أمازون تنسحب من محركات البحث وغوغل تسيطر على ملفات الفيديو

12-10-2006

أمازون تنسحب من محركات البحث وغوغل تسيطر على ملفات الفيديو

طرحت شركة أمازون دوت كوم إصدارا جديدا من محرك البحث التابع لها (A9.com) يفتقر للكثير من الخدمات التي ميزته في الماضي عن منافسيه، وهو ما بدا لمراقبين بأنه انسحاب بطيء لأمازون من حلبة محركات البحث، بعد أن أخفق محركها في اجتذاب المستخدمين.

في الإصدار الجديد، أسقطت أمازون من A9.com خواص عديدة كانت تعد من أفضل ما في جعبة محرك البحث، ومنها: خدمات التخصيص -والتي يحتفظ فيها محرك البحث بالمعلومات عن المستخدم وعن المواقع التي يزورها ويتيحها له على أي حاسوب في العالم-، وخدمة الخرائط، وخدمة صور الشوارع والمحال التجارية، وخدمة دليل الأعمال المصاحب لنتائج البحث.

وكذلك أسقطت خاصية الأعمدة المرنة على واجهة محرك البحث والتي كانت تتيح حرية للمستخدم في تحديد نوع النتائج التي يبغي تصفحها -من صور، أو كتب أو ما شابه-، وشريط أدوات A9.com، وبرنامج الحوافز للمستخدمين المسجلين عند الشراء من الموقع الأم (أمازون دوت كوم).

ورغم أن هذه الخصائص جلبت لمحرك البحث الثناء من مراقبين ومحللين، فإنها أخفقت لسبب أو لآخر في اجتذاب المستخدمين. فحسب إحصاء أوردته شبكة (تك ورلد) البريطانية لأخبار التكنولوجيا، فإن عدد مرات استخدام محركات البحث في الولايات المتحدة في أغسطس/آب الماضي زاد على 6.5 مليارات مرة، كان نصيب A9.com منها مليونا فقط.

أنباء هذا الأداء السيئ التي تزامنت مع طرح إصدار يفتقر للكثير من الخواص السابقة كانت السبب وراء الاعتقاد بأن أمازون –كبرى مواقع تجارة التجزئة على الإنترنت– ربما تكون قد عزمت على التراجع عن مغامرتها في حلبة محركات البحث، والتي بدأتها أواسط أبريل/نيسان عام 2004.

ولكن في مقابل التخلي عن خواص قديمة، أتاحت أمازون في إصدارها الجديد من محرك البحث بعض الخواص الجديدة تمكن المستخدمين من البحث في أكثر من مصدر أخبار وصحف مواقع إنترنت بصورة آنية.

ويرى بعض المراقبين في خطوة أمازون الأخيرة تركيزا للجهود سعيا وراء اجتذاب المستخدمين، وليس بالضرورة إشارة على اقتراب الانسحاب من قطاع محركات البحث.

فقد ذكر مات بوث، المحلل بشركة كلزي غروب لـ "تك وورلد" أن إعادة هيكلة محرك البحث، والتي تضمنت التخلي عن خواص وظهور أخرى ناتج عن رغبة أمازون في تركيز جهودها على ما تعتقد أنه يجذب المستخدمين في هذه الآونة. ولم يستبعد بوث أن تعاود أمازون تقديم خدمات الخرائط والبحث المحلي في المستقبل نظرا لأهميتها، ولكن بعد أن تزيد قاعدة مستخدمي محرك البحث.

يُذكر أن أمازون بدلت تحالفاتها الداعمة لمحرك بحثها A9.com؛ فقد بدأت بتعاون وثيق مع غوغل، ثم تحولت مؤخرا إلى محرك (MSN) التابع لمايكروسوفت.

ومن جهتها فقد استحوذت شركة غوغل للبحث بشبكة الإنترنت على شركة يوتيوب للفيديو عبر الإنترنت في صفقة متوقعة بلغت قيمتها 1.65 مليار دولار. 
 ومن شأن هذه الصفقة أن تسمح لغوغل بالسيطرة على سوق أفلام الفيديو على الشبكة العنكبوتية، وهو سوق يتوقع كثير من المحللين أن ينافس بقوة القنوات التلفزيونية التقليدية باعتبارها واسطة إعلامية مرئية.
 وتسجل الصفقة نجاحا جديدا ومثيرا لوادي السيليكون، وكانت شركة يوتيوب تأسست في وادي السيليكون قبل أقل من عامين وقفزت إلى موقع رائد في سوق فيديو الإنترنت بتقنيات تسمح لكل شخص يدخل على الشبكة العالمية بوضع أو المشاركة أو مشاهدة أفلام الفيديو. 
 ورغم هذا الاندماج فإن شركة غوغل قالت إن يوتيوب ستواصل عملها بشكل مستقل، بيد أن الشركتين "ستركزان على توفير خبرة أشمل وأفضل للمستخدمين وكذلك توفير فرص جديدة للمحترفين لتوزيع أعمالهم للوصول إلى جمهور جديد كبير".
 ويأتي الإعلان عن الصفقة بعد إعلان الطرفين في وقت سابق توقيع اتفاقات منفصلة مع عدد من الشركات مثل يونيفرسال ميوزيك غروب وسوني بي.إم.جي وشبكة سي بي إس التلفزيونية الأميركية لتخزين أشرطتها الموسيقية والأشرطة الأخرى على موقعيهما مقابل حصة من عائدات الإعلانات.

ويستقبل موقع يوتيوب حاليا ما يربو على  100 مليون من أفلام الفيديو القصيرة يوميا. ورغم ذلك يتعرض الموقع لانتقادات واسعة لأن أغلب هذه الملفات تتمتع بحماية حقوق الملكية الفكرية، وهو ما يعرضها للمساءلة القانونية ولكن الاتفاق مع غوغل سوف يعالج هذه المشكلة.
وبما أن اسمي غوغل ويوتيوب لا يقلان شهرة عن شركة كوكاكولا على سبيل المثال, وهما الأوسع انتشارا بين مستخدمي الإنترنت في مجالي المعلوماتية وملفات الفيديو, فإن انضمامهما لبعض سيعزز اسميهما بهذا المجال, خاصة أن غوغل ستعمل على زيادة سرعة موقع يوتيوب, وستضفي عليه المزيد من القوة, حسب ما يرى المحللون.
وتشير الإحصاءات إلى أن الزيارات قلت على موقع يوتيوب عندما افتتحت غوغل موقعها للفيديو في فبراير/ شباط الماضي. وفي يوليو/ تموز الماضي ارتفع عدد زوار يوتيوب مجددا إلى 30.5 مليونا مقارنة بـ9.3 ملايين لـ"غوغل فيديو" و5.3 ملايين لـ"ياهو فيديو".
وتتيح خدمة غوغل فيديو للمستخدمين نشر أفلامهم على الإنترنت, وعكس يوتيوب تسمح غوغل لهم ببيعها, في حين أن جميع أفلام يوتيوب مجانية.

المصدر: الجزيرة+وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...