أكبر تجمع الكتروني تجسسي في العالم في خدمة الأشرار والقتلة
الجمل: تقول الجغرافيا بأن وسط أستراليا هو عبارة عن صحراء جرداء ليس فيها سوى الرمال والحجارة وتقول السياحة بأن زوار هذه الصحراء لا يأتون إليها إلا بالسيارات المزودة بالدفع الرباعي بعد أن يكونوا قد حملوها جيداً بحاجاتهم من الغذاء والماء، وحملوا معهم الخرائط الدقيقة، ولكن تقول المعلومات الاستخبارية بأن هذه الصحراء لم يعرف بها ساكن سوى قاعدة «باين فاب» الأمريكية التي لا تعرف عنها الحكومة الأسترالية وأجهزة مخابراتها سوى القليل القليل من الكثير الذي تقوم به.
تقع قاعدة «باين فاب»عند تقاطع إحداثيات خط العرض 23.799 درجة جنوباً وخط الطول 133.737 درجة شرقاً، الواقعة في وسط القارة الأسترالية. وتحتوي القاعدة على مجمع حاسوبي تجسسي يعتبر الأضخم في العالم لجهة الطاقة والسعة والفعالية وترتبط هذه الحواسيب بشبكة تتكون من تسعة عشر هوائياً عملاقاً يقوم بتشغيلها أكثر من 800 شخص.
الاسم الرسمي للقاعدة «مركز بحوث الدفاع الفضائي المشترك» وترتبط ضمن شبكة «إيشيلوت» لجهة التشغيل مع قاعدة «بوكلي» الجوية العسكرية الأمريكية بولاية كولورادو الأمريكية وقاعدة «مينويث هيل» الأمريكية الموجودة في بريطانيا. كذلك يتبع العاملون فيها إلى وكالة الأمن القومي الأمريكي، لجهة ارتباط أنشطتها بالكامل مع الأقمار الصناعية.
* «باين فاب» وتعزيز مذهبية الحرب الإلكترونية السرية:
تقوم قاعدة «باين فاب» بدور المركز الرئيسي الذي يقوم بالتعامل مع تدفقات المعلومات القادمة من الفضاء عبر الأقمار الصناعية وتقول المعلومات بأن الأقمار الصناعية تقوم:
• بالتقاط الصور.
• اعتراض البث الكهرومغنطيسي.
ثم تقوم بعد ذلك بإعادة بث كل ما تلتقطه إلى قاعدة «باين فاب» حيث تتم تلقائياً عملية الالتقاط والفهرسة والتخزين وإعادة البث والإرسال إلى القواعد الأمريكية الأخرى المعنية بالأمر، وإضافة لذلك، تستطيع الجهات المعنية الاستعانة بما تريد من الأرشيف الإلكتروني – الكهرومغنطيسي الخاص بالقاعدة، إضافة إلى طلب المعلومات الإضافية منها، وفي حالة وجودها، فإن القاعدة تحول الطلب للأقمار الصناعية المختصة والتي تقوم بدورها بتلبية الطلب وإكمال النقص.
* تسريبات البرفيسور بال:
تحدث البروفيسور بال قائلاً بأنه منذ قيام الولايات المتحدة وأستراليا بتوقيع معاهدة قاعدة «باين فاب» في 9 كانون الأول 1966م فقد ظلت القاعدة تشهد تطوراً ملحوظاً مضطرداً في العتاد الإلكتروني – الكهرومغنطيسي. وتقوم القاعدة بجمع المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالآتي:
• الرصد والقياس عن بعد لبرامج تطوير التسلح وبالذات البرامج الصاروخية البالستية وغيرها.
• رصد والتقاط الإشارات المتعلقة بالصواريخ والرادارات.
• رصد والتقاط إشارات بث الأقمار الصناعية الخاصة بالاتصالات.
• التقاط بث موجات "مايكرويف" وبالذات الخاصة بالمحادثات الهاتفية.
وأشار البروفيسور بال إلى أن منطقة عمليات القاعدة تتكون من ثلاثة أجزاء:
• القسم المخصص للأقمار الصناعية.
• القسم المخصص لمحطة معالجة الإشارة.
• القسم المخصص لمحطة تحليل الإشارات.
هذا، وأشار البروفيسور بال إلى أن ثمة اتفاقية أمريكية – أسترالية تحظر على الأستراليين بما فيهم الرئيس الأسترالي من الدخول إلى هذه المناطق. وإضافة لهذه المهام فقد تم تزويد المحطة والأقمار الصناعية المرتبطة بها بنظام إنذار مبكر يقوم على رصد حركة الصواريخ المنطلقة في كافة أجزاء العالم وذلك برصد الانبعاث الحراري الذي ينشأ من جراء انطلاق الصواريخ والمقذوفات بحيث تلتقط مجسات الأقمار الصناعية الانبعاث الحراري الناشئ بفعل ارتفاع حرارة جسم الصواريخ والمقذوفات ثم بثه إلى القاعدة، التي تقوم بدورها بإعادة بثه إلى المحطات المعنية.
* حروب الشرق الأوسط وقاعدة «باين فاب»:
تقول المعلومات الاستخبارية بأن قاعدة «باين فاب» الأمريكية الموجودة في قلب الصحراء الأسترالية قد لعبت دوراً كبيراً في الحروب الأمريكية في أفغانستان والعراق كما في الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله حيث تشير التسريبات إلى دور القاعدة الكبير في توجيه عمليات القصف الإسرائيلي ضد اللبنانيين في حرب صيف 2006م بسبب التنسيق الاستخباري الإلكتروني بين القاعدة والقوات الإسرائيلية، وتجدر الإشارة إلى أنه لم تعد سراً عملية قيام الإسرائيليين والأمريكيين بتكوين غرفة عمليات مشتركة خلال هذه الحرب وبرغم أن التسريبات قد أشارت إلى أن هذه الغرفة مهمتها تتعلق بتنظيم وصول الإمدادات الأمريكية لإسرائيل فإن ما لم تشر إليه التسريبات على ما يبدو هو التنسيق في مجال عمليات الحرب الإلكترونية الذي هدف إلى تعزيز فعالية الطيران الإسرائيلي في تنفيذ وتفعيل عملياته الجوية في مواجهة حزب الله الذي لم يعتمد على شيء سوى موارده البشرية والتركيز على مهارة الفرد المقاتل التي استطاعت التقليل من فعالية العمليات الجوية الإسرائيلية المعتمدة على "ذبذبات" «باين فاب».
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد