واشــنطن: سنســتخدم «الفيتــو» ضــد الاعتراف بالدولة الفلسطينية

09-09-2011

واشــنطن: سنســتخدم «الفيتــو» ضــد الاعتراف بالدولة الفلسطينية

أعلنت واشنطن رسميا وصراحة، امس، انها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد محاولة الفلسطينيين الحصول على الاعتراف بدولتهم في مجلس الامن الدولي، وذلك بعد ساعات من تأكيد القيادة الفلسطينية، عقب اجتماعها في رام الله برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس، أنها ماضية في توجهها الى الأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. فلسطينيون يتظاهرون امام مقر الامم المتحدة في رام الله امس (رويترز)
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «يجب الا يكون مفاجئا قيام الولايات المتحدة بمعارضة مسعى للفلسطينيين في نيويورك لمحاولة اقامة دولة لا يمكن التوصل اليها الا عبر التفاوض. لذلك نعم، اذا تم التصويت على شيء في مجلس الامن، ستستخدم الولايات المتحدة حق النقض». واشارت الى ان إدارة الرئيس باراك اوباما اعربت باستمرار عن معارضتها هذا المسعى. واعتبرت ان تقديم الطلب الفلسطيني يبقى غير مؤكد.
وكان المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط جورج ميتشل اعتبر ان الفرصة ضعيفة أمام المسؤولين الأميركيين كي يثنوا الزعماء الفلسطينيين عن السعي لنيل قدر اكبر من الاعتراف في الأمم المتحدة. وقال ميتشل، في مؤتمر عن إحلال السلام في جامعة جورجتاون في واشنطن، انه لا يرى فرصة تذكر لتحقيق تقدم في الشهور القليلة المقبلة، ولكنه اكثر تفاؤلا بشأن المدى الطويل. واضاف «هناك عراقيل كبيرة يتعين التغلب عليها، ليس اقلها الوضع السياسي الداخلي على الجانبين». واضاف «نحن في هذا البلد نرى ان بلدنا منقسم بشدة بشأن قضايا سياسية رئيسية، وينبغي الا نشعر بالدهشة ان ظروفا مماثلة قائمة في دول اخرى تجعل من الصعب على الزعماء اتخاذ الخطوات اللازمة للانتقال من مواقفهم الحالية الى ما اعتقد انها النتائج الاساسية».
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، في بيان بعد اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، «تؤكد القيادة الفلسطينية على ضرورة استمرار التوجه نحو الأمم المتحدة في دورتها الـ66، من اجل الحصول على الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وأضاف «ستواصل القيادة الفلسطينية جهودها مع دول العالم لتحقيق هذا الهدف، وتعتبر أن تحقيق هذا الانجاز سيساعد على إطلاق عملية سياسية جادة، ويسهم في مفاوضات ذات هدف واضح بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967».
واستهجن البيان «ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية واليمين الإسرائيلي من تخويف وتضليل للشعب الإسرائيلي من الاعتراف بدولة فلسطين». وطمأن «الشعب الإسرائيلي إلى أن هذا التحرك لا يمس شرعية دولة إسرائيل، بل انه السبيل الوحيد لضمان أمنها وامن شعوب المنطقة». وأكد أن «تعامل الأمم المتحدة الايجابي مع حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال هو الطريق الوحيد الصحيح لتخليص عملية السلام من جمودها».
واعتبر البيان «أن الوصول إلى قرار الأمم المتحدة بشان الاعتراف بدولة فلسطين وحدودها يعزز مكانة منظمة التحرير ويؤكد على انجاز أهدافها الشاملة بتحقيق العودة». ودعا «إلى أوسع تحرك جماهيري في فلسطين ومخيمات الخارج ودول العالم العربي ودول العالم لمساندة التحرك نحو الأمم المتحدة».
وفي هذا الصدد، أطلقت في رام الله الحملة الوطنية لدعم التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، من خلال مسيرة شارك فيها نشطاء فلسطينيون فيما يتوقع أن ترتفع وتيرة الحملة في 23 أيلول الحالي حين تعقد جلسة المنظمة الدولية.
لكن بيان القيادة الفلسطينية شدد على «ضرورة الالتزام التام لهذه التحركات الجماهيرية بالوسائل السلمية، سيما أن قطعان المستوطنين المدعومة من الحكومة والجيش الإسرائيلي يحاولون دفع المنطقة إلى العنف وتخريب تحركنا السلمي الذي سيثبت جدواه».
وقال منسق الحملة احمد عساف «اليوم نعلن عن البدء الفعلي للحملة الوطنية للمطالبة بحقنا في دولة مستقلة، من أمام مقر الأمم المتحدة الذي يعتبر عنوانا للعالم». وأضاف إن الحملة تستهدف مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتسهيل الحصول على دولة فلسطينية تحمل رقم 194.
وحمل المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية فقط، وثلاث لافتات باللغتين العربية والانكليزية كتب عليها «نريد دولة فلسطينية في الأمم المتحدة رقم 194». وهتف المشاركون في المسيرة بعد أن تجمعوا على بعد أمتار من مقر الأمم المتحدة حيث سلموا رسالة وجهوها إلى بان كي مون، «رسالتنا للأمم، نريد دولة وهوية»، و«يا امتنا العربية بدنا وقفة جدية نعلن للعالم فيها فلسطين عربية».
وكان عضو القيادة الفلسطينية عزام الأحمد قال، قبل بدء الاجتماع، إن الضغوط على القيادة الفلسطينية مستمرة ومتواصلة لثنيها عن هذا التحرك، مشيرا إلى أن آخرها كان خلال لقاء المبعوثين الأميركيين ديفيد هيل ودينيس روس مع عباس أمس الأول. وأوضح إنهما «كررا الطلب الأميركي بعدم التوجه لا إلى مجلس الأمن ولا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة»، مشيرا إلى أن عباس «ابلغهم أن قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه لطلب عضوية دولة فلسطين الكاملة لا رجعة عنه ولا يتعارض مع استئناف المفاوضات على أساس وقف الاستيطان ومرجعية حدود عام 1967».
وأضاف أن «الخلاف مع الإدارة الأميركية على توجهنا إلى مجلس الأمن تخطى الخلاف بالمواقف، بل أن الإدارة الأميركية تتحرك عربيا ودوليا ضد تحركنا وبشكل معاكس لتحركنا، وتحاول أن تحد من جهود القيادة الفلسطينية ولكن فات الأوان لأي تراجع». وأشار إلى انه خلال اجتماع مع ممثلي حركة حماس في القاهرة قبل أيام «تم إبلاغهم بتفاصيل التحرك الفلسطيني، والتوجه لطلب عضوية دولة فلسطين، وهم ابلغونا أنهم لا يعارضون تحركنا بل يؤيدونه».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...