«الجزيرة مباشر».. قناة «الصحوة»؟

12-08-2011

«الجزيرة مباشر».. قناة «الصحوة»؟

يلاحظ المتابع لقناة «الجزيرة مباشر» انكشاف الأجندة المعتمدة التي تحاول قناة الجزيرة الإخبارية مداراتها في نشراتها اليومية؛ على اعتبار أن «الجزيرة مباشر» هي جزء لا يتجزأ من أداء شبكة الأخبار القطرية وخطابها الإعلامي. ظهر ذلك جلياً في النقل المباشر للعديد من المؤتمرات ذات الطابع الديني، كان آخرها مؤتمر «علماء المسلمين السوريين» في تركيا. وظهر جلياً في التغطية التي خصصتها قناة «تلفزيون الواقع الإخــباري» يوم أمس الأول لمحاضرة الداعية الســعودي محـمد موسى شريف تحت عنوان «الأمة بين الأمس واليوم». وقد تطرق فيها الى مواــضيع عدة ضمن مهرجان «نسائم الخير الرمضــاني» الذي ترعاه القناة في الدوحة. قال شريف: «الناصرية والبعثية والإشــتراكية مذاهب كافرة ومن مذاهب الضــلال، وعزا أســباب هزيمة حزيران 1967 إلى أن الجنود المصريين كانوا قد ذهبوا لمحاربة إسرائيــل وهــم يحملون صور تشي غيفارا وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وصوراً أخرى لا أستطيع ذكرها لاحترامي لهذا المجلس الكريم، بعد أن حرّمت عليهم الناصرية التكبير في المعركة». وأرجع النصر في حرب تشرين 1973 إلى «وجود ملائكة رافقت الجنود العرب في حربهم على اليهود».
وأوضح الشيخ السعــودي أنه «بين عامي 1974 و1979 شهدت الأمة صــحوة إسلامية كانت أولى علاماتــها ارتداء أول امــرأة مـصرية للحجاب في ثغر الإسكندرية عام 1978 ، في وقت كان الشعب المصري غارق في العري وفي ضلال عظيم. كما تمثلت الصحوة الإسلامية في ظهور اللحى من جديد بين الشباب العربي وعودته إلى المساجد في مـصر وفلسطين، التي كانت رداً على مذاهب الضلال السياسي فيها من الجبهة الشعبية إلى منظمة التحرير».
وأضاف: «إن شركات الإعلام الإسلامي بلغت أعدادها مئات الشركات، ومنـها الجزيرة (ما شاء الله عليها) على خلاف الوقت في الستينيات، حيث كان هناك برنامج ديني واحد يذاع مرة أسبوعياً على التلفزيون السعودي، مدته عشرون دقيقة، ويقدمه الشيخ علي الطنطاوي.
وقال الداعية السعودي: «أنتم تعرفون ماذا تفعل الكنيسة القبطية بالمسلمين في مصر، إلا أنه من غرائب الأمور أن الاقتصاد الإسلامي نشأ على يد نصراني مصري أتى الإسلام بعد كفره يدعى عيسى عبده، وإليه يعود الفضل في تأسيس أول بنك إسلامي عام 1975 هو مصرف دبي الإسلامي، الذي يأخذ بنظام الفائدة صفر. ورغم أن الصحافة الناصرية كانت تهزأ من عبده بعد إخفاقه في إنجاز مشروعه في الكويت، التي كانت تدين بالناصرية، إلا أننا وصلنا اليوم إلى أكثر من 295 مصرفاً إسلامياً تمتد حتى بريطانيا وفرنسا اللتين يسودهما حكم علماني».
ويشير إلى «أن الثورات الحاصلة في كل من تونس وليبيا ومصر وســوريا ثورات على أنظمة سياسية كافرة»، مذكراً «بالإهانة التي وجهها الحبيب بورقيبة لإصطحابه زجاجة من الماء يشرب منها في إحدى خطاباته في شهر رمضان المبارك»، و«بقـول الزعيم اللــيبي معمر القذافي بأن محمد رسول الله ما هو إلا ساعي بريد جاء بالقرآن الكريم من عند ربه ثم غادر».
نقلت «الجزيرة مباشر» هذه المحاضرة مع أنها تعمل في قناتها الإخبارية على إبعاد الشبهة الإسلامية عنها، لا سيما بعد تغطية «الجزيرة» الإخبارية لاحتجاجات شباط الماضي في الجزائر العاصمة، مركزةً على الداعية السلفي علي بلحاج على أنه زعيم ثوري، فيما كانت الحشود من حوله تقول له بالفم الملآن: «أخرج من بيننا أيها القاتل»..!


سامر محمد إسماعيل

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...