أذربيجان تعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد وأرمينيا تؤكد استئناف الأولى قصفها للإقليم
أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف أمس الأحد في اجتماع مجلس أمن أذربيجان أن باكو لا تريد الحرب وتدعو إلى التسوية السلمية في ناغورني قره باخ.
ووفق تلفزيون أذربيجان الحكومي، قال علييف: «نحن نتخذ موقفاً بنّاء من هذه القضية، وأنا قلت أكثر من مرة إن أذربيجان لا تريد الحرب، لكننا نطالب بالعدالة، نطالب بحقنا. نحن نريد تسوية سلمية للنزاع».
وكان الجانب الأذربيجاني أعلن قبل هذا عن اتخاذ قرار بوقف كل العمليات القتالية على خط التماس في قره باخ من جانب واحد، لكن وزارة دفاع أرمينيا وصفت هذا الإعلان بأنه مغاير للواقع، وأكدت الوزارة أن أذربيجان استأنفت قصف مواقع في إقليم ناغورني كاراباخ صباح أمس على الرغم من إعلان باكو وقف عملياتها القتالية في الإقليم.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان: «إن العدو استأنف في الساعة السادسة صباح اليوم (أمس) القصف المدفعي لمواقع في الإقليم على المحور الجنوبي لخط التماس» وإن القصف يجري باستخدام الوسائط المدفعية الصاروخية والآليات المدرعة.
ونددت وزارة خارجية جمهورية أرمينيا في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه بشدة العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة الأذربيجانية على طول خط التماس مع قره باخ الجبلية والحدود مع أرمينيا، واستهدفت مناطق سكنية وبنى تحتية مدنية.
وأكدت الوزارة أن «الخطوات المستمرة من باكو تؤدي إلى نسف عملية التفاوض»، مشيرة إلى أن «باكو رفضت مؤخراً اللقاء مع الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك، والعمليات العسكرية التي تبادر إليها أذربيجان بهجوم أكبر تعد محاولات فاشلة للحديث بلغة الابتزاز».
وأضاف البيان: إن باكو تقوم بنسف الدعوات المتعددة من المجتمع الدولي التي تدعو إلى إيجاد الحل عبر السبل التفاوضية، موضحاً «فقد أدلى في الأيام الأخيرة كل من الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، والرئيس الألماني المشترك في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، ونائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية الأميركية بتصريحات جديدة. وإليكم كيف ردت أذربيجان أمام تلك الدعوات. لقد لفتنا نظر المجتمع الدولي مراراً وتكراراً، ودعونا للجم مطامع باكو العسكرية، آخذين بالحسبان التطورات المماثلة التي حدثت اليوم من أذربيجان».
ونوه البيان بأن «الخطوة الجديدة التي قامت بها أذربيجان في إطار توتر الأوضاع، تبين أن باكو ماضية باتجاه تصعيد الوضع بشكل مستمر نظراً لحجم العمليات والعتاد العسكري المستعمل، واختيار الأهداف، ما يحتم على المجتمع الدولي اتخاذ تدابير عملية بهدف لجم أذربيجان».
وفي ردود الفعل على ما يجري في الإقليم تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم أذربيجان، حليفة أنقرة «حتى النهاية» في نزاعها مع أرمينيا حول إقليم ناغورني قره باخ.
ونقلت الرئاسة التركية أمس عن أردوغان قوله أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة: «نصلي من أجل انتصار أشقائنا الأذربيجانيين في هذه المعارك بأقل خسائر ممكنة»، مؤكداً: «سندعم أذربيجان حتى النهاية».
وهاجم الرئيس التركي مجموعة مينسك التي تسعى منذ سنوات، في ظل رئاسة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، إلى إيجاد حل للنزاع حول قره باخ، لكن من دون جدوى. وقال أردوغان: «لو اتخذت مجموعة مينسك إجراءات عادلة وحاسمة، لما كانت حصلت مثل هذه الأمور».
وتعتبر تركيا، التي تربطها علاقات ثقافية ولغوية قوية مع أذربيجان، حليفة أساسية لباكو. ولا تقيم في المقابل علاقات مع أرمينيا بسبب الخلاف حول المجازر بحق الأرمن في ظل السلطنة العثمانية عام 1915 والتي تعتبرها يريفان «إبادة جماعية»، وهو ما ترفض أنقرة الاعتراف به.
من جانبها عبّرت طهران عن قلق شديد وطالبت جارتيها الشماليتين «بضبط النفس والوقف الفوري للاشتباكات». وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري في تصريح له إلى أنه في الوقت الذي تشهد المنطقة أعمالاً مدمرة من المجموعات الإرهابية المتطرفة وهي بحاجة إلى الهدوء والاستقرار نتلقى أخباراً مقلقة عن المعارك في منطقة ناغورني قره باخ بين أذربيجان وأرمينيا.
وقال جابري: نحن نطالب جارتينا الشماليتين بضبط النفس وتجنب أي إجراء يؤدي إلى المزيد من تعقد الظروف ونوصيهم بوقف فوري للمعارك وبذل قصارى جهدهما لإعادة الهدوء وتسوية الخلافات بالطرق السلمية في إطار فرق السلام والأمم المتحدة.
بدورها دعت موسكو والاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار، على حين أعلنت مجموعة مينسك للاتصال أنها ستجتمع غداً الثلاثاء في فيينا لمتابعة الأوضاع في كاراباخ.
وأعلن قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ضرورة استثمار التعاون الأميركي الروسي بشأن التسوية في قره باخ.
ومن جهته دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى وقف المعارك الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، وإلى ضبط النفس والالتزام الفوري بوقف إطلاق النار. وقال هولاند في بيان: إن «المعارك التي اندلعت قرب خط الهدنة في كاراباخ هي الأكثر خطورة ودموية منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين عام «1994، مضيفاً: إن «الأولوية يجب أن تكون للتهدئة والتفاوض».
وأعلن رئيس أرمينيا سيرج سركيسيان أن 18 من جنود بلاده قتلوا وأصيب 35 في «الأعمال الحربية الأكبر» منذ أن أنهت السبت هدنة العام 1994 الحرب بين البلدين لكن من دون حل مسألة انتماء هذه المنطقة الواقعة في أذربيجان لكن المأهولة بأغلبية أرمينية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان: إن «12 جندياً أذربيجانياً على الأقل قتلوا في المعارك، كما أسقطت القوات الأرمينية مروحية أذربيجانية».
وكالات
إضافة تعليق جديد