«هآرتس»: عباس قبل مبدأ «المفاوضات عن قرب»

09-02-2010

«هآرتس»: عباس قبل مبدأ «المفاوضات عن قرب»

ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وافق على استئناف «مفاوضات عن قرب» مع الحكومة الإسرائيلية برعاية المبعوث الأميركي جورج ميتشل. وقد أعلن وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان أن الفلسطينيين يفضلون التفاوض مع كل من يوسي بيلين ويوسي ساريد، ولكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان هما القادران على تنفيذ أي اتفاق يبرم معهما. وفي هذه الأثناء شدّد الرئيس السابق للوبي «أرض إسرائيل الكاملة» الوزير الليكودي ميخائيل إيتان على أن الكلام عن «أرض إسرائيل الكاملة» ليس سوى «خداع».
وأشارت «هآرتس» إلى أن الضغط الدولي على عباس أنتج موافقة على الاقتراح الأميركي للشروع بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، من خلال مفاوضات عن قرب يديرها المبعوث ميتشل. ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية رفيعة المستوى تأكيدها بأن عباس وافق مبدئياً على الاقتراح الأميركي للمفاوضات غير المباشرة. وبحسب هذه المصادر، فإنّ عباس سيطلب إيضاحات عديدة من الإدارة الأميركية، وعندها سيتشاور مع زعماء الدول العربية، قبل أن يسلّم ردّه النهائي إلى واشنطن.
ومع ذلك، يميل عباس في كل الأحوال إلى الردّ بالإيجاب على الاقتراح الأميركي، وذلك لأن رفضه لهذا الاقتراح أيضاً سيجعل السلطة الفلسطينية في موقف سلبي. وأشار مسؤولون إسرائيليون بارزون إلى أن نتنياهو يقدّر بأن هذه المحادثات ستبدأ في نهاية شباط، وستؤدي إلى استئناف المفاوضات المباشرة والكاملة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وفي حال بدأت هذه المفاوضات غير المباشرة، فستكون هذه المرة الأولى التي يوافق فيها الفلسطينيون على إجراء اتصالات سياسية مع إسرائيل منذ تسلّم نتنياهو منصب رئيس الوزراء قبل نحو سنة. مع ذلك، يدور الحديث عن خطوة إلى الوراء في مستوى الاتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث أنها ستكون المرّة الأولى منذ 16 سنة التي لن يدور فيها حوار مباشر بين الطرفين، فالمحادثات ستجرى على مستوى منخفض هدفه تحديد مواقف الجانبين، وتحديد المواضيع التي ستبحث إذا ما تم رفع مستوى المحادثات إلى مفاوضات سياسية كاملة.
ومن غير الواضح بعد كيف ستدار المفاوضات غير المباشرة، وهل ستجرى في القدس المحتلة أم واشنطن؟ يتوقع أن يرأس فريق التفاوض الفلسطيني رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات، على أن يرأس فريق التفاوض الإسرائيلي مبعوث رئيس الوزراء اسحق مولخو، وسيضمّ هذا الفريق في عضويته مستشار وزير الدفاع العميد مايك هرتسوغ، وربما مستشار الأمن القومي عوزي اراد.
من جهة ثانية، اعتبر ليبرمان، في كلمة ألقاها أمام أعضاء كتلته في الكنيست، أن من المؤكد أن العرب «يفضلون إجراء مفاوضات مع كل من يوسي بيلين ويوسي ساريد وليس مع نتنياهو وليبرمان». وفي نظره فإن «ما عرضه عليهم بيلين وساريد لن يحظى بتأييد غالبية الجمهور في إسرائيل. وفي المقابل فإن التسوية التي يبرمونها مع ليبرمان ستكون مقبولة من قبل 90 في المئة من سكان إسرائيل». وحذّر ليبرمان السلطة الفلسطينية بـ«أننا سنكون متصلبين جداً في المفاوضات ولن نعرض اقتراحات في الهواء كما فعلت حكومات سابقة». وأشار إلى أن «العملية السياسية مع الفلسطينيين مهمة، حتى إذا لم نرَ صبيحة الغد اتفاقاً للسلام».
وفي إعلان بالغ الأهمية بعد خطاب نتنياهو في جامعة بار إيلان، الذي أعلن فيه قبوله بمبدأ دولتين لشعبين، اعتبر الوزير الليكودي ميخائيل إيتان أن الحديث عن «أرض إسرائيل الكاملة» ليس سوى «خداع». ويتسم هذا الإعلان بالأهمية ليس فقط لأن مطلقه ليكودي، وإنما لأن إيتان ترأس لوبي «أرض إسرائيل الكاملة» في الكنيست لسنوات عديدة. ويضاف إلى ذلك واقع أن إيتان أطلق هذا الكلام في مؤتمر نظّمته جماعة «مبادرة جنيف» في ديمونا.
ويأتي هذا الإعلان بعدما شكّل عدد من أعضاء جناح الصقور في الليكود، خلال الأيام الماضية، رابطة أسموها «رجال أرض إسرائيل الكاملة». ورأى إيتان أن تشكيل هذه الرابطة الآن، وفي ظل سعي رئيس الحكومة استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، هو فعل خداع. وأوضح أنه «في الأسبوع الماضي أقيمت رابطة أرض إسرائيل في الكنيست. وليس بوسعي، كما ليس بوسع نتنياهو، الانضمام إليها، رغم أنني في العام 1992 أقمت رابطة مشابهة»، أنه «ليس بالإمكان مواصلة الخداع طوال الوقت والحديث عن أرض إسرائيل الكاملة. هذا حلم لا يمكن أن يتحقق. فالغالبية الساحقة على استعداد لتقديم تنازلات جوهرية من أجل تحقيق السلام. الجميع يريد الاتفاق، والفوارق بين المقاربات ضئيلة».
وتابع «إنني حاولت الإقلاع عن التدخين مئة مرة ولم أفلح. لكنني أفلحت في المرة الواحدة بعد المئة . ينبغي أن نحاول مرة تلو مرة، إلى أن نتوصل إلى تسوية، ولكن من دون التنازل عن الأمن والمصالح الحيوية لدولة إسرائيل».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن إيتان واحد من قلائل بين أعضاء كتلة الليكود في الكنيست ممن لم ينضمّوا أو يؤيدوا «لوبي أرض إسرائيل» الذي أقيم الأسبوع الماضي في الكنيست برئاسة عضوي الكنيست زئيف ألكين من الليكود، وأرييه ألداد من «الاتحاد القومي»، فقد أعرب جميع أعضاء الكنيست والوزراء من الليكود تقريباً عن تأييدهم التام للأهداف الرئيسية للوبي: تعزيز سيطرة إسرائيل على كل أراضي الضفة الغربية.
وكان نتنياهو والوزير دان ميريدور الوحيدين اللذين لم يبعثا رسائل تأييد لمؤسسي اللوبي. غير أن إيتان كان الوحيد الذي أرسل رسالة انتقاد شديدة، هاجم فيها أهداف اللوبي المعلنة وقال إنها «تتعارض بشكل فظ مع موقف رئيس الحكومة».
وفي المؤتمر أعلن رئيس بلدية ديمونا، مئير كوهين أنه «ينبغي لنا أن نختار بين دولة ذات غالبية يهودية ودولة ذات أغلبية عربية. وعندي شكوك ما إذا كنا سنبقى غالبية في العام 2020».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...