بينما ادعت أنقرة أنها ستدعم محادثات جنيف السورية، أعلنت الرياض أنها ستدعم المعارضة السورية سواء بقيت في محادثات جنيف أم لا»، في وقت لا تزال فيه تداعيات ادعاء تركيا قيام مقاتلة روسية بانتهاك أجوائها تخيم على تصريحات مسؤولي البلدين، وسط تأكيد روسي بقيام تركيا بقصف مناطق سورية باستخدام المدفعية الثقيلة».
جبهةٌ جديدةٌ فتحَها الجيش السوري وحلفاؤه في إطار «معركة حلب الكبرى»، مسرحُها هذه المرّة الريف الشمالي.
لم يكد وفد الرياض يطأ أرض جنيف حتى تعرض لبعض الهزات، التي تؤكد أن تركيبة الوفد السوري المعارض والصلاحيات الممنوحة له لممارسة مهام التفاوض غير ثابتة، ويمكن لأي طرف مشارك فيها أن يتراجع عنها بأي لحظة، وهو ما يعكس تضاؤل آمال بعض أعضاء «مؤتمر الرياض» تجاه العملية السياسية، ونزوعهم نحو الحل العسكري، خاصةً في ظل عملية إعادة الهيكلة التي تشهدها الفصائل المسلحة في الشمال السوري على وجه الخصوص.
قرر «مجلس سورية الديمقراطية» وهو تحالف عربي كردي معارض ينشط خصوصاً في شمال البلاد، تعليق مشاركته في محادثات جنيف بعدما لم يتلق ستة من ممثليه دعوات من الأمم المتحدة. وقال الرئيس المشترك للمجلس هيثم مناع من جنيف «قررنا تعليق مشاركتنا في المفاوضات بعدما لم يتلق خمسة ممثلين أكراد وآخر تركماني دعوات من موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا» إلى المحادثات.
من القصر الملكي في الرياض، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده ستواصل دعمها «للمعارضة السورية المعتدلة»، بالتعاون مع المملكة، معلناً التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الأخيرة لـ«تطوير قاعدة استشارية مشتركة بين وزارات الخارجية ومسؤولي الأمن ووحدات الاستخبارات والمسؤولين العسكريين في البلدين».
ذكرت مصادر في الأمم المتحدة أن اجتماع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا مع وفد الجمهورية العربية السورية الذي كان مقررا عند الساعة 12 بتوقيت دمشق تم تأجيله.
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أنه سيبحث اليوم مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا والوفد الأمريكي في جنيف سير الحوار السوري السوري.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن غاتيلوف قوله إن ” أطراف الاجتماع تعتزم مناقشة كل ما يتعلق بالمحادثات الجارية في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية”.
أعلنت الأمم المتحدة أن المبعوث الخاص لأمينها العام إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيلتقي اليوم الإثنين في جنيف الوفد الحكومي الرسمي ووفد معارضة الرياض في إطار الحوار السوري السوري. وذكر بيان للأمم المتحدة بحسب وكالة «سانا» للأنباء، أن دي ميستورا سيلتقي في الساعة الـ12 بتوقيت دمشق الوفد الحكومي الرسمي وفي الساعة الـ18 بتوقيت دمشق وفد معارضة الرياض.
يوم إعلامي بامتياز كان أمس في جنيف، مع رغبة وفد معارضة الرياض تحويل جنيف إلى ساحة «معركة إعلامية» مع الوفد الحكومي الرسمي، مخالفاً بذلك رغبة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بعدم التصريح أو إقامة مؤتمرات صحفية لأي من الوفود المشاركة في المحادثات.
في حين تؤمن الشرطة السويسرية حراسة وفدي الحكومة السورية ومعارضة «لقاء موسكو»، تميز وفد معارضة الرياض بحراسة تولاها ضباط سعوديون وأتراك رافقوهم من الرياض حتى جنيف.