذي يصفه أنصاره بالقائد الميداني للثورة، لم يتوان منذ ظهوره على شاشة الوصال وصفا عن إنكاره الحاسم لتمثيل اتحاد التنسيقيات الثورة الجارية في سورية، وأنه هو نفسه، أي الشيخ العرعور، لا يستطيع الادعاء بأنه يمثل الثورة في إشارة منه إلى خطورة ووقاحة ادعاء اتحاد التنسيقيات لمثل هذا التمثيل، وكانت تصريحات العرعور بمثابة الصفعة التي لم يتمكن أو لم يرد اتحاد التنسيقيات نفيها والرد عليها، مما زاد من الغموض حول نسب الثورة وأبوتها الحقيقية. ومؤخراً كان الانشقاق الأبرز في صفوف الثورة حيث تم تشكيل المجلس الثوري لتنسيقيات الثورة السورية برئاسة د. محمد رحال. وقد اعتبر البيان التأسيسي للمجلس الثوري الصادر في 19/6/2011 أن المجلس هو الممثل الحقيقي للثورة وأن التنسيقيات "لاتعترف بأي ممثل لها او أي ادعاء من الاخرين بوجود اتحاد ناطق باسم التنسيقيات" في إشارة واضحة إلى إنكار دور اتحاد التنسيقيات ونفي لادّعائه أنه يمثل الثورة، وذلك في تأكيد منه لما ذهب إليه الشيخ العرعور لهذه الناحية.
ويتضح للمتابع أن "ثورة" الشيخ العرعور و"ثورة" المجلس الثوري، هما الأكبر من حيث العدد والأدق من حيث التنظيم. وإذا كان الجميع على اطلاع حول فكر الشيخ العرعور وخلفياته وتاريخه وطبيعة أنصاره ومؤيديه، فإننا سنقف عند المجلس الثوري لمعرفة بعض التفاصيل حوله.
تأسس المجلس الثوري كما قلنا في 19/6/2011 وأعضاؤه هم: 1- د.محمد رحال رئيساً 2ـ عبد العزيز الحلبي ناطقاً اعلامياً 3ـ د. قاسم الحمصي 4ـ مناضل حماه 5ـ أبو عبد الرحمن عيسى 6ـ ابراهيم الشغري 7ـ خالد الفيومي 8ـ مصطفى سعيد 9ـ عروة الفاضلي10 ـ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟11ـ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟12ـ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)) الأسماء الأخيرة وردت في البيان هكذا ربما لضرورة سرية عملها في الداخل.
وغني عن البيان الطابع التكفيري والفاشي الذي يغلب على الأسماء الواردة كأعضاء للمجلس الثوري، ويأتي محمد رحال المقيم في السويد على رأس هؤلاء من حيث نزعته التكفيرية وفكره الإقصائي والشك بوطنيته، أما البقية فقد كان بعضهم مقيماً في كنف صدام حسين الرئيس العراقي الأسبق، مستلهماً من فكره الفاشي الإجرامي.
وكي لا نسوق الاتهامات جزافاً ندعوكم لقراءة مطلع البيان التأسيسي لهذا المجلس فقد ورد فيه:
((بما ان الحالة الراهنة في سورية هي حالة احتلال ايراني صفوي يقوده حزب حسن نصر الله في لبنان بالتعاون مع عملاء الاحتلال الايراني الصفوي من حكومة فيشي الاسدية)).
فالمجلس الثوري العتيد، وفي بيات تأسيسه، يوصِّف الوضع الذي استلزم تشكيله بأنه احتلال شيعي لسوريا، مما يوجب العمل على التحرر من هذا الاحتلال! فالأمر لم يعد مجرد احتجاج ضد النظام ومطالبة بإسقاطه وإنما هو العمل على التحرر من الاحتلال الشيعي الذي تمثله إيران وحزب الله، ولا شك أن مثل هذا الخطاب الطائفي التحريضي لو قيَّض له الاستمرار فإنه سوف يدخل سورية في أتون حروب أهلية وإقليمية لا أول لها ولا آخر.
هذا ويذكر أن الدكتور أميمة أحمد ، وهي معارضة سورية، مراسلة موقع الحقيقة في الجزائر تحدثت مع الدكتور محمد رحال، ونقلت عنه أنه طالب بالتدخل الخارجي في سوريا".
وقالت الدكتورة أيضاً: لما وردني بيان المجلس الثوري، استوقفتني اللهجة الطائفية فيه، وللتأكد من صحة البيان اتصلتُ بالرقم المذكور ( في نهاية البيان) فكان الدكتور محمد رحال من السويد ، وقد أكد صحة البيان ، وأنه يختلف عن بيان التنسيقيات المحلي الذي صدر من قبل ولم يكن يمثل عموم سورية ، بينما بيان المجلس الثوري يمثل كافة سورية”. وأضافت أميمة أحمد القول” صدقا لو جاء هذا الكلام من سورية كان قريبا للتصديق رغم الشك بقدرة تجميع 75 شخصا كقيادة للمجلس الثوري، أما أن يكون من السويد فالأمر يستدعي التدبر عما يمكن أن يكون وراء هذا البيان ذي الرائحة الطائفية التي تزكم الأنوف ، ولا أعتقد أن الثورة السورية الناهضة الآن الباحثة عن الحرية والكرامة ، هي بوارد الحديث عن الاحتلال الإيراني، لا أعتقد أنها ثورة تتحدث عن طرد الاحتلال الصفوي الإيراني.
ويطالب أصحاب البيان – كما صرح رحال في الحديث الهاتفي – بالتدخل الخارجي لطرد الاحتلال الإيراني.
 وختمت أميمة أحمد بالقول "أيها السادة أتساءل وأسألكم هل ضاعت بوصلة الثورة بين أياد كثيرة تريد اختطافها وتجييرها لمصالحها الحزبية الضيقة".

التعليقات

كتب خطيب بدلة على حائطه: إلى تنسيقيات الثورة السورية. مع خالص الحب، والتقدير، والاحترام، والإعجاب، والفخر.. أقول لكم: إن إسناد قيادة التنسيقيات لشخص ذي نفس طائفي بغيض، أو عليه (مجرد شبهة) بأنه ذو نفس طائفي بغيض.. يعني- بدقة- أن الثورة في خطر.

هلق عرفت منين صاحبي الديري جايب أفكارو: لأنون بالدير كمان بدهون يتحرروا من الحكم الصفوي الإيراني ويرجعوا مجد ال** إلى عاصمة الأمويين! وبدهون حرية وديموقراطية بس مابدهون *******! وأخ يابلد!

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...