ذروة المناورة الداخلية الإسرائيلية اليوم
بدأت أمس في إسرائيل كبرى مناورات حماية الجبهة الداخلية السنوية تحت اسم «نقطة تحول 7» بافتتاح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو «أسبوع الطوارئ القومي» في جلسة الحكومة الأسبوعية. وتشارك في المناورة الوزارات والمجالس المحلية ومنظمات الدفاع المدني والمدارس والهيئات العامة وعموم الإسرائيليين. وقد تقرر أن يرتكز سيناريو المناورة على سقوط صواريخ بأعداد كبيرة مع التشديد على سقوط صواريخ غير تقليدية في محيط تل أبيب.
وقد افتتح نتنياهو المناورة، في جلسة الحكومة، بالإعلان عن أن «الأخطار التي تتهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعاظمت بشكل جوهري في السنوات الأخيرة». وأضاف ان «إسرائيل هي الدولة الأشد تعرضاً لخطر الصواريخ في العالم. في السنوات الأخيرة قمنا بتحسين جوهري لاستعداداتنا وحَصَّنَّا الجبهة الداخلية ابتداء من القبة الحديدية والصفارات والملاجئ وتحسين منظومة الإنذار. وسوف ندخل تعديلات على القوانين لتناسب الواقع الأمني، وقسم من التغييرات كان يمكن رؤيتها في حرب عمود السحاب، ولكن سيكون من الصعب التوصل إلى التحصين الكامل، كما أن أي تحصين ليس بديلاً من القوة الساحقة للجيش الإسرائيلي ولمنعة الجمهور».
وكان من المقرر أن يتم هذه المرة تغيير الاسم المعهود للمناورة إلى «عوريف إيتان 1» (جبهة داخلية صلبة) بناء على طلب وزارة حماية الجبهة الداخلية بعدما تولاها الوزير جلعاد أردان. ولكن باقي الجهات الضالعة في المناورة، وخصوصاً الجيش وقيادة الجبهة الداخلية، رفضوا هذا التغيير وأصروا على مواصلة استخدام الاسم الأصلي المستمر منذ سبع سنوات.
وبرغم أن المناورة تقع في أسبوع الطوارئ القومي، إلا أنها ستستمر لثلاثة أيام فقط، وتبلغ ذروتها اليوم بإطلاق صفارات الإنذار ظهراً ومساء في العديد من المناطق.
وأشار مصدر في وزارة حماية الجبهة الداخلية إلى أن إطلاق الصفارات في المساء سيوفر «فرصة لمواطني إسرائيل لتدريب الخلية الأسرية على اختيار المكان الآمن واللجوء إليه.
وكلما كان الجمهور أشد وعياً للمعطيات الروتينية سيكون أقدر على مجابهة خطر الصواريخ في أوقات الطوارئ».
وأضاف: «ان تقديرنا هو أن التلاميذ الذين سيتدربون في الظهيرة في المؤسسات التعليمية سيشجعون أهلهم على فحص الأماكن الآمنة واللجوء إليها».
وفضلاً عن إطلاق صفارات الإنذار، فإن قيادة الجبهة الداخلية سترسل اليوم رسائل نصية عبر الهاتف في نطاق أسلوب «الرسالة الشخصية»، وذلك لفحص منظومة الإنذار عبر الرسائل.
وستصل الرسائل هذه إلى كل أجهزة الهاتف الخلوي الموجودة لدى الناس في كل أرجاء إسرائيل وقت إطلاق الصفارات.
وطالب المتحدث باسم الجيش الإسرائيليين بالتجاوب والتعاون مع المناورة والإصغاء للتعليمات.
وشدد على أن كل الخدمات الحيوية وبينها المستشفيات، ستعمل كعادتها، كما ستجري اللقاءات العامة وحركة المواصلات الخاصة والعامة حتى عند إطلاق الصفارات.
وكانت إسرائيل قد اعتمدت في سيناريو المناورة في العام الماضي على مواجهة مخاطر الطبيعة كالفيضانات والزلازل وتسونامي، ولكنها هذه المرة تركز على سيناريو الحرب الشاملة وسقوط الصواريخ في كل أرجاء إسرائيل من سوريا ولبنان وغزة. ويقود المناورة قائد الجبهة الداخلية الجنرال آيال أيزنبرغ، الذي سيشرف على العملية الكبرى التي تشهد وقوع صواريخ وحدوث دمار كبير.
وتظهر المعطيات أن أربعة من بين التمرينات السبعة، التي ستجرى في نطاق المناورة، ستستند إلى سيناريو سقوط صواريخ غير تقليدية. وغدا الثلاثاء سيقع صاروخ على الناصرة العليا، ويسقط صاروخ غير تقليدي على مدينة صفد، وتقع خسائر كبيرة في المنطقة الصناعية في روتام.
وبعد غد الأربعاء سيقع صاروخ كيميائي على سجن «تسلمون»، ومواقع مختلفة في مدينة القدس، فضلاً عن اشتعال حريق في جبل الكرمل.
وكان قائد الجبهة الداخلية قد أعلن أنه سيكون مطلوباً من إسرائيل في المستقبل التعامل مع إطلاقات صواريخ مكثفة من مناطق وجبهات عدة. وأشار إلى نقص في الكمامات لدى 43 في المئة من الإسرائيليين، وإلى أن نسبة الجاهزية بالكمامات تبلغ 60 في المئة.
أما وزير الجبهة الداخلية جلعاد أردان فبيّن أن «ثلث الإسرائيليين فقط يسكنون في شقق مزودة بغرف آمنة، وهناك «نواقص كثيرة في التحصينات، بما في ذلك في منشــــآت إســــتراتيجية ومصانة لمواد خــــطرة»، مشيراً إلى أن أكثر من مئة ألف بيت يعتمدون على المجال الآمن في القبو.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد