تقرير استراتيجية مواجهة الإرهاب لعام 2006 يشمل سورية وإيران
الجمل: أصدرت الإدارة الأمريكية في سبتمبر 2006م استراتيجية مواجهة الإرهاب هذا وقد اشتركت في أعداد هذه الأستراتيجية بشكل رئيسي: وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ووزارات الخارجية، الخزانة، ومجلس الأمن القومي الأمريكي والوكالات والأجهزة التابعة له، وتجدر الإشارة إلى أن اعداد التقرير النهائي قد اشرف عليه البيت الأبيض الأمريكي بالتعاون مع لجان الكونغرس المختصة.
تقع الاستراتيجة ضمن ما وصف بأنه كتاب أبيض يتكون من حوالي 25 صفحة، هذا ويمكن التعرض لابرز مفاصل هذه الاستراتيجية على النحو الآتي:
• استعراض المبادئ: ويتضمن المبادئ المطلوب الالتزام بها في مواجهة خطر الإرهاب وقد حدد الاستراتيجية ستة مبادئ هي:
- العمل من أجل تطوير الديمقراطية في العالم على المدى الطويل.
- درء ومنع هجمات واعتداءات الشبكات الإرهابية ضد الأهداف والمصالح الأمريكية.
- الحيلولة دون حصول (الدول المارقة) والجماعات الإرهابية على اسحلة الدمار الشامل.
- حرمان الجماعات الإرهابية من الدعم والايواء الذي توفره لها الدول المارقة.
- حرمان الجماعات الإرهابية من السيطرة على أي بلد في العالم.
- بناء المؤسسات والهياكل التي تمكن أمريكا من المضي قدماً في الحرب ضد الإرهاب.
الواقع الحالي في الحرب ضد الإرهاب: حددت الاستراتيجية الرغبة الأمريكية المتشددة في ضرورة الفوز وكسب الحرب ضد الإرهاب عن طريق القضاء على الإرهابيين وايديولوجيتهم.. كذلك اشارت الاستراتيجية إلى جانبين:
الجانب الأول: النجاحات: وترى الاستراتيجية بأن أمريكا استطاعت أن تحقق الآتي حتى الآن:
• حرمان تنظيم القاعدة من الملاذ الأمن في افغانستان عن طريق الاطاحة بحكومة حركة طالبان الإسلامية المتشددة واقامة نظام (ديموقراطي) بدلاً منها.
• بناء تحالف دول داعم ومشارك في الحرب ضد الإرهاب وبالذات في مسرحي الحرب العراقية والإيرانية.؟
• تصفية معظم البنيات التحتية لتنظيم القاعدة ومن أبرز ما تم في هذا الخصوص اغتيال عدد كبير من القيادات الميدانية الرئيسية لتنظيم القاعدة واعتقال أعداد أخرى أكبر.
• تنفيذ حملة قوية أدت إلى قطع مصادر التمويل التي ظلت تمد وتزود تنظيم القاعدة بالأموال وذلك عن طريق تعميم اسلوب مراقبة حركة الحسابات المصرفية والجمعيات والمنظمات الدينية التي تدعم الجهاد الإسلامي.
• النجاح في إقناع الرأي العام العالمي بأن انشطة الحركات الإرهابية تستهدف السكان المدنيين الابرياء في سائر انحاء العالم. وبالتالي فهذه الأنشطة تشكل جرائماً لابد أن يترتب عليها قصاصاً وعقاباً رادعاً.
• النجاح في تطبيق نظام حمائي وقائي لأمن أمريكا الداخلي وذلك بدليل عدم حدوث أي هجمات إرهابية بعد حادثة الحادي عشر من أيلول.
• النجاح في استدراج بعض دول العالم والتي كانت تشكل جزءاً من مشكلة الإرهاب وجعلها تتحول لتصبح جزءاً من الحل وذلك على النحو الذي دفع دولاً مثل السعودية لكي تمارس الضغط على المنظمات الإسلامية وتدعم حرب أمريكا ضد الإرهاب بدلاً من مواصلة دعمها السابق لهذه المنظمات.
• النجاح في المصادقة النهائية على قانون الحمية الوطنية الأمريكية والذي يعطي الإدارة الأمريكية صلاحيات إستثنائية في الحرب ضد الإرهاب دون الرجوع إلى موافقة الكونغرس.
الجانب الثاني: التحديات: ويرى تقرير الاستراتيجية بأن هناك عدداً كبيراً من التحديات مايزال ماثلاً في مواجهة الإدارة الأمريكية، وتتمثل هذه التحديات في الآتي:
• في مواجهة الضربات الأمريكية استطاعت الشبكات الإرهابية أن تتحول وتبدل طبيعتها على النحو الذي جعلها تتكيف مع الوضع الجديد فميدانياً أصبحت هذه الشبكات لا تعتمد على التنظيم المركزي وأصبحت تطبق اللامركزية على النحو الذي حقق لها الانتشار والتمدد المستقل في الكثير من دول العالم وبالتالي أصبح من غير الممكن تتبع تنظيم القاعدة في مناطق العالم الأخرى عن طريق قيادته الرئيسية الموجودة في أفغانستان وذلك لأن تنظيمات القاعدة أصبحت تتمتع بالاستقلالية في كل ما يتعلق بشؤونها الداخلية من تجنيد وتدريب وتمويل وعمليات وما من رابط بينها سوى الايديولوجية وبعض المراسلات العامة.
• برغم النجاح في وقاية أمريكا من الهجمات الإرهابية فإن الشبكات الإرهابية قد استطاعت تصعيد هجماتها بقدر كبير في مناطق العالم الأخرى: الهند، اندونيسا، جنوب روسيا، والعراق وحالياً مازل صعباً إن لم يكن مستحيلاً القول بأن أمريكا سوف تكون قادرة على منع الهجمات الإرهابية ضد المصالح الأمريكية في مناطق العالم الأخرى.
• برغم النجاح في تأمين المجال الجوي، البري والبحري لأمريكا من خطر الإرهاب إلا أن المجتمع الأمريكي نفسه مايزال على ما يبدو غير محصن ولا يتمتع بالحصانة الكاملة من خطر اختراق الإرهاب فهناك عدداً لا يستهان به من الذين يعيشون داخل أمريكا على صلة بطريقة أو بأخرى بالإرهاب وشبكاته.
• أعلن الإرهابيون على رغبتهم وسعيهم من أجل امتلاك أسلحة الدمار الشامل وبرغم صعوبة هذا الأمر إلا أنه يجب عدم الاستهانة بهذه الرغبة وذلك لان تقنية تصنيع وانتاج أسلحة الدمار الشامل النووية، الكيماوية، والبيولوجية منتشرة في بعض مناطق العالم الأخرى والتي لا تستطيع السيطرة عليها بالكامل.
• ما تزال هناك بعض دول العالم على وجه الخصوص سورية وإيران تقوم بإيواء ودعم الكثير من الشبكات الإرهابية.
• الحرب التي تشنها أمريكا حالياً ضد الإرهاب أصبحت تواجه مصاعب كثيرة داخل أمريكا بسبب التنافس السياسي والدور السلبي لبعض أجهزة الاعلام والصحافة والمنظمات المدنية التي لا تتفهم مدى أهمية الحرب ضد الإرهاب.
• استطاع الإرهابيون اكتساب القدرة على استخدام الانترنت وتكنولوجيا الاتصالات المتطورة وذلك على النحو الذي عزز من كفاءة عمل الشبكات الإرهابية وفي نفس الوقت هناك صعوبة كبيرة تواجه أمريكا وحلفائها في عملية ضبط ومراقبة استخدامات الانترنت وتكنولوجيا الاتصالات المتطورة.
• تحديد العدو: اشارت الاستراتجية إلى أن العدو في الحرب ضد الإرهاب يتمثل في الآتي:
- الشبكات والجماعات الإرهابية المحددة ضمن قوائم الإدارة الأمريكية.
- الدول المارقة والراعية للإرهاب والمحددة ضمن قوائم الإدارة الأمريكية.
- المنظمات والافراد الداعمين للإرهاب.
- ايدولوجيا الإرهاب والتي تروج لأفكار استخدام العنف ضد المصالح الأمريكية.
- التقاليد المؤسسية غير المنضبطة والتي تسهل للإرهابيين عملية الاختراق والتغلغل وتنفذ عملياتهم.
هذا وخلصت الاستراتيجية إلى تحديد منظور استراتيجي للحرب ضد الإرهاب يصف الحرب ضد الإرهاب بأنها تمثل منذ لحظة البداية حرباً تأخذ طابعاً مزدوجاً يضم:
• المواجهة في مسرح الحرب العسكرية الميدانية بالسلاح.
• المواجهة في مسرح الحرب النفسية عن طريق الافكار.
لذلك لابد – وفقاً لرؤية الاستراتيجية- من العمل بشكل مستمر في تطوير الوسائط المستخدمة في هاتين المواجهتين مع ضرورة اعطاء تركيز اكبر على ضرورة اعتبار أن النصر في المواجهة القائمة في مسرح الحرب النفسية عن طريق الأفكار ضد إيديولوجية الإرهاب هو المفتاح الرئيسي لتحقيق النصر النهائي الحاسم ضد الإرهاب.
الجمل: قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد