ترحيب دولي بالمبادرة الروسية
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تعمل مع سورية على إعداد خطة محددة قابلة للتنفيذ وفقا للمبادرة الروسية بشأن الأسلحة الكيميائية وقال إن العمل على إنجاز الخطة سيتم بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومنظمة حظر الأسلحة الدولية وأعضاء من مجلس الأمن الدولي.
وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي عقده اليوم مع نظيره الليبي محمد عبد العزيز أن "مبادرة وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية ليست مبادرة روسية كاملة النطاق وأنها تنبع من الاتصالات مع الأمريكيين "مضيفا إن" وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحدث أمس عن إمكانية تجنب الضربات ضد سورية في حال حلحلة هذه المسألة".
وقال لافروف إن "روسيا تسعى دائما للاستفادة من كل الفرص ولو كانت ضعيفة بغية إيجاد الحلول السلمية للمشكلة وقد استفدنا من وجود وزير الخارجية السوري وليد المعلم في روسيا لنطرح عليه إمكانية دراسة وضع السلاح الكيميائي في سورية تحت الرقابة الدولية والقضاء التام عليه مستقبلا ودراسة مسألة الانضمام إلى اتفاقية منع استخدام السلاح الكيميائي".
وأعرب لافروف عن تفاؤله بالترحيب الدولي الواسع بالمبادرة وترحيب الأمين العام للأمم المتحدة بها وأضاف "أما بالنسبة للتعليقات التي نسمعها اليوم من الولايات المتحدة فإنني أنطلق من فكرة أن القرار في الولايات المتحدة في النهاية بيد الرئيس أوباما وقد أشار في مقابلة صحفية له أمس إلى هذا الاقتراح بصفته اختراقا محتملا وقال إنه يعطي الأفضلية لحل مشكلة السلاح الكيميائي في سورية بطرق دبلوماسية إن وجدت آلية واضحة لذلك".
وتابع لافروف إن "هذا الأمر يتطلب عودة المحققين الدوليين إلى عملهم في الأراضي السورية للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي وبعد ذلك يجب أن يرفعوا تقريرهم إلى مجلس الأمن الدولي حيث لا بد أن يناقش هذا الموضوع آخذا بالاعتبار كل الأدلة والشهادات التي يقوم بها اليوم الخبراء ورجال السياسة والدين ولابد من إظهار الحقيقة وتقديم المجرمين المسؤولين عن استخدام هذا السلاح إلى العدالة".
وقال وزير الخارجية الروسي "إن روسيا وليبيا تؤيدان ضرورة حل جميع المشاكل على الصعيد الدولي على أساس احترام القانون الدولي وسيادة الدول واستقلالها وميثاق الأمم المتحدة الذي يقضي بحل كل المشاكل المتنازع عليها في جو من السلام وبطرق دبلوماسية سلمية".
ولفت لافروف إلى أنه بحث مع نظيره الليبي الأزمة في سورية والأحداث في مصر والوضع الداخلي في تونس وغيرها من دول المنطقة وأجمعا الرأي على عدم قبول حلحلة هذه المشاكل باللجوء إلى الأساليب الإرهابية وضرورة حلها بطرق سياسية.
من جانبه قال وزير الخارجية الليبي إن" المبادرة الروسية بشأن الأسلحة الكيميائية لم تناقش بعد في مجلس الجامعة العربية"مبينا أن "هذه المبادرة سيكون لها نتائج إيجابية بحكم أن الحد من استعمال السلاح الكيميائي ومراقبته عامل مهم جدا في العلاقات الدولية".
إلى ذلك قال رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف إن المبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيماوية في سورية تحت رقابة دولية تفتح طريقاً واقعياً للخروج من الأزمة في سورية دون حدوث أي تدخل عسكري أجنبي .
ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن بوشكوف قوله إن روسيا وضعت اقتراحاً منطقياً جداً وأكثر من ذلك فان وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم وافق بالفعل عليه مشيراً إلى أن هذا المقترح يمنح فرصة لحل الأزمة في سورية.
وأضاف بوشكوف أن لدى البيت الأبيض حالياً خيارين يتمثل أحدهما بالنظر في المباردة الروسية بشكل جدي وإعطاء رد إيجابي على ذلك وهذا سيعني أن الولايات المتحدة قررت استغلال هذه الفرصة لنبذ التدخل العسكري الذي قسم العالم إلى فريقين أحدهما مؤيد والآخر معارض له.
وأوضح بوشكوف أن هذا الخيار سيزود ويمد الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يضع نفسه في موضع كأنه "أحد حفظة السلام" بطريقة للخروج من الوضع السياسي المعقد الذي وضع الأمريكيون فيه أنفسهم من خلال إدلائهم بتصريحات قاسية ضد سورية.
واستطرد بوشكوف قائلا إن الخيار الثاني للبيت الأبيض هو تجاهل المقترح الروسي والإبقاء على السيناريو العسكري ولكن ذلك سيشكل "قراراً سيئاً للغاية" لأن إصرار واشنطن على تنفيذه سيقوض سمعة وهيبة الولايات المتحدة أمام العالم.
ولفت بوشكوف إلى أن السبب الجذري للمعضلة يكمن في حقيقة أن الولايات المتحدة وحلفاءها في دول الخليج يبذلون قصارى جهدهم منذ نحو عامين لتقويض الحكومة السورية.
ولفت بوشكوف إلى أنه من خلال هذه المبادرة لدينا فرصة الآن للتحقق فيما إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقاً أن تستبعد استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية بالمستقبل أو فيما إذا كانت مصالحها تتركز على تغيير الحكم في سورية فقط .
وأشار بوشكوف إلى أنه بناء على رد الفعل الأمريكي سيكون العالم قادراً على الحكم على النوايا والأهداف الحقيقية للسياسة الخارجية الأمريكية بشأن الأزمة في سورية.
يذكر أن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس قال أمس إن الولايات المتحدة تعتزم المتابعة مع روسيا حول مبادرتها المتعلقة بموضوع الأسلحة الكيماوية في سورية كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن ستنظر بجدية في الاقتراح الروسي بهذا الشأن .
وأعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أمس "ترحيب سورية بالمبادرة الروسية بشأن السلاح الكيماوي في سورية انطلاقا من حرص القيادة السورية على أرواح مواطنينا وأمن بلدنا وانطلاقا من ثقتنا بحكمة القيادة الروسية الساعية لمنع العدوان الأميركي على شعبنا".
بدوره أكد فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أن المبادرة الروسية بشأن الأسلحة الكيميائية في سورية تسمح للولايات المتحدة بتجنب خوض صراع خطير آخر محذرا من عواقب شن الولايات المتحدة عدوانها على سورية.
وقال تشوركين في مقابلة مع قناة بي بي آس الأمريكية إنه يأمل أن تصغي الولايات المتحدة إلى المبادرة الروسية التي وصفها بانها تشكل خطوة جدية.
وأضاف "إنه إذا شنت واشنطن هجوما على سورية، فإنه سيقضي على فرص تحقيق حل سياسي في البلاد وسيعود بعواقب مأساوية بالنسبة لسورية كما ستتحول هذه الحرب الى فيتنام أو عراق آخر بالنسبة للولايات المتحدة" مؤكدا أن آثار الضربة العسكرية على سورية يصعب التنبؤ بها.
من جهتها أكدت مرضية افخم المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية ترحيب بلادها بالمبادرة الروسية لمنع العدوان على سورية ووضع حد للأزمة واصفة هذه المبادرة بأنها "تضع حدا لعسكرة المنطقة".
وقالت افخم خلال مؤتمر صحفي إنه "يجب تجريد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية من الأسلحة الكيميائية" معربة عن أملها بأن يعمل المجتمع الدولي على تشجيع الحوار فيما يخص الأزمة في سورية.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية إن وقوع أي حرب في المنطقة قد يخرج الأمور عن السيطرة وهناك مسؤوليات تقع على عاتق جميع دول المنطقة للحؤول دون خروج الوضع عن السيطرة لأن عسكرة المنطقة تزيد من أزماتها.
ولفتت افخم إلى أن "أحد القواسم المشتركة بين إيران والدول المعارضة للعمل العسكري ضد سورية هو التركيز على الحل الدبلوماسي والحوار" لأن إيران تعارض أي "عدوان ومغامرة وعنف في المنطقة" وهي عرضت مواقفها الصريحة والشفافة بشأن سورية .
وشددت افخم على معارضة إيران القوية لعسكرة المنطقة واستخدام العنف.
وحول الملف النووي الإيراني أوضحت افخم أن إيران تأمل بأن تكون المباحثات المقبلة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية جدية ومثمرة مشيرة إلى تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإيجابي والشفاف بهذا الصدد ومذكرة بأن تقارير الوكالة الدولية تؤكد عدم الإنحراف في برنامج إيران النووي .
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية أن الرئيس الإيراني حسن روحاني خول الخارجية الإيرانية إجراء المفاوضات النووية لافتة إلى أن تسمية رئيس المفاوضين الإيرانيين ستتم بعد اكتمال تعيين الأعضاء .
ولفتت افخم أن وزارة الخارجية الإيرانية ستقوم بالتعاون مع سائر المؤسسات المعنية بتنسيق المباحثات القادمة مؤكدة أن لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي على هامش الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لايعني إجراء مباحثات بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد وإنما يأتي في إطار تمهيد أرضية إجراء الجولة القادمة من المباحثات.
من جهة أخرى قالت المتحدثة الإيرانية إن الرئيس الإيراني سيشارك باجتماع منظمة شنغهاي التي تضم روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزيا وأوزبكستان وطاجيكستان وتتمتع كل من الهند وايران وأفغانستان وباكستان ومنغوليا بوضع مراقب فيها في العاصمة القرغيزية بشكيك الأسبوع القادم.
كما أعربت الصين عن ترحيبها ودعمها للمبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيميائية في سورية تحت رقابة دولية ما دامت تتيح التوجه للتوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي خلال مؤتمره الصحافي الدوري نقلته وكالة الصحافة الفرنسية "إننا نرحب بالاقتراح الروسي وندعمه طالما أن هذا العرض يقود إلى تخفيف التوتر في سورية ويذهب في اتجاه حل سياسي للأزمة فيها مع الحفاظ على السلام والاستقرار في سورية والمنطقة "داعيا الأسرة الدولية إلى ضرورة دراسة المبادرة بشكل إيجابي.
وتعارض الصين إلى جانب الكثير من الدول شن أي عدوان أمريكي على سورية.
في السياق ذاته رحبت الحكومة اليابانية بالمبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيماوية في سورية تحت رقابة دولية.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية ايتارتاس عن يوشيهايد سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني قوله اليوم في مؤتمر صحفي "إن الحكومة اليابانية ترغب بدعم الجهود التي تبذلها البلدان المعنية بهذا الشأن وفي هذا السياق فان حكومتنا تتمسك بالمقترح الروسي وتعتبره توجها واعدا".
وقال "إن اليابان ستعقد مشاورات وثيقة مع البلدان المعنية وستراقب ما يصدر عن الحكومة السورية ومدى التزامها جديا بالقضية".
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد