الغارة على دمشق : واشنطن تحذر من الرد و إسرائيل في حالة تأهب قصوى
أعلن مسؤول أميركي، في واشنطن أمس، أن الغارة التي شنتها طائرات إسرائيلية على سوريا الأربعاء الماضي أصابت صواريخ ومجمعاً عسكرياً قرب دمشق. وحذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا من أن «حزب الله قد يحصل على أسلحة بفضل الفوضى في سوريا».
وقال المسؤول الأميركي، لوكالة «فرانس برس»، إن المقاتلات الإسرائيلية لم تستهدف سوى موقع واحد في ضاحية دمشق، في حين تحدثت بعض وسائل الإعلام عن استهداف موقعين: مجمع عسكري قرب العاصمة السورية وقافلة تقل أسلحة قرب الحدود اللبنانية. وأضاف «هذا الأمر حصل في ضاحية دمشق»، موضحاً أن الطيران الإسرائيلي استهدف «صواريخ أرض ـ جو» روسية الصنع من طراز «أس ايه 17» كانت موضوعة «على آليات»، إضافة إلى مجموعة من المباني العسكرية المتجاورة والتي يشتبه بأنها تحوي أسلحة كيميائية. وتابع إن الإسرائيليين كانوا يخشون نقل هذه الأسلحة إلى «حزب الله».
ورفع جيش الاحتلال حالة التأهب القصوى على الجبهة الشمالية بعد العدوان الأخير على موقع للأبحاث في ريف دمشق، كما نشر بطارية ثالثة من منظومة «القبة الحديدية» في الشمال، في ظل اجتماعات مستمرة بين القيادات الأمنية لتحديد السيناريوهات المحتملة.
وبحسب صحيفة «معاريف»، فإنه منذ العدوان على سوريا، عُقدت عدة اجتماعات للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية. كما عقد رئيس الحــكومة بنيامين نتنياهو اجتماعاً أمنياً في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب بحضور قادة المؤسسة الأمنية.
وذكرت «معاريف» أنه تم نشر بطارية جديدة من منظومة «القبة الحديدة» في منطقة مرج أبي عامر (سهل فلسطيني يقع بين الجليل وجبال نابلس)، تضاف إلى تلك التي تم نشرها في حيفا والمنطقة الشمالية.
أما صحيفة «يديعوت» فأفادت بأن قيادة المنطقة العسكرية الشمالية قررت أن تحافظ على درجة التأهب القصوى على الحدود مع لبنان وسوريا، تحسباً لأي تطورات محتملة.
ووفقاً للصحيفة، تسود في إسرائيل حالة من القلق من الرد على العدوان، إلا ان مسؤولين يؤكدون أنه من المتوقع، إذا حصل الرد، أن يكون محدوداً ولا يؤدي إلى اندلاع حرب.
أما السيناريوهات الثلاثة التي تتحضر لها سلطات الاحتلال، فهي قصف صاروخي محدود من قبل منظمة غير معروفة في لبنان من دون أن يتحمل «حزب الله» المسؤولية. كما من الممكن استهداف مصالح إسرائيلية في الخارج. وتضيف «معاريف» سيناريو استغلال الحالة التي تعيشها سوريا ودفع منظمة مجهولة لتنفيذ هجوم صاروخي من الأراضي السورية.
وحذرت صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أن «الجهود لنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله ستستمر وحتى ستتسارع مع استمرار تآكل نظام الرئيس السوري بشار الأسد». واعتبرت أنه «على افتراض أن إسرائيل ستعلم بذلك وستتصرف في المستقبل فان الضغط المحلي سيتصاعد في سوريا ولبنان للرد وهذا من شأنه إشعال الحدود الشمالية في أي وقت».
وفي هذا الإطار، كتب المحلل العسكري في «يديعوت» أليكس فيشمان أنه في حال لم يوصل العدوان الأخير الرسالة الإسرائيلية، فإن أي هجوم آخر سيؤدي إلى اندلاع مواجهة أكثر عنفاً. لكنه أشار إلى أن العدوان حصل في أسوأ الأوقات بالنسبة لـ«حزب الله» والنظام السوري، فهما ضعيفان جداً، وبالتالي فإن «أي تدهور أمني لن يخدم مصالحهما»، بل انه سيتسبب بإسقاط الأسد.
إلا انه في الوقت ذاته، يقول فيشمان، إن «سوريا وحزب الله لن يسمحا بتكرار مثل هذا الهجوم من دون رد صارم»، وهذا لا ينفي احتمال الرد حالياً، وإنما على شكل استهداف المصالح الإسرائيلية.
وفي «هآرتس»، لفت المحلل العسكري عاموس هرئيل إلى أن إيران قبل يومين من العدوان أرسلت إلى إسرائيل رسالة مفادها أن أي عدوان على سوريا هو اعتداء على إيران نفسها. الأمر الذي تكرر أمس الأول على لسان نائب وزير الخارجية الذي أكد أن العدوان ستكون له عواقب على تل أبيب.
وبالنتيجة، تساءل هرئيل «لماذا لم تنفع تهديدات طهران اليوم؟»، خصوصاً أن إسرائيل تتحدث منذ سنوات عن استهداف المنشآت النووية الإيرانية من دون أي فعل خوفاً من الدخول في حرب مع إيران و«حزب الله». ويعود ذلك، بحسب المحلل العسكري إلى «الحاجة العسكرية الملحة لمنع نقل أنواع معينة من الأسلحة إلى حزب الله»، في إشارة إلى الأسلحة الكيميائية.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد