منشورات ثورية 6 : طبخة الديمقراطية
الجمل ـ عمار سليمان علي: لطالما كرهت فصل الخريف وطقسه الرمادي الانتقالي (كره مزمن لكل شيء انتقالي على ما يبدو)
وقد كنت مرتاحاً جداً خلال الأعوام الأخيرة بعدما بدا أن فصل الخريف كاد يختفي من خارطة الفصول في بلادنا بسبب التغير المناخي..
لكن الملاحظ هذه السنة أن الخريف عاد بقوة, وبتنا نعيش هذه الأيام طقساً خريفياً نموذجياً...
والمفارقة أنني أحسّ للمرة الأولى في حياتي بروعته وجماله... ربما لأنه دليل مؤكد وطبيعي (من الطبيعة) على أننا لا نعيش في "الربيع" كما يزعم الواهمون, بل في خريف يسبق على الأغلب شتاء عاصفاً!!!
***
لا يقرأ العرب غير كتب الطبخ والأبراج
فلا بد أن تكون ثقافتهم ثقافة طبخ وأبراج
ولا بد أن تكون (ثوراتهم) أيضاً من فئة الطبخ والأبراج..
لذلك ربما تكون أبرز إنجازاتها:
ازدياد عدد الأبراج لتصير ثلاثة عشر بإضافة برج الحرية
تكبير كتب الطبخ لتتسع لطبخة جديدة هي طبخة الديمقراطية!!
صحتين وهنا
***
فوضى فوضى فوضى فوضى
فوضى تدعو للحرية
نتقاسمها... نتشاركها:
لكمُ الفوضى الخلاّقةْ
ولنا الفوضى العبثية!!
***
للعلم والتوضيح:
الربيع ليس الفصل السابع!
***
عنوان الربيع أو رمزه أو أيقونته بالنسبة لي وربما لكثيرين هو اللوز الأخضر...
عندما نأكل لوزاً أخضر, وليس ثمراً أمرّ من العلقم, سوف نقتنع بأننا فعلاً نعيش
ما يمكن أن يكون:
ربيع العرب!!
***
كما يتكلم العرب اليوم (بمن فيهم أحفاد من شاركوا في "الثورة العربية الكبرى" بقيادة الشريف حسين, صديق مكماهون) بأريحية وعدائية عن مؤامرة أو معاهدة سايكس بيكو التي تمت قبل حوالي قرن من الزمان...
سوف يتكلم أحفادنا وأحفاد المنخرطين في "موجة الثورات العربية" الحالية, بعد مرور الزمن الكافي, وبكل أريحية وعدائية, عن مؤامرة أو معاهدة ليفي فيلتمان أوغلو... أو أمر من هذا القبيل!!
***
واليومَ عادَ وقد تبدّل شكلُه
إني لأعرفُه بكل ثيـابِ
مفتاحَ (أرضي) لن أسلّمَه له
فلينتظرْ ما شاءَ عندَ البابِ!
***
يكفي الوطن لإطعامنا
ولكن أنّى له أن يكفي لأطماعنا!
***
لم يعد الأمر مجرد انشقاق في صفوف المعارضة والمعارضين
إنه تصدّع!!
على فكرة: غليون يحب هذه المفردة جداً جداً!!
***
(غليون في استنبول)
عنوان بديع لفيلم سينمائي كوميدي تهريجي
على شاكلة (غرام في استنبول)!!!!
***
أنا المواطن العربي السوري عمار سليمان علي أعلن وأنا بكامل قواي العقلية والفكرية وأهليتي المدنية والسياسية, أن المجلس الذي سيتم انتخابه في سوريا في حدود شباط القادم, يمثلني, بغض النظر عن اسمه, وعن أسماء الأشخاص الذين سينجحون في الوصول إليه, وعن مشاركتي أو عدم مشاركتي في إيصالهم إليه...
ولأن المجلس ككيان ليس غاية بل وسيلة لتحقيق غايات معينة, فإنني سوف أكتفي في الوقت الحالي بالدعاء والأمل...
ملاحظة: هذا كلام جدي تماماً ليس فيه سخرية أبداً, لكنه يعرّض فقط ببعض المثقفين المعارضين الذين أعلنوا أن مجلس استنبول يمثلهم دون أن يعرفوا أسماء أعضائه كاملة, وكذلك بآخرين لم يعلنوا موقفاً واضحاً من كيان استنبول واكتفوا بالدعاء والأمل...
وأمام الدعاء والأمل لا فضل لسوري على آخر إلا بالحوار والعمل!
***
صرخ الخليفة عمر بن الخطاب ذات يوم:
يا سارية.. الجبل!
فهل كان علينا أن نصرخ:
(يا سارية.. المجلس!)؟
(يوم استشهاد سارية الحسون)
***
وكان الشعار:
ثورة ثورة حتى النصر
لكنه بهمّة غليون ومجلسه أصبح:
ثورة ثورة حتى "الفصل"!!
السابع طبعاً!!
***
كم (مجلسٍ) في الأرض (يأنفه) الفتى
وحنينه أبداً لأوّل (مجلسِ)
***
ما دامت الدول الكبرى مصرّة على حقها في التدخل في شؤون الدول الأخرى لغايات إنسانية وللحفاظ على حقوق الإنسان ولحماية المدنيين...
سوف أقترح على الأمم المتحدة أن تقر قانوناً يلزم أي دولة أو حلف يتدخل لأغراض إنسانية في شؤون دولة أخرى ببناء مشاف ميدانية تكفي لإسعاف ومداواة واستشفاء ما لا يقل عن ربع السكان الموجودين والمعرضين لمخاطر نيرانها التي تحمي المدنيين!!!!
***
حوار أبكاني:
(أقول لمحدثي: العصافير تطير في السماء
فيجيبني: المسلحون في الشارع
أقول له: اسمع صوت العصافير
فيجيبني: أسمع صوت رصاص
أقول له: ألا تحب اللعب؟
فيجيبني: الجيش منتشر)
هذا حوار واقعي طازج حدث اليوم بين أحد معارفي ومحدثه الذي ليس معارضاً ولا ثورجياً ولا شبيحاً, بل هو قمة في الحيادية, وهو حمصي هرب مؤخراً مع أهله من جنون حمص المستمر إلى أمان طرطوس المستمر أيضاً...
نسيت أن أخبركم أن عمره أربع سنوات!!
***
أنا زينب
يا معارِضُ!
إخوتي ضربوني
وليس الأمنُ
فماذا تقولُ؟
تراك ستجعلهم يسجدون
كإخوة يوسف؟!
(عن زينب الحصني)
***
هل نترقب قريباً جداً:
(الأساطير المؤسسة "للثورة" السورية)!!
***
نصيحة ودية: لا تجعلوا تعداد الضربات الركنية ورميات التماس والضربات الحرة غير المباشرة, يشغلكم عن تعداد الأهداف التي يسجلها في مرماكم الفريق الخصم..
أوجّهها للمعارضين الأشاوس الذين يذكّرونني كثيراً بالمرحوم عدنان بوظو في تعليقاته على المباريات الخاسرة للمنتخب السوري, وما أكثرها!... طبعاً مع فارق مهم وهو أنهم قد لا يصلون إلى عشر عشير معشار وطنيته الكبيرة, التي لم يكن عليها غبار ولا شحار ولا دخان من أي مصدر كان!
***
هل كان المرسوم الرئاسي الذي حظر التدخين بكافة أنواعه في المباني الرسمية والأماكن العامة نوعاً من التنبؤ أو الحرب الاستباقية ضد شخص أو مجلس أو نوع تدخين معين؟!
***
أذكى جملة قالها برهان غليون على الجزيرة مع أحمد منصور:
ينبغي أن ينهار النظام, وإذا لم ينهر, تكون هناك مشكلة!!
لم يذكّرني إلا بوجيه شويكي: الفريق الذي يدخل مرماه هدف لن تكون النتيجة في مصلحته!!!
***
يعكف المعارضون اليوم على بروفات مكثفة على جمعة التمثيل غداً..
معظمهم مجرد كومبارس يؤدون دور قطيع من الببغاوات, ويهتفون: يمثلني.. يمثلني.. يمثلني..
من كواليس البروفات: البعض الذين لا يحسنون لفظ الأحرف اللثوية, ينطقونها: يمسّلني.. يمسّلني.. يمسّلني..
بالعودة للقواميس تبين أنه لا وجود لجذر "مسل يمسل" في اللغة العربية.. لكن المسل من أسماء مسيل الماء...
فيمكن أن تُخرّج "يمسّلني" على معنى يسيّلني تسييلاً.. كتسييل الماء
أو تسييل الذهب
أو تسييل "الثورات"!!!
***
إن تجهلوا معنى الحِما يةِ فاسألوا أهلَ الدّرايهْ
كَبّرتُ إذ لم تُحسِنوا في مِصرَ تمثيلَ الرّوايهْ
(أحمد محرم)
فدعوا طلب الحماية ودعوا التمثيل ومن يمثلون
(عمار)
***
إن هذا المجلس الوطني
شئتَ مهما شئتَ يا زمني
في اعتبار المخلص الفطنِ:
"خارجيٌّ" لا يمثلني
***
نتائج مهرجان الجمعة للتمثيل:
تمنح جائزة أسوأ ممثل و"أفلج" سيناريو
للمجلس الوطني السوري الأردوغاني
الذي احترف التمثيل اليوم
(جمعة المجلس الوطني هو الممثل)!!
***
إذا أراد الإخوة المصريون أن يراعوا حقاً ميول الشعب السوري, ويحترموا إرادته وتراثه, استناداً إلى ثورتهم العظيمة التي قامت على إرادة شعبية حرة(!), فعليهم بداية أن يصدّروا له شيشة بلدية.... وليس غليوناً إفرنجياً!!
***
كما يكتب تحذير من المخاطر الصحية على علب الدخان الفاخر, خاصة المحلي منه والمعاد استيراده بعد إعادة تصنيعه خارجياً..
أقترح أن يكتب تحذير مشابه على صناديق "الثورات" الفاخرة, المعلّبة والمستوردة, وليكن مثلاً:
("الثورة" والغليون يضرّان بحياتك.. ننصحك بالابتعاد عنهما)
***
فتثور وهي عنيفةٌ صخّابةٌ
هوجاءُ بعد رويّةٍ وأناةِ
هيهات يرجعها إلى اطمئنانها
إلا هوىً شرسُ الشمائلِ عاتِ
(بدوي الجبل)
بدون إسقاط سياسي لو سمحتم!!
***
الرفاق حائرونْ
يتظاهرونْ
في جنونْ
يصرخونْ...
يهتفونْ...
يحلّلونْ...
لكنهم لا يعرفونْ:
سوريّتي من تكونْ... من تكونْ
بالإذن من نزار قباني وعبد الحليم حافظ وسائر العشاق العرب!!
***
بعد التفكير
وطولِ اللوم ِ
وسيلِ التأنيبِ
مع التقريع ِ
مع التوبيخْ
فكرتُ طويلاً وطويلاً
وطويلاً جداً:
هل أقلبُ وجهَ التاريخْ؟!
وأطالبُ بالحرية لي
ولنفسي
ولمن يشبهني
ولمن لا يشبهني
إلا في فعل التفريخْ؟!
أم أسبحُ عكسَ التيار السائدِ
في فصل ربيع العرب الأولِ
والثاني
والعاشرِ..
فوقَ الأرضِ
وفي المريخْ؟!
وأفتّش عن ثمراتِ ربيعٍ
يتكرّرُ
ويدورُ
يدورُ
يدورُ
إلى حدّ التدويخْ
وأدقّقُ جدّاً جدّاً جدّاً
لكني لا أبصرُ
في صيف الثوراتِ
من الثمراتِ
على الأكتافِ
سوى البطيخْ!!!
***
ملاحظة: هذه مجموعة مختارة من بوستاتي الفيسبوكية المنشورة على صفحتي خلال الأسابيع الفائتة
إضافة تعليق جديد