«توحيد حلب»: إنذار روسي ـ سوري أخير
احتمالات التسوية السورية مؤجلة الى اجل غير مسمى.
احتمالات التسوية السورية مؤجلة الى اجل غير مسمى.
على الرغم من أن تركيا لم توفر أي جهد في سبيل اقتحام المشهد العراقي للتدخل في معركة تحرير الموصل، لغايات في نفس رئيسها رجب طيب اردوغان، إلا أن محاولاتها هذه تعثرت حتى الان. ومع بدء استعادة المدينة بأيدي العراقيين، ها هي تحاول التعويض بتسخين الساحة عسكرياً مع تعزيز قواتها بشكل مريب على الحدود مع العراق، متوعدة بإرسال المزيد من جنودها «الغزاة» إلى بعشيقة.
بعد أسبوعين من القتال في محيط الموصل، تمكنت القوات العراقية من دخول المدينة وتحرير أول الأحياء فيها، وسط اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم «داعش». وتزامناً مع التقدم الميداني، ندد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بالسياسيين الذين «يطعنون القوات المسلحة بالظهر»، واضعاً إياهم في مصاف «الخونة في أيام الحرب».
تتسارع الخطوات التركية لتحويل «درع الفرات» من عملية يفترض أنها لمحاربة الإرهاب إلى احتلال فعلي للأراضي السورية، وفق سيناريو مشابه لـ «معسكر بعشيقة» في العراق.
لم تمض ساعات على كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ «حلب لأهلها»، حتى دخلت المدينة في أتون معارك ضارية مستمرة منذ أربعة أيام، وقد تكون الأخطر بالنسبة لها منذ بداية الحرب السورية.
بعد مرور نحو اسبوعين على بدء القوات العراقية عمليات تحرير الموصل من تنظيم «داعش» في الـ17 من الشهر الحالي، أشعلت قوات «الحشد الشعبي» معارك محور تلعفر لقطع طريق الامدادات عن التنظيم الارهابي، متوعدة الارهابيين بمطاردتهم حتى الداخل السوري، نظراً لتداخل الجبهات.
فتحت قوات الحشد الشعبي جبهة جديدة ضد عناصر تنظيم "داعش" في محيط مدينة الموصل، بشن هجوم واسع النطاق على مواقع الإرهابيين من الاتجاه الغربي.
وأعلن الحشد أنه بدأ السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول بالتحرك في اتجاه مدينة تلعفر معقل التنظيم غرب الموصل من مواقعه جنوب المدينة، حيث ذكر في بيان أن تلعفر من بين المدن التي ستسعى القوات المشتركة لاستعادتها من أيدي التنظيم.
من جرابلس إلى الموصل ومن الموصل إلى حلب، يتنقل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومُعاوناه رئيس الحكومة بن علي يلديريم ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو. التدخّل العسكري في جرابلس وما بعدها، كان اختباراً مُشجعاً له لتكراره في الموصل، والتركيز على البعد التاريخي في الموصل عمّمه أيضاً على حلب.
حرب هامشية»، هي النتيجة التي حذرت بغداد من الوصول إليها فيما لو لم تنته الأزمة مع أنقرة، وسط إجماع معظم المكونات العراقية على رفض أي وجود لقوات تركية في العراق، فضلاً عن مشاركة تلك القوات بمعركة تحرير الموصل من تنظيم «داعش».