من الشيخ بيير الجد إلى بيير الحفيد: الأب أمين هل يتذكر ؟..
الجمل ـ د. سهيل حداد : أمخدوع أنا ؟ هل الرحمة من اجلي شقيقة الموت. أخيراً سأطلب الغفران لأنني غذيت نفسي بالأكاذيب وهيا----
"ولكن ما من يد صديقة تمتد لي، ومن أين أطلب النجدة؟"
"إن أقل ما في الساعة الجديدة، إنها شديدة القساوة-----
"لأنني أستطيع أن أقول إنني امتلكت الظفر. إن صرير الأسنان وصفير النار والزفرات الملعونة، تتغير وتتعدل. وجميع الذكريات تُمحى---- إن تنهداتي الأخيرة تزول، وللشحاذين الحسد، للصوص لأصدقاء الموت، للرجعيين من كل نوع، للموت إذا كنت انتقم-----
"يجب أن أكون معاصراً بصورة مطلقة.
" لا أناشيد بعد الآن: لنرسخ الخطوة التي خطوناها. يا لليل القاسي! إن الدم الذي يجف، يبعث دخانه على وجهي، لا شيء ورائي إلا هذه الشجيرات المخيفة! لأشد عنفاً من معارك الناس، ولكن رؤية العدالة هي مسرة الله وحده.
" مع هذا فقد كان ذلك أمس.... إنها الأمسية! فلنلتقِ إثر كل قسوة وكل حنان حقيقي. وعند الفجر، وقد تذرعت بصبر حار، سوف ندخل المدن الرائعة.
(رامبو ).
إنها ذكريات الأب أمين الجميل؟...........
عندما ظهر الرئيس السابق أمين الجميل بعد اغتيال ابنه على شاشة التلفزة، وأنتظر الجميع ماذا سيقول، -- ومن سيتهم؟---ولكن إجابة الرئيس الأب، الذي يقوده شعور أبوي صادق يتجاوز كل الأحاسيس والمشاعر الأبوية. يعرف في قرارة نفسه وبحاسة الأب فوق الطبيعي من اغتال ابنه !--- ويعود في لحظات رهيبة وبشفافية وصدق ومشاعر صادقة إلى يوم زيارته بمرافقة والده الشيخ تيار جميل الكبير إلى سوريا ويتذكر ذلك اللقاء التاريخي، ثم يعود إلى يوم اغتيال شقيقه ويتذكر أيضاً.
من خرب لبنان----
من أدخل لبنان في دوامة حرب أهلية لم يخرج منها حتى الآن---
من يُريد لهذه العائلة أن تدفع ثمن مواقفها ودفاعها عن لبنان وخصوصيته وتعدديته وتنوعه الحضاري والثقافي والاجتماعي. وفي ذلك اليوم وعند وصول الوفد الكتائبي إلى سوريا.
سأل علي ظاظا وزير الداخلية السوري آنذاك الشيخ بيار الجميل لدى وصوله في 6 كانون الأول عام 1975 إلى مطار المزة والذي صادف يومها ما يُسمى السبت الأسود في لبنان وفيه تم(اغتيال أربع كتائبيين ووضعهم في سيارة على طريق بيت مري مما استفز الكتائبيين والتابعين لبشير الجميل فأخذت تطلق النار وتخطف على الهوية-حرق شاحنة تقل نسخا من القرآن على طريق دمشق في وقت سابق-ذهب ضحية هذا اليوم 200 شخص نتيجة هستريا القتل التي اجتاحت بيروت يومه).
سأل ظاظا: ماذا يجري يا شيخ بيار على الطريق ؟--
- من افتعل الحوادث ؟---
أجابه الشيخ بيار: لا نعرف من هم ؟--إنها معركة أشباح---- وكل هذا سببه منعنا من القدوم إلى دمشق، فهي بدأت لعرقلة هذه الزيارة ولا اعتقد أنها وليدة الصدفة أبداً، بل مدروسة ومخططة مسبقا من اجل عرقلة وصولنا واجتماعنا، وهذا ما كان يتوخاه أبو عمار وكمال جنبلاط !!؟؟.
وخلا لقاء الشيخ بيار مع القيادة السورية قال، بعد إشادته بالدور السوري وأهميته في إيقاف ما يحدث في لبنان: إنهم لم يستطيعوا منعي من هذه الزيارة ولقاءكم كما فعلوا مع أمين جامعة الدول العربية محمود رياض. ثم أضاف:
خطة كمال جنبلاط خربتنا وخربت لبنان وخربت المنطقة !!
ولي مطلب واحد عندكم: أن تسترد الدولة اللبنانية سلطتها وسيادتها. ( كل هذا ورد في كتاب لعنة وطن لكاتبه رئيس حزب الكتائب السيد كريم بقردوني إصدار عبر الشرق للمنشورات 1991).
----- وفكر مليا وبسرعة، وقد يكون فكر قليلا وفي أعماق داخله بعيدا عن واقعه المحيط: في الوقت المناسب لتكرار تلك الزيارة. لأن ما حدث وفي وضح النهار، وفي قلب بيروت، وتحت حماية مشددة من الأمن، فقد أبنه فلذة كبده وكأن المأساة تتكرر من جديد. ولم يعد الوضع يحتمل تحويل عائلة الجميل إلى عائلة كندي. العائلة التي كانت في زمن سابق وفي كل الظروف التي مرت في لبنان تنعم بالسلام والهدوء والعلاقات الجيدة والزيارات الحميمة. فلماذا ؟ سؤال يخشى الرئيس السابق نفسه أن يجيب عليه، فأصابع الاتهام ستتجه إلى يمينه ويساره. ). يستطع أن يجد جوابا لإطلاق زخات من الرصاص، وهروب ثلاثة قتلة في وضح النهار، وعلى مرأى من المرافقين الأمنيين، والمارة، والجهاز الأمني الفتفتي، (الذي استطاع أن يقبض على هسام هسام وزهير الصديق فقط !!) .
ويتساءل الرئيس السابق وفي قرارة نفسه والحزن يعتمر في قلبه. لماذا فقط الشباب المثقف والواعد والحضاري ومن شارع واحد فقط، عليه أن يكون وقودا من أجل استمرار حريق المحكمة الدولية في الاشتعال ؟. وماذا لو لم تعطِ المحكمة الدولية أية نتيجة؟ ولم تستطع أن تجد إلا شهود زور؟ . فمن ساعتها سيتحمل مسؤولية ووزر هذه الدماء الذكية المستباحة تحت شعار معرفة الحقيقة؟. وأية حقيقة؟ وكم ستجري أنهار من الدماء من أجل هذه الحقيقة الخفية؟!.
بيار الجميل الشاب الفقيد من مواليد عام 1972 والذي يحمل إجازة في الحقوق، ويمثل الشباب الكتائبي الجديد والذي يعمل وبكل نشاط وهمة على لم شمل الشباب الكتائبي حوله وحول الحزب، من أجل توحيده وإعادته إلى مجده. هذا الدور السياسي الريادي، جعله مصدر قلق وحسد حتى من شارعه نفسه، ومن سكان البيت السابقين. فالذي كان في الزنزانة متهما بقضية اغتيال رئيس وزراء لبناني أسبق، وتاريخ حافل في اقتحام الجامعات، والقتل على الهوية، والاغتيالات لأطفال ونساء في بيوتها، لن يقبل بعد خروجه من الزنزانة، وبفضل من سعوا دائما وأبداً إلى شراء لبنان ومن ثم بيعه إلى الوهابية. ودفعه ثمن غال لقاء الجرائم التي اقترفها. لن يقبل أن يسحب كبيير الجميل البساط من تحت أقدامه، ويُخرجه من اللعبة السياسية برمتها. والتاريخ وحده يعرف كم بين الكتائبيين والقوات من أحقاد تحت الرماد.
يوم ظهر الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد الشيخ حسن نصر الله، معلنا نهاية هذه السلطة غير الدستورية. سارع أمراء الحرب والإجرام والاتجار بالوطن، إلى العودة إلى خيار الدم والفتنة وتجييش الشارع الطائفي بعد حملة إعلامية مكثفة، ولم يجدوا إلا هذا الشاب والذي يُحقق لهم أهدافهم كلها، من إرباك للشارع الوطني المعارض، إلى اتهام سريع لسوريا كالعادة، إلى جذب تعاطف عربي دولي من أجل الإسراع في إقرار مسودة المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال والد سعد الحريري، والذي لا يتوانى هو وشريكه جنبلاط الابن (مذكرين بما فعله الأب سابقا) عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق لبنان وشعبه، نزولا عند رغبة سادتهم في واشنطن وتل أبيب. وكيف ننسى أنهما قد باعا لبنان سابقا. وهنا يحق لنا التساؤل هل هذا الاغتيال الجديد مصادفة أم أنه بسياق مسلسل مدروس ومنظم وموجه ضد سورية وكل الحركة الوطنية في لبنان. وإذا كان ذلك بهذه الساذجة فما أكثر المصادفات التي تقع في هذا البلد منذ اغتيال الحريري، فمن مصادفة اغتيال جبران التويني التي وقعت ليلة إقرار مجلس الأمن لحيثيات صدور المحكمة الدولية الخاصة إلى سلسلة من الأحداث يقوم بها أشباح كما قال بيار الجميل الكبير قبل أكثر من ثلاثين عاماً يوم أتهم جنبلاط الأب بتخريب لبنان والمنطقة.
فهل يجرؤ الشيخ أمين الجميل الابن المفجوع أن يقول كما قال أباه؟؟؟!!! ويعلن للملأ ما في قلبه وما يشعر به ويعرفه ويطلقها صرخة مدوية أن المستفيدين هم من قتل فلذة كبده.
رحمك الله يا بيير أمين بيار الجميل وحمى شباب لبنان من هذه العصابة المجرمة المتحكمة برقاب الشعب. وأن لا تتحول جريمة قتلك إلى فتنة في شارعك ومع إخوانك الآخرين في لبنان كما بريد أعداء لبنان الحضارة والتعدد والتعايش والرقي رموز الإقطاع السياسي العفن.
الجمل
التعليقات
لا يمكن لمرء أن
إثر مقتل الوزير
أسئلة لا تنتظر
رحم الله بيير
لماذا يصر
/////يتندر
إضافة تعليق جديد