مصادر ديبلوماسية عربية: لا توافق في «الرباعية» حول الحل في سوريا
قالت مصادر ديبلوماسية عربية، أمس، إن اللجنة «الرباعية» بشأن سوريا، والتي تضم مصر وتركيا والسعودية وإيران، لا تزال غير متفقة على منهج عمل بخصوص الموضوع السوري، وأن تفارقا كبيرا في الموقف بين كل من إيران وتركيا، فيما يبقى موقف مصر معلّقا بين الموقفين.ووفقا للمصادر فإن مصر أعلمت أعضاء اللجنة، أن موقفها يتلخص «بأربعة عناصر، الأول هو وقف العنف، والثاني هو رفض التدخل الأجنبي، والثالث الحفاظ على وحدة البلاد شعبا وأرضا، كما صيانة الوحدة السياسية. وهو مبدأ استفسر عنه وزيرا خارجية إيران علي اكبر صالحي وتركيا أحمد داود أوغلو، فكان الجواب ألا تصبح سوريا كلبنان أو العراق» في إشارة للمحاصصة الطائفية الموجودة في البلدين.ووفقا للمصادر اتفقت تركيا وإيران مع هذا المنطق، لكن أنقرة ظلت على موقفها بضرورة تنحّي الحكم في سوريا، وفسح المجال لعملية سياسية انتقالية تقودها مجموعة تحدد لاحقا، فيما اعتبرت طهران أن الحل يتمثل في جلوس الجانبين، سلطة ومعارضة، إلى طاولة الحوار.وغاب الصوت السعودي عن الاجتماع، الأمر الذي اعتبرته المصادر الديبلوماسية بمثابة موقف بحد ذاته، مشيرة إلى أن المعلومات تشير إلى أن موافقة السعودية على اللجنة جاء بعد إلحاح مصري، ورغبة من الرئيس محمد مرسي باستعادة دور مصر الإقليمي.وقدّرت المصادر، أن تترك الرياض للقاهرة حرية التحرك الديبلوماسي، الذي سيقود لفشل المهمة في وجهيها السوري والإقليمي. والثاني مقصود به «منهج التعاون السياسي مع العدو الإقليمي للمملكة إيران» وذلك فيما تعمل السعودية وقطر وفرنسا مع تركيا على إفشال الجهد المتعلق بحل سياسي قائم على الحوار في سوريا، عبر فكرة إقامة منطقة عازلة على الحدود الشمالية الجنوبية وتأمينها بدفاعات جوية متطورة. وهو تصور عبرت عنه القيادة القطرية صراحة في نيويورك بتصريحات لرئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم، وتفيد المعلومات أن الدوحة مستعدة «لتغطية الفكرة ماليا». وبالرغم من تعقيدات هذه الفكرة وصعوبة تطبيقها بشكل أحادي الجانب، وهو ما تعلن تركيا حتى اللحظة أنها ترفضه خارج مجلس الأمن، توقعت المصادر، إن صحّت هذه التوجهات على المستوى العملاني، أن تفتح أفقا أكثر دموية في الأزمة السورية ربما يحقق نبوءات ديبلوماسية تكررت في الأشهر الماضية حول فرص اندلاع حرب إقليمية واسعة، خصوصا أن إيران كثّفت من تصريحات قادتها العسكريين بأن «سوريا بمثابة خط الدفاع الأول عن المقاومة ضد إسرائيل».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد