«مسار» مشروع الانتقال من التلقين إلى اكتشاف القدرات عند الأطفال

22-05-2008

«مسار» مشروع الانتقال من التلقين إلى اكتشاف القدرات عند الأطفال

تتاح حالياً لأطفال سورية وشبابها فرصة اكتشاف مهاراتهم وقدراتهم، واختيار مسيرة حياتهم، والابتعاد عن طريقة «التلقين» التي اعتادوها في النظام التعليمي التقليدي، عبر مشروع هادف أطلق عليه اسم مشروع «أطفال سورية – مسار».

المشروع الذي يستهدف الشريحة الأكبر في المجتمع السوري، أي قرابة 60 في المئة من عدد السكان، أثار اهتمام كبرى الجامعات الأميركية «هارفرد» بعد الاطلاع عليه من إحدى الشركات الأجنبية، التي كانت تتولى تنفيذ الجانب الهندسي منه. وكلفت إدارة الجامعة طلاب الماجستير لديها، والبالغ عددهم 45، إجراء دراسة عن سورية والمشروع «الجديد»، ومحاولة الوصول إلى استنتاجات حول الموضوع.

وسعى طلاب «هارفرد» إلى الوصول الى كل ما يريدون من معلومات عبر التواصل مع القنوات المشرفة عليه، فكان التواصل مع السيدة السورية الأولى أسماء الأسد، المشرفة على المشروع، عبر شاشة تلفزيونية. وأكدت الأسد «أن المشروع ليس إضافة تعليم الى ما تقدمه وزارة التربية، بل يهدف إلى تحسين الاستجابة للمعلومات الجديدة مثل حقوق الانسان وغيرها».

ورأى مدير مشروع «مسار»، روين كول، أن تأثير مشروع المركز الاستكشافي على طلاب جامعة هارفرد كان كبيراً، موضحاً أنها المرة الأولى التي يسمع فيها الطلاب في الغرب عن الآفاق المستقبلية في سورية، مؤكداً «أن المشروع هو خطوة طموحة للتوصل إلى المعايير العالمية».

ويكتسب المشروع الذي يُفرض تشييده على مساحة 16 ألف هكتار من ارض مدينة المعرض القديمة وسط العاصمة دمشق، أهميته كونه حسم خلافاً كبيراً على الأرض التي كانت محط أنظار الكثير من المستثمرين المحليين والأجانب، باعتباره امتداداً لسلسة من الاماكن الأثرية كالمتحف الوطني والحربي والتكية السليمانية ووزارة السياحة ويحاذي دار الأوبرا، ومكتبة الأسد.

ويعتزم «مسار» إقامة مركز استكشافي للأطفال بين سن 5 و15 في دمشق، بهدف تقديم خبرات التعليم الفعالة وأجواء محفزة، من تغطية عدد كبير من المواضيع والنشاطات مستوحاة من التراث والثقافة السوريين لتشجيع الشباب على المشاركة الفعالة لاكتشاف قدراتهم الجسدية والفكرية.

ويُتوقع إنجاز المشروع عام 2010، على شكل وردة دمشقية تتفرع عنها البتلات المضاءة، وفق تسلسل من الفراغات والطرقات والمشاهد، ويقوم على اختيار الطفل المسار والطريقة التي يريد ان يتعلم وفقها، ويميزه عن التعليم النظامي، أن لا طريقة واحدة بل مسارات متعددة، تسمح لأي طفل ان يختار ويستمتع بالطريقة التي يريد اعتمادها عبر بيئة تفاعلية ونشاطات مختلفة.

ويتضمن المركز مسرحاً ومختبرات للتجارب واستديو تلفزيونياً وغرفاً للحوار وتسهيلات لاستخدام الإنترنت ومكتبة ووسائل جديدة لورشات عمل مختلفة، وحرفاً مهنية كنفخ الزجاج ورسوماً متحركة ومستعمرات النحل الحية والحاسوب واكتشاف الفراغ.

كما سيضم المركز مكاناً خاصاًً للاطفال دون الخمس سنوات، وستعمل كل المعارض بتقنية اللمس اذ سسيتسنى لزوار المركز التجربة والمشاركة. وستسمح بعض هذه النشاطات باكتشاف القدرات الجسدية للزائر كقياس ردات فعل وحدة النظر وتصميم برامج ونشاطات متعددة يشترك فيها الشباب في صنع البرامج التلفزيونية الخاصة بهم.

واختار المشرفون على «مسار»، كلاً من مكتب «هنين لارسن» المعماري ومكتب «مارثا شوارتز» للتنظيم الحدائقي عبر مسابقة معمارية، ليعملا معه بمشاركة معماريين ومصممين سوريين في خطوة لتطوير القدرات المحلية وتطبيق المعايير الدولية في التصميم والبناء وإدارة المشاريع.

ويعمل «مسار» على ثلاثة محاور رئيسة هي التعليم، وتنمية الريف، والثقافة والتراث، وسيكون مركز الاستكشاف الجديد في دمشق العنصر الأساس لهذا البرنامج «لصنع بيئة تعليمية وتحفيزية ممتعة وفريدة على أن تكون هناك مراكز صغيرة رديفة لهذا المركز في كل المحافظات السورية».

ويقول مدير الاتصالات في «مسار»، أنس درقاوي إن المشروع انطلق في تموز (يوليو) 2005، ويتخلله برنامج وطني للتعلم غير النظامي من طريق المتعة والترفيه لاكتساب خبرات حياتية تساعد الطلاب في حياتهم المستقبلية بالتنسيق مع وزارة التربية والمراكز الثقافية، لافتاً إلى افتتاح مركز في اللاذقية العام الماضي تمكن من الوصول إلى 100 ألف طفل في مختلف أنحاء سورية، مشيراً إلى أن «مسار» بصدد إطلاق موقع الكتروني خلال الشهرين المقبلين.

ويقدم فريق مدرب من الشباب والشابات السوريين يًُسمى «الفريق الأخضر» نشاطات المشروع التي تتضمن مسرحية عن كيفية استعمال الحواس ورواية القصة باستعمال الخيال، والتنقيب، عن الآثار بالتركيز على اللمس والنظر والتحليل، ونشاطات تحاورية موجهة لفئة الشباب للنقاش حول الحقوق والمسؤوليات والقضايا.

و «مسار» هو مشروع طور خصيصاً ليتناسب مع البيئة والثقافة السوريين، وكل برامجه ومشاريعه والمحتويات الثقافية لمبانيه، نتاج عمليات مستمرة من مشاركات وآراء شباب وعائلات وأساتذة سوريين من خلال منظورهم الى ماضي سورية وحاضرها ومستقبلها.

سمر أزمشلي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...