ألبانيا تعتقل عناصر من القاعدة عائدين من سورية و 350 بوسنياُ يقاتلون إلى جانب الإرهابيين وحسابات مصرفية خليجية لدعم المسلحين
بينما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الأموال تتدفق إلى سورية تحت مسمى "تبرعات" يقدمها مشايخ من دولة الكويت لدعم الإرهابيين، كشفت نشرة الـ ت ت ي الفرنسية أن 350 إرهابياً من البوسنة وآخرون من ألبانيا يقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية في سورية وأشارت تقارير إعلامية إلى أن عددا كبيرا من الذين يدخلون للقتال إلى جانب الإرهابيين يلقون الموت على يد الجيش السوري.
وفي التفاصيل كشفت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية أن السلطات الألبانية اعتقلت مجموعة من الألبان يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة الإرهابي في إقليم كوسوفو خططوا للقيام بعمليات إرهابية في شبه جزيرة البلقان.
وأشارت الصحيفة في عددها الصادر أمس إلى أن أحد المعتقلين واسمه غينتس سلمي اعتقل بعد عودته مؤخرا من سورية ومشاركته في العمليات الإرهابية في صفوف مايسمى "الجهاديين" أقر خلال التحقيقات أن القاعدة تخطط لتنفيذ عمليات جدية في شبه جزيرة البلقان وستعلن عن وجودها في هذه المنطقة قريبا.
وأضافت الصحيفة أن الخبراء العسكريين يرون أن كل الظروف الضرورية لتحقيق هذه التهديدات قائمة حيث تدل المعلومات المتوفرة لدى شرطة كوسوفو على أن المعتقلين خططوا لمجموعة من الأعمال الإرهابية في عاصمة الإقليم بريشتينا وفي شماله وخاصة بعد العثور على أسلحة كانت بحوزتهم بما فيها البنادق والذخيرة.
وأوضحت الصحيفة انه تم اعتقال المشتبه بهم بعد التنصت على مكالماتهم الهاتفية طوال عدة اشهر اتضحت على أثرها خطط المجموعة وكان واضحا أن المعتقلين لم يقوموا بنشاط منفصل بل في صفوف منظمة مشيرة الى ان الشرطة استلمت بعد اعتقال المجموعة رسالة الكترونية هددت بأعمال إرهابية في حال عدم إطلاق سراح المعتقلين.
واكدت الصحيفة ان أوروبا تشهد تكثيفا لنشاط تنظيم القاعدة في أراضيها خلال السنتين الأخيرتين مع أنه من المعلوم منذ زمن بعيد أن فروع التنظيم موجودة في عدد من البلدان الأوروبية.
ورأت الصحيفة ان التوتر الراهن في هذا المجال يعتبر من نتائج ما يسمى الربيع العربي والتغيرات الداخلية التي جرت في تنظيم القاعدة الارهابي بعد مقتل زعيمها أسامة بن لادن على يد القوات الخاصة الأمريكية في أيار 2011.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ومنذ ذلك الوقت شهد تنظيم القاعدة الذي فقد الإدارة المركزية ظهور فروع إقليمية كبيرة وصغيرة وكانت حتى الآونة الأخيرة تنتشر بصورة أساسية في الشرق الأوسط وخاصة في أفغانستان واليمن والعراق وسورية وليبيا ومالي و الصومال و الجزائر وتونس كما تفيد الصحف التركية من حين لآخر أن "جبهة النصرة" التي تعتبر فرعا للقاعدة في سورية تقوم بتجنيد المراهقين جنوب شرق الأناضول للمشاركة في الأعمال الإرهابية شمال سورية.
وكان رجال الدين الاسلامى فى كوسوفو وجهوا أمس الأول في بيان نداء إلى شباب بلادهم يدعونهم فيه الى عدم الذهاب الى سورية من أجل القتال مؤكدين أن ذلك لا يمت للمبادئ الاسلامية بصلة وإنه يتسبب فقط باطالة معاناة الشعب السورى داعين الشباب الذين انضموا إلى "المجموعات المسلحة" في سورية إلى وقف القتال والعودة إلى وطنهم.
وتؤكد السلطات في كوسوفو أن نحو 150 شخصا من أصل ألباني انضموا إلى المسلحين الأجانب فى سورية وأن نحو 12 البانيا يقاتلون إلى جانب المجموعات لمسلحة في سورية قتلوا.
وتنضم كوسوفو الى غيرها من الدول الأجنبية والإقليمية التي تخشى من خطر المقاتلين الأجانب الذين يتوجهون إلى سورية ليتلقوا التدريب والتمويل الذي تؤمنه عدة دول بما فيها الولايات المتحدة وقطر والسعودية وسط تقارير متزايدة عن انضمام عشرات الشباب من جنسيات اجنبية الى المجموعات الإرهابية المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة وغيره.
من جهته أكد مصدر مقرب من جهاز المخابرات البوسني التابع لوزارة الأمن في حديث لنشرة الـ "ت ت ي" الأسبوعية الفرنسية أن ما لا يقل عن 350 بوسنياً يقاتلون حاليا إلى جانب المجموعات الإرهابية في سورية موضحاً أن العديد من هؤلاء التكفيريين قتلوا في المعارك مع الجيش العربي السوري كان آخرهم المدعو عماد الدين فلشي من ساراييفو ودرويش عالفيشي من زينكا.
وأوضح المصدر أن وزارة الأمن البوسنية ترصد الشبكات التي تتولى أمر هؤلاء "المتطوعين" تحت مسمى "الجهاد" إلى جانب التكفيريين في سورية بمجرد وصولهم إلى تركيا وحتى انتقالهم إلى سورية عبر نقطة العبور الحدودية في "باب الهوى" ومن ثم يتم ترحيلهم إلى "سرمدة" حيث يتلقون التدريب العسكري و"التوجيه الدعوي الديني" قبل أن يقاتلوا في صفوف "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وأشار إلى أن حكومة البوسنة والهرسك تسعى لمواجهة خطر تنامي هذه الظاهرة عبر إصدار قانون يمنع الإرهابيين من التوجه إلى سورية من أجل المشاركة إلى جانب "جبهة النصرة" وبقية التنظيمات الإرهابية التكفيرية في قتال الجيش العربي السوري.
ولفت المصدر إلى أن المعلومات تشير إلى أن السلطات البوسنية على علم تام بأن "نصرة اماموفيتش" قائد المجموعة الوهابية في بلدة "قورنجا ماوشا" الواقعة في شمال البوسنة هو أحد المحاور الرئيسية في تجنيد المقاتلين الذين لا يقتصر "نشاطهم التطوعي" تحت مسمى "الجهاد" في سورية فقط إنما في عدد آخر من الدول التي تشهد حروبا أو تعاني من أزمات عميقة.
وتبعاً للمصدر الأمني فإن ما لا يقل عن 200 من التكفيريين يتواجدون حاليا في ليبيا والعراق ووزارة الأمن البوسنية على علم بهذه التحركات ومنذ وقت طويل لافتاً إلى أن الوزارة نجحت في تحديد هوية أغلبية هؤلاء "المتطوعين" لكن غياب القانون الذي يسمح بمكافحة هذه الشبكات يبقي مساعي مواجهة هذه الظاهرة مقيدة.
وكشف المصدر أن العشرات من "الجهاديين" المنحدرين من أصول ألبانية أو من مجموعات مسلمة في دول البلقان صربيا والجبل الأسود يشاركون في القتال إلى جانب الإرهابيين في سورية بالإضافة إلى متطرفين من كوسوفو بتمويل سعودي وتجنيد الإرهابيين للقتال في سورية بغطاء مباشر من "الحركة الإسلامية للوحدة" بقيادة ارسيم كارسينيكي وفؤاد راميكي.
من جهة أخرى كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير جديد أن كمية كبيرة من الأموال تتدفق إلى سورية عبر حوالات مصرفية أو يتم تسليمها نقداً في حقائب تحت مسمى تبرعات يقدمها مشايخ من دولة الكويت لدعم المجموعات الارهابية المسلحة في سورية.
وقالت الصحيفة "إن أحد هؤلاء الممولين يدعى غانم المطيري الذي يجمع الأموال وينقلها إلى سورية لدعم المجموعات المسلحة التي تقاتل هناك" مشيرة إلى أنه واحد من عشرات الكويتيين الذي يجمعون الأموال من أجل تسليح مجموعات المعارضة السورية.
وأضافت الصحيفة أن المطيري وأمثاله حولوا الكويت إلى مركز لتحويل الأموال ونقلها إلى المسلحين في سورية مع تدفق مبالغ طائلة إلى مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى حملات الدعم المالي التي تم العمل عليها في الكويت وفرت الأموال لتجهيز 12 ألف مسلح بمبلغ يصل إلى 2500 دولار أمريكي لكل واحد منهم ويشارك المطيري في هذه الحملة.
وتابعت الصحيفة أن هناك حملة أخرى يديرها شيخ سعودي ومقرها في سورية على مقربة من تنظيم القاعدة حيث دعا الناس من خلالها للجهاد بأموالهم وقد قسمت التبرعات الى فئتين الأولى "فئة الفضة" التي تمنح 175 دولاراً مقابل 50 رصاصة قناص والثانية "فئة الذهب" التي عليها التبرع بما يكفي لشراء ثماني قذائف هاون.
ونقلت الصحيفة عن المطيري وهو جندي سابق في الجيش الكويتي قوله "لقد تعاونا مع الأمريكيين سابقا في العراق فلماذا لا نتعاون مع القاعدة".
ونقلت الصحيفة عن اميل حكيم محلل في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قوله "إن تدفق الأموال من حسابات خاصة إلى المجموعات المسلحة في سورية أدى إلى تفاقم الانقسامات داخل المعارضة وتعزيز التطرف".
ووفقا لخبراء فإن هذا الدعم المالي للمجموعات المسلحة في سورية أضاف عاملاً خطيراً إلى مجرى الأحداث هناك.
بدوره أكد ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية أن الكويت تشكل أخطر منطقة لتمويل المتطرفين في سورية كما رفض تقدير مبلغ التمويل من الحسابات الخاصة التي تتدفق من الكويت إلى سورية لكنه أكد أنها كافية لتجهيز المسلحين المتطرفين بالأسلحة الوافرة والإمدادات.
وأضافت الصحيفة أن السعوديين والكويتيين الممولين للجهاديين بشكل كبير اعتمدوا في جمعهم للتبرعات على وسائل الإعلام الاجتماعية حيث لديهم مئات الآلاف من الأتباع على موقع تويتر عبر كتابة المنشورات التي تدعو إلى التبرع مدرجين أرقام هواتف خاصة.
وأشارت إلى أن أبرز جامعي الأموال كثيرا ما يتباهون بالهجمات التي تنفذها "المجموعات المسلحة" المفضلة لديهم والتي تشكرهم مع تسجيلات فيديو تظهر الأسلحة الجديدة.
وقالت الصحيفة إن معظم الجهات الخاصة الممولة للمجموعات المسلحة في سورية تنأى بنفسها عما يسمى الجيش الحر المدعوم من الغرب كما أنها "ترفض القيادة السياسية للمعارضة ودعوات الولايات المتحدة وقوى أخرى لإجراء محادثات السلام".
وأضافت الصحيفة أن هذه الجهات تحصل على تمويل يقدر بعشرات الملايين من الدولارات على الأقل ما أدى إلى "ظهور ميليشيات متطرفة مستقلة تعتنق أيديولوجية راديكالية".
وأضافت الصحيفة أن "الكويت بلد يفتقر إلى سياسة أمنية شديدة تمكنه من اتخاذ إجراءات صارمة ضد مثل هذا النشاط في دول الخليج وهناك عدد من أعضاء سابقين في البرلمان الذين جمعوا الأموال وتسلل بعضهم إلى سورية للقاء حلفائهم المسلحين".
وقالت الصحيفة إن "المطيري أصيب هذا العام أثناء قتاله إلى جانب المجموعات المسلحة في حلب وقتل ابن عمه أيضا في شباط الماضي ومع ذلك لم تقم الكويت باتخاذ أي إجراء للحد من تحركاته".
من جهة أخرى نقل موقع سي ان ان الأمريكي عن الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي لدى سؤالها عن تقرير صحيفة نيويورك تايمز حول تدفق التمويل الفردي والتسليح من شخصيات كويتية وخليجية للمعارضة السورية قولها "لدينا حوار حيوي مع الكويت ودول أخرى حول الطرق الأمثل لتحقيق مصالحنا المشتركة بدعم المعارضة السورية وموقفنا لم يتغير ونواصل التأكيد على ضرورة أن يكون الدعم من خلال الائتلاف والمجلس العسكري الأعلى للجيش الحر كما توافقنا على ذلك في مؤتمر لندن".
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية كشفت في أيلول الماضي عن أكبر شبكة تمويل مالية سرية لتنظيم القاعدة في سورية تقوم بجمع الأموال عبر شبكات التواصل الاجتماعي من خلال جمعيات خيرية في الدول العربية مشيرة إلى أن قطر كانت تلعب دورا كبيرا في تمويل تلك الشبكة وأن العديد من الجمعيات الموجودة في الدول العربية تقوم بجمع الأموال وتقوم بإرسالها عبر تحويلات بنكية أو نقدا إلى المسلحين الذين ينتمون لتنظيم القاعدة لاستخدامها في شراء السلاح وتمويل عملياتهم.
وكالات
إضافة تعليق جديد