أبو مازن يلوح بإقالة حكومة حماس إذا لم ترعوي

25-04-2006

أبو مازن يلوح بإقالة حكومة حماس إذا لم ترعوي

وسط تقارير إسرائيلية عن خطة منسقة مع الإدارة الأميركية لإسقاطها في الصيف المقبل، لوح رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس «أبومازن» بورقة امتلاكه صلاحية إقالة حكومة حركة «حماس»، التي دعا رئيسها إسماعيل هنية إلى الهدوء والنظام وعدم نقل الخلافات السياسية إلى الشوارع، في وقت باشر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس في فصل شمال الضفة الغربية عن باقي مناطقها في الوسط والجنوب.
 

وقال أبومازن لشبكة «سي.ان.ان» التركية أمس، ان «الدستور يخولني بشكل واضح ونهائي إقالة الحكومة، لكنني لا أود استخدام هذه الصلاحيات حاليا». وشدد على ضرورة «ان يعلم الجميع ان لدي هذه السلطة»، معتبرا ان رفض «حماس» خوض حوار مع إسرائيل «مخالف لمصالح الشعب الفلسطيني».
 

وقال «على حماس ان تواجه الواقع وتقيم علاقات مع إسرائيل لتصريف الشؤون اليومية». وأضاف ان «حماس لا تزال تتصرف وكأنها في صفوف المعارضة لا متولية رئاسة الحكومة. عليها أن تواجه الحقائق.
 

وأن تكون على اتصال مع إسرائيل لتلبية الاحتياجات اليومية للشعب الفلسطيني». وأضاف «لننتظر ونرَ ان كان هذا سيتغير... الدستور يعطيني الحق في إقالة الحكومة لكنني لا أريد استخدام هذا الحق».
 

وجاءت تصريحات أبومازن متزامنة مع تقرير نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية أمس، نقلا عن مصدر فلسطيني رفيع المستوى قال فيه إن «حكومة حماس لن تصمد حتى نهاية الصيف».
 

وكشفت الصحيفة عن «خطة عمل سرية نسجت بين محافل رفيعة المستوى في الإدارة الأميركية وعدد من العواصم العربية سيقوم بموجبها أبومازن في شهر أغسطس المقبل بإقالة الحكومة الفلسطينية بدعوى أنها لم تنجح في أداء هدفها لمصلحة أبناء الشعب الفلسطيني».
 

وأشارت إلى أنه «في إطار الخطة ستمنع الحكومة الأميركية تحويل مئات ملايين الدولارات التي وعد بها الفلسطينيون من إيران والسعودية وقطر». إلى ذلك، طالب هنية أمس جميع أفراد الشعب الفلسطيني ب«ضرورة الهدوء والنظام والانضباط.. والابتعاد المطلق عن الاحتكام لمظاهر السلاح».
 

واكد أثناء زيارة له إلى وزارة الصحة «احترام الحكومة الفلسطينية لكافة القيادات والرموز الفلسطينية»، مضيفا ان «الرئيس أبومازن له احترامه وتقديره وموقعه وكذلك الأستاذ خالد مشعل كقائد من قيادات الشعب الفلسطيني له احترامه وله تقديره وله موقعه أيضاً في الساحة الفلسطينية وخارج الساحة الفلسطينية».
 

وشدد على ان «أي خلافات على أي مستوى سياسي بين القيادات تعالج سياسيا وتتابع سياسيا وعلينا ألا ننقل هذا الاختلاف أو الخلاف السياسي إلى الميدان وإلى الشوارع».
 

من جهة أخرى استنكرت حركة "حماس" بشدة ما اعتبرته تطاولا على قيادة الحركة وعلى رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، معتبرة ذلك خروجاً على الأخلاق والقيم وعلى الوحدة الوطنية.

وأوضحت أن هذا الأمر "لا يخدم إلا العدو الصهيوني وعملاءه وطبقة الفاسدين والمفسدين"، على حد تعبيرها، وتأتي تصريحات حماس ردا على الانتقادات التي وجهت لمشعل حيث وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ"مشعل الفتنة".

وأكدت حماس في بيان صادر عنها أنها تعاملت بكل حكمة وهدوء حرصاً منها على الوحدة الوطنية، والحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني، وفتحت الباب لحوار جاد وصريح لتحقيق احترام الصلاحيات والمسؤوليات المناطة بالحكومة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن "كل هذا الجهد اصطدم بصخرة اللامبالاة والتسويف والمماطلة التي أخفت وراءها حرصاً لدى البعض على إفشال الحكومة دون احترام لخيار الشعب الفلسطيني ومصالحه، وجرى تفسير حرص حركة حماس على الوحدة الوطنية بطريقة خاطئة، وظنّ البعض أن هذه الإجراءات يمكن أن تصير أمراً واقعاً مع الزمن".

وأعربت الحركة عن أسفها لأن "هذا المخطط الصهيوني الأمريكي قد صادف هوى لدى فريق ممن عاثوا فساداً وإفساداً في الواقع الفلسطيني، فبدؤوا يتناغمون مع هذا المشروع، ورتبوا رهاناتهم عليه بإفشال وإسقاط الحكومة، بل صار بعضهم جزءاً من المشروع سواء التحريض ضد الحكومة وخيارات شعبنا، أو بتحريك مجموعات هنا وهناك تقتحم المقرات الرسمية وتحطم الممتلكات وتشيع حالة من الفوضى والفلتان الأمني".

وقد تزامن ذلك، بحسب البيان، وترافق "مع إجراءات يومية وقرارات تعسفية لسحب صلاحيات الحكومة وحرمانها من كل الأدوات التي تمكنها من العمل والإنجاز وتوفير حاجات المواطنين ومحاربة الفساد والفلتان الأمني، وتشكلت فعلاً حكومة موازية بكل معنى الكلمة  بيدها الصلاحيات وبيدها الأمن، دون أن تكون محاسبة أمام الناس".

وأوضحت أن هؤلاء المناهضين للحكومة "قرروا تركيز جهودهم للنيل من الحركة وقيادتها، خاصة بعد أن بدأ طوق الحصار يتفكك بما تمّ تحقيقه من نجاحات إثر الجولة الواسعة لقيادة الحركة بعد الانتخابات التشريعية لتحقيق الدعم للحكومة الجديدة، فشنت حملة لا أخلاقية وغير مسبوقة ضد الحركة وقيادتها ممثلة في شخص رئيس المكتب السياسي للحركة الأخ المجاهد القائد خالد مشعل، متجاوزة كل الأخلاق والقيم والأعراف الوطنية، دافعة الساحة الفلسطينية إلى فتنة داخلية".

ورأت "حماس" أن الحملة ضد الحركة "انطلقت من إدانة للمقاومة ووصف غير مسبوق لعملياتها البطولية (بالحقيرة)، ومن انزعاج لبدايات النجاح والانفراج نتيجة جهود قيادة الحركة، رغم الكيد الداخلي والخارجي".

ودعت حركة "حماس" في بيانها "العقلاء من أبناء شعبنا عامة ومن الإخوة في حركة فتح خاصة، للتدخل لوقف حالة التحشيد وإثارة الفتنة وتوسيعها، ووقف التعدي على الممتلكات والمؤسسات العامة، ووقف مظاهر البلطجة ومحاولات إرهاب وترويع المواطنين".

وكان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس قد شن حملة عنيفة على رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل، ووصفه بأنه "مُشعل الفتنة".

وكان عباس يتحدث في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة الرأي الأردنية في منزله في عمان ونشرتها اليوم الاثنين أيضاً صحيفة المستقبل اللبنانية.

ونفى عباس وجود أي خطط للقاء مشعل خلال زيارته المرتقبة إلى تركيا. واتهم حكومة حماس بأنها تريد الانفراد بالقرار والسعي لمناقشة الأمور عبر وسائل الإعلام وبطريقة فجة حسب تعبيره.

وقال في رده على خطاب مشعل في دمشق الأسبوع الماضي والذي هاجم خلاله حركة فتح التي ينتمي إليها عباس "إن السلطة الفلسطينية ترفض الفتنة ولا تقبلها وترفض الحرب الأهلية مهما كان شكلها ولونها وكائناً من يكون محركها أو الداعي إليها".

ودعاعباس الفلسطينيين جميعا "للابتعاد عن مجرد التفكير بالحرب الأهلية لأنه لن ينتج عنها إلا ما يضر بقضية فلسطين العادلة فالحرب الأهلية لا يكتوي بنارها الا الصامدون الصابرون على أرضهم بينما تبقى الأصوات التي تصدر من هنا وهناك عبر ميكروفونات والمهرجانات مشعلا يوقد نار الفتنة".

وفي تعليق ضمني على ما أعلنته السلطات الأردنية من اكتشاف اسلحة هربتها حماس الى الاردن ونفي حماس لهذه الاتهامات، قال عباس "لا نرضى ولا نقبل بأن يمس الأردن بأي سوء سواء كان كبيراً أو صغيراً فهو امتدادنا وعمقنا الإستراتيجي".

وأشار إلى أن ما أطلع عليه خلال زيارته لعمان من مدير الاستخبارات الأردنية اللواء محمد الذهبي (حول الاسلحة) "كان خطيراً ومذهلاً ومرفوضاً".

وأضاف "وقد أطلعت على معلومات أخطر من الأسلحة لا أستطيع الإفصاح عنها
لدقتها وخطورتها لكنني لا بد أن ألامسها بالإشارة لتوضيح مدى دقة المعلومات وتأثيرهالا سمح الله على الساحة الأردنية والعلاقات الأردنية الفلسطينية".

وقال إن ما أطلعت عليه "شكل لي ولزملائي مفاجئة لم تكن بالحسبان فالبحث عن امتداد للبعض من مساحات أخرى في المنطقة يشكل خطورة على الأردنيين والفلسطينيين على حد سواء".

 

 الجمل - وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...