العالم ينفجر
في منتصف ليل 31 تشرين الأول ولد في مدينة كالينيتس غراد الروسية الطفل رقم 7 مليارات في العالم. ولمناسبة قدومه إلى الحياة قدمت له هدايا عديدة منها سجادة مزركشة وشنطة تحوي مختلف أنواع ألعاب الأطفال من رئيس بلدية المدينة.
تؤكد دائرة الإحصائيات المركزية في روسيا ان ذلك الطفل يحمل الرقم المذكور. وقال الكسندر موردفين من صندوق السكان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، ان هذا الأمر يشير إلى بداية تطور جديد في تاريخ الإنسانية. وقال موردفين أيضا ان ولادة الطفل يوحي بوجوب اهتمام روسيا بمشاكلها الديمغرافية.
ينخفض عدد السكان في روسيا، إذ ان رقم الوفيات هو الأعلى في أوروبا، وعدد المواليد في تناقص مستمر. وتشير التوقعات إلى ان عدد السكان في روسيا اليوم هو 142 مليون نسمة، وسيصبح بعد 40 سنة 100 مليون نسمة فقط.
يتوقع صندوق السكان التابع للأمم المتحدة ان يرتفع عدد سكان العالم من 7 مليارات اليوم إلى 10 مليارات في عام 2100. وقد نشرت تلك التوقعات منذ وقت قصير. اما تعليقات الصحف العالمية فقد أظهرت قلقاً بالغاً بشأن التوقعات وقالت «نويه زوريخسر زايتونغ» «كم من الناس تستطيع الأرض ان تحمل بعد الآن». اما «فوكس اون لاين» فقالت: «هل بدأت نهاية الإنسانية اليوم؟».
تشهد الأجيال الجديدة مظاهر خطيرة جداً لنفاد الموارد الطبيعية. ويستمر صعود استهلاك الطاقة، واستهلاك الأغذية. والخوف من انفجار القنبلة السكانية.
يقول فولفغانغ لوتز مدير معهد العلوم التطبيقية في فيينا ان عدد السكان في العالم سيستمر بالارتفاع حتى عام 2060، ثم يبدأ بالانخفاض».
يقول لوتز أيضا «لا يمكن الفصل بين ارتفاع عدد السكان في العالم وانخفاضه. ففي الماضي كان معدل عمر الإنسان 40 عاماً اما اليوم فقد ارتفع إلى 80 عاماً. ويتوقع لوتز الا يشهد بنفسه بداية الانخفاض العالمي في عدد السكان.
يكرر لوتز ما نشرته الأمم المتحدة حول زيادة عدد السكان في العالم حتى عام 2100. وسيبدأ الانخفاض في افريقيا التي تشهد أكبر نمو للسكان. ولا تستطيع بعض الدول التدخل من أجل الحد من تكاثر السكان بسبب التعاليم الدينية وسياسات الدول.
ليس من دليل حتى الآن على توقف تكاثر السكان، بالرغم من المجاعات وانخفاض الانتاج الزراعي، وانتشار الأمراض مثل الملاريا والإيدز. كما ان تزايد عدد السكان في البلدان الفقيرة لا يتوقف، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الحياة فيها، وانخفاض وفاة الأطفال حتى سن الخامسة.
يعتمد التكاثر السكاني على عدد الأطفال الذين يمكن للمرأة انجابهم. وقد تفاوتت تلك النسب، ففي عام 1950 كان العدد 5 أطفال، ثم تقلصت إلى 2,5 وإلى 2,1 في الوقت الحالي. وتجعل تلك النسبة استقراراً في عدد السكان، في بعض بلدان العالم.
تقلصت نسبة المواليد في البلدان الصناعية الأوروبية منذ سنوات عديدة. وفي اليابان التي يعد سكانها من الأطول عمراً في العالم انحدرت تلك النسبة إلى 1,2. اما في روسيا وبلغاريا وأوكرانيا فانخفض عدد سكانها بسبب قلة عدد الولادات.
يزيد عدد السكان في آسيا بنسبة معتدلة. اما في البلدان التي عرفت نهوضاً اقتصادياً كبيراً والمعروفة بالنمور الآسيوية فيماثل الوضع فيها، الوضع الأوروبي. وفي كوريا الجنوبية كانت نسبة الإنجاب للمرأة 5 أطفال في عام 1950 اما اليوم فتبلغ النسبة 1,9. وفي الصين قانون يمنع الانجاب لأكثر من طفل واحد. ويبلغ عدد سكان مدينة شنغهاي 23 مليون نسمة. ومعدل الانجاب 0,6. ويتوقع الخبير السكاني لوتز ان يبقى عدد السكان مستقراً في الصين في الـ20 سنة القادمة.
يتصاعد عدد السكان في باكستان وأفغانستان وفي البلدان الأفريقية جنوبي الصحراء الكبرى. وتبلغ نسبة إنجاب المرأة في النيجر 7 أطفال. وسيبلغ عدد السكان في نهاية القرن الحالي 10 مليارات نسمة، على الرغم من انخفاض عدد الولادات في القارة الافريقية.
يؤثر المستوى العلمي، والتقاليد الدينية، ونظام الإعداد التربوي، على مستوى التكاثر السكاني. ويساهم التقدم الطبي في زيادة عمر الإنسان في العالم.
يعتبر الوضع السكاني في العالم، مقبولاً في الوقت الحاضر. فقد ارتفعت سنوات العمر المتوقعة في مختلف بلدان العالم، بحسب احصائيات الأمم المتحدة. كما انخفضت نسبة وفيات الأطفال إلى أكثر من الثلثين. ويبلغ عدد الذين يعانون من الوزن الزائد 1,5 مليار إنسان. أما الذين يعانون من الجوع الدائم فيبلغ عددهم ملياراً فقط.
سمير التنير
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد