موسكو: مؤتمر جنيف سيعقد في تموز
أعلن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي الذي يمثل موسكو في المشاورات مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة للتحضير للمؤتمر الدولي الخاص بالأزمة في سورية أن المؤتمر الدولي لن يعقد قبل شهر تموز المقبل لكن سيعقد اجتماع تشاوري جديد حول التحضيرات الخاصة به خلال الشهر الجاري.
وقال غاتيلوف في تصريحات للصحفيين في أعقاب المشاورات التي جرت في جنيف نقلها موقع روسيا اليوم: "المؤتمر سيعقد بعد أن نتمكن من الاتفاق بشأن كل المسائل المتعلقة بإطار اللقاء المرتقب".
وأشار غاتيلوف إلى أن اجتماعا ثلاثيا آخر بين روسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة سيعقد في الشهر الجاري لمواصلة التحضير للمؤتمر الدولي وقال: "هناك بعض المسائل التي لا تزال قائمة وستتطلب مناقشات إضافية واتفقنا على عقد لقاء مماثل للقاء اليوم وسنحاول خلاله تقريب مواقفنا".
وأوضح غاتيلوف أن المشاورات الثلاثية في جنيف اليوم لم تسفر عن اتفاق على قائمة المشاركين في المؤتمر الدولي مشيرا إلى أن مسألة دائرة المشاركين في المؤتمر لا تزال الأكثر صعوبة.
وقال غاتيلوف: إن "المعارضة السورية خلافا للحكومة لم تقرر رسميا حتى الآن ما إذا كانت ستشارك في المؤتمر وهناك أيضا نقطة مبدئية ثانية تتلخص في أن المعارضة ليست لديها رؤية بخصوص قوام وفدها" مضيفا أن "مختلف الفصائل تتجه إلى أن يكون لها تمثيل منفرد ولديها برامج خاصة بها بالتالي هناك مشكلة كبيرة وسيتعين على شركائنا وقبل كل شيء الأمريكيون بذل جهود جدية لإقناع المعارضة بتشكيل وفد موحد وإلا ستحضر المؤتمر عدة وفود للمعارضة".
وكان اجتماع ثلاثي ضم وفود روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة بدأ صباح اليوم فى جنيف من أجل الإعداد لعقد المؤتمر الدولى حول سورية يضم إلى جانب غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ويندي شيرمان ومبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي وجيفري فيلتمان الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية.
وكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري اتفقا خلال لقائهما بموسكو بداية الشهر الماضي على عقد مؤتمر دولي حول سورية.
وكان بوغدانوف قال في وقت سابق اليوم إن هناك تغيرا في موقف الغرب من الأزمة في سورية.
وأضاف بوغدانوف : "أعتقد أنه خلال أكثر من عامين من الحرب.. انفتحت عيون الكثير منهم ليروا أنه طريق دموي مسدود لا مخرج منه إلا عبر بدء حوار سياسي بين السوريين أنفسهم وبدعم منا وبتشجيعهم على المصالحة الوطنية وإيجاد حلول وسط للمشاكل التي تراكمت في سورية".
وفي رده على أن ذلك يعني تغييرا في المواقف الغربية قال بوغدانوف: "يمكن قول ذلك" مشيرا إلى أن الغرب إضافة إلى دول الشرق الأوسط تؤيد مبادرة روسيا والولايات المتحدة لعقد مؤتمر دولي ثان حول سورية لافتا إلى أن الغرب مع ذلك يواصل اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تعقيد البحث عن حلول سلمية للأزمة في سورية.
وأضاف: إننا قلنا إن مشروع القرار وحيد الجانب وغير المتوازن الذي تقدمت به بعض الدول العربية والغربية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لم يكن مناسبا من حيث توقيته ويمكن قول الشيء نفسه عن مناقشة الأزمة في سورية واعتماد قرار هدام وفق وجهة نظرنا، في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكذلك بعض قرارات الاتحاد الأوروبي وعلى وجه الخصوص، القرار المتخذ في الأول من الشهر الجاري بشأن عدم تمديد الحظر المفروض على الأسلحة إلى سورية.
وتابع: إن وزيري خارجية إيطاليا وبريطانيا أكدا خلال زيارتهما إلى موسكو أن توريد الأسلحة لن يتم حتى الأول من شهر آب القادم ما يجعل من الواضح أنه لا تزال هناك فرصة للعمل بصورة بناءة في غضون شهر أو شهرين.
وحذر بوغدانوف الدول الغربية قائلا: يجب أن تفهموا لمن ستقدمون السلاح وإلى صدور من سوف يوجه هذا السلاح بما في ذلك في المستقبل لذا فإن هذه الحلول لم تر من هو بحاجة إليها وخاصة على خلفية عملنا الجماعي المتكامل الآن وفي مقدمته، العمل مع شركائنا الأمريكيين لضمان نجاح بدء وإطلاق العمل في المؤتمر الدولي.
وتابع: إنه وزميله نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف سيلتقيان في جنيف مع ممثلي المعارضة السورية مشيرا إلى أن المناقشات الرئيسية خلال اللقاء الثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ستتركز على مشاركة الحكومة السورية والمعارضة في المؤتمر الدولي المرتقب بشأن سورية.
ولفت بوغدانوف إلى أن اللقاء التحضيري سيبحث قائمة المشاركين ومستوى التمثيل في المؤتمر الدولي المرتقب حول سورية مضيفا: إن الأطراف الدولية اتفقت على ألا تكون هناك أي شروط مسبقة فيما يخص مشاركة الحكومة السورية والمعارضة في المؤتمر.
وأوضح بوغدانوف أيضا أنه قد يكون هناك وفد موحد للمعارضة أو عدة وفود في حال فشلت المعارضة في الاتفاق على قائمة ممثليها مشيرا إلى أن موسكو تنتظر من واشنطن أن توضح لها موقفها بشأن مشاركة إيران في المؤتمر الدولي المرتقب حول سورية.
وأعرب بوغدانوف للصحفيين مساء أمس عن وجهة نظره حول مشاركة إيران في المؤتمر الدولي بشأن سورية وقال: إننا غدا سنستمع إلى شركائنا الأمريكيين ومن الطبيعي أن نعرض مقومات موقفنا المنطقية والداعمة لمشاركة إيران وبعض اللاعبين الإقليميين الآخرين في المؤتمر.
وعدد بوغدانوف الدول التي ترغب روسيا بحضورها المؤتمر حول سورية وهي مصر وبعض دول الخليج والدول الجارة لسورية مضيفا "ربما قد تتمكن بعض الدول الأخرى من العالم العربي والإسلامي من الانضمام إلى المؤتمر مثل الجزائر على سبيل المثال وعبر عن أمله بأن مناقشة بناءة ستكون الأربعاء مع الشركاء الأمريكيين ومع ممثلي قيادة الأمم المتحدة".
من جهة أخرى قال بوغدانوف للصحفيين في إجابته على سؤال حول إمكانية تأثير توريد الصواريخ إس 300 إلى سورية سلبا على العلاقات مع إسرائيل: "إن ما يخص إسرائيل تم استعراضه في زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى روسيا وما زالت الاتصالات جارية وأعتقد أنه ينبغي أن يفهم أحدنا الآخر ونأمل بأن يكون التفاهم من الجانب الإسرائيلي".
وبصدد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بأن إسرائيل "تعرف ما الذي ستفعله" في حال استلام سورية صواريخ إس 300 قال بوغدانوف إن "رئيس الحكومة الإسرائيلية صحح موقف وزرائه".
وكان نتنياهو أعطى في وقت سابق أوامر للمسؤولين الإسرائيليين بعدم التعليق على مسألة توريد صواريخ إس 300 إلى سورية.
بدوره أعلن غاتيلوف أن موسكو تشك في إمكانية قيام خبراء الأمم المتحدة بتحقيق سريع في الأنباء المتعلقة باحتمال استخدام الأسلحة الكيميائية في سير الأزمة في سورية.
وقال غاتيلوف في تصريحات في جنيف قبل اللقاء الثلاثي: إن موضوع الأسلحة الكيميائية مسيس إلى درجة كبيرة جداً بحيث لا يمكن الأمل في حدوث أي شيء قريبا فيما يتعلق بتقييمات الخبراء مشيرا إلى أن آفاق إجراء مثل هذا التحقيق تراجعت إلى المرتبة الثانية بسبب التحضير لعقد المؤتمر الدولي حول سورية.
وفيما يتعلق بالتحقيق في الأنباء المتصلة بمصادرة مواد كيميائية في تركيا كانت في طريقها إلى المجموعات المسلحة في سورية قال غاتيلوف: إن هذا الأمر قليل الاحتمال حاليا لأن إرسال خبراء من الأمم المتحدة إلى تركيا يتطلب موافقة حكومتها.
وأشار غاتيلوف إلى أن روسيا لن تطرح مسالة مخططات الولايات المتحدة لنشر منظومات صواريخ باتريوت المضادة للجو خلال لقاء اليوم للتحضير لعقد المؤتمر الدولي حول سورية موضحا أن مهمة الجانب الروسي لا تنحصر في إعطاء تقييمات ما للوضع بل في النظر بالأشكال المحتملة لعقد المؤتمر.
ومع ذلك قال غاتيلوف إن الأنباء الواردة حول إرساليات باتريوت تعقد الوضع وهذا ما يدعو إلى التكلم عن وجوب البدء بالعملية السياسية.
يذكر أن المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش انتقد في وقت سابق مخططات نشر منظومات باتريوت في البلدان المجاورة لسورية ومنها الأردن بعد أن تم نصب هذه المنظومات في تركيا.
من جهة ثانية أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن استخدام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لدعم أحد طرفي الأزمة في سورية يشكل عائقا أمام التحضير للمؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف لحل الأزمة في سورية.
وذكرت الوزراة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم "أن استخدام مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة لصالح طرف واحد من طرفي الازمة في سورية وبالخصوص المعارضة المتطرفة لن يسهم في البحث عن سبل الخروج من الأزمة بما في ذلك ما يدخل في سياق التحضير لمؤتمر دولي حول سورية".
وأضافت أن تحيز التقرير استغل من قبل وفود بعض الدول لتحميل الحكومة السورية مجددا مسؤولية كافة ما يحدث في سورية وعدم الحديث عن الجرائم الكثيرة وانتهاك حقوق الإنسان من قبل المجموعات المسلحة المتطرفة مؤكدا أن استخدام مجلس حقوق الإنسان لترجيح كفة المعارضة السورية والمتطرفة بالذات لا يساعد على ايجاد مخرج للازمة من ضمنه التحضير للمؤتمر الدولي حول سورية.
وأوضح البيان أن الجانب الروسي وقف في حينه ضد تشكيل هذه اللجنة ولكنه لم يرفض التعامل معها.
وقالت الخارجية الروسية في بيانها "إنه بكل أسف نحن مضطرون لتوضيح أن خبراء اللجنة لم يستغلوا الفرصة للاستماع إلى ضحايا وشهود العنف المرتكب من قبل "المتطرفين" بما في ذلك في خان العسل والقصير وحمص وحلب رغم أن اللجنة حصلت على أرقام هواتف معينة وعلى عناوين في الإنترنت" مؤكدة أن كل ذلك أفرغ عمل اللجنة من مضمونه وجعل تقريرها دون قيمة تذكر.
وأكد البيان أنه وفقا لمعطيات وزارة الخارجية الروسية فإن خبراء اللجنة اعترفوا بأن المسلحين في سورية الذين يتزايد في صفوفهم عدد المتطرفين هم من يقوم بارتكاب عمليات إعدام خارج نطاق القضاء وبالتعذيب وبالاختطاف وباستخدام الأطفال في الأعمال العدوانية وبارتكاب جرائم مختلفة أخرى.
ولفتت الوزارة في بيانها إلى أن اللجنة رجحت مرة أخرى عدم ضم التفجيرات التي ارتكبتها المجموعات المسلحة في المدن السورية إلى قائمة الأعمال الإرهابية بل ورفضت وصفها بالأعمال الإرهابية.
وأوضحت الوزارة أن تمرير الفظائع الوحشية المرتكبة من قبل "المتطرفين" يجري بالسكوت عنها وخصوصا عن مشاهد الاغتصابات الجنسية المتعددة والعنف المرتكب بحق النساء مشيرة إلى أن كل ذلك يحدث على خلفية الشهادات العديدة بما في ذلك التي نشرتها وسائل الإعلام العالمية حول جرائم المسلحين المتطرفين المرتكبة بحق السكان المدنيين.
في سياق آخر جدد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين موقف بلاده الثابت والداعم للحل السياسي للأزمة في سورية على أساس بيان جنيف من دون شروط مسبقة وإيجاد الأرضية المناسبة التي تسمح ببدء هذه العملية بأسرع وقت ممكن بما يساعد على وقف العنف لافتا إلى "تغيير إيجابي نسبي في الموقف الأمريكي بهذا الخصوص".
وقال زاسبيكين خلال لقائه اليوم وفدا من هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية: "إن المطلوب هو خطوات عملية للدخول في العملية السياسية وعدم البقاء في إطار التمنيات" مشيرا إلى أن روسيا التزمت بما عليها لناحية موافقة الحكومة السورية المبدئية على حضور المؤتمر الدولي المرتقب بخصوص الأزمة.
وأضاف..إن المطلوب هو التزام الجانب الأمريكي بما عليه لناحية التزام أطراف المعارضة السورية التي لا تزال حتى الآن ترفض المشاركة في المؤتمر من دون شروط مسبقة بما يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه مع الجانب الأمريكي.
من جهة أخرى أكد السفير الروسي للوفد موقف بلاده الداعم للأمن والاستقرار في لبنان وأن هذا التوجه متفق عليه مع بقية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن مشددا على رفض بلاده أي تدخل في شؤون لبنان الداخلية .
بدوره نوه الوفد بالمواقف الروسية الثابتة والواضحة والجريئة الداعية إلى رفض "أي تدخل خارجي في شؤون سورية الداخلية والداعمة للحل السياسي عن طريق الحوار الداخلي بين السوريين".
إضافة تعليق جديد