أمن درعا من أمن دمشق

18-08-2017

أمن درعا من أمن دمشق

لاريب أن المعركة ضد داعش في العراق بدأت تأخذ شكل الحسم، وذلك في ضوء التقدم الميداني الذي يحققه الجيش العراقي والحشد الشعبي في غرب العراق وامتدادا الى الحدود السورية -العراقية أمن درعا من أمن دمشقعلى حساب تراجع التنظيم الإرهابي، ولكن تبقى المعركة التي يخوضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في سورية تشكل نقطة الفصل الأساس في الحرب النهائية ضد التنظيم الارهابي بشكل عام.

من هنا نجد أن الجيش العربي السوري مدعوماً من حلفائه يفرض نفسه بقوة، أولاً في تطهير البادية السورية بالتوازي وبالتزامن في شرق محافظات السويداء ودمشق وحمص وحلب من داعش، وثانياً في ما يقوم به من ضغط باتجاه معبر التنف الحدودي مع العراق، أو في ما يبدو انه يحققه من تسابق مع الفصائل المدعومة الولايات المتحدة بهدف ملء الفراغ الذي يخلفه التنظيم الإرهابي، ولكن هذا الأمر قد يدفع القوات الأميركية إلى تعزيز حضورها في البوكمال ودير الزور، كبديلٍ عن البادية، بحسب ما ترجح مصادر معارضة.

وترى مصادر ميدانية أن القوات السورية في هذا الضغط الذي تنفذه بمواجهة التنظيم الارهابي قد تدفع بمسلحي “داعش” نحو الشرق، لتصبح على تماس واسع مع الوحدات الكردية شمال شرق سوريا والمدعومة من قبل القوات الأميركية وحلفائها في منطقة الجزيرة السورية.

هذا في شمال شرق سوريا أما في جنوب شرقها تتمركز القوات السورية في نقاط بعيدة عن معبر التنف مسافة نحو 43 كلم، و ذلك لعدم التصادم مع القوات الأميركية، التي قد تلجأ الى تقسيم البادية الى منطقتي نفوذ، بالتالي الاحتفاظ بأحدى المناطق، في سياق عملية التسابق على ملء الفراغ الداعشي، برأي المصادر المعارضة.

في المقابل، تلفت المصادر الميدانية المذكورة آنفاً إلى أن ليس لدى الأميركيين عدد قوات كافٍ لنشرهم في البادية، أضف الى ذلك فانهم قد فشلوا في تأمين قوات بديلة، “كأسود البادية” التابعة “للموك” و”قوات أحمد العبدو”، لملء فراغ “تنظيم الدولة .”

وتقول: “إن نتائج المعركة مع “داعش” باتت محسومة لمصلحة محور روسيا- سورية- إيران، ومن المؤكد أيضا أن مخافر الحراسة التي أنشأها الجيش الأميركي، غير قابلة للبقاء”. و هذا الأمر قد يدفع القوات الأميركية الى تعزيز حضورها في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا على مجرى نهر الفرات ،، كبديلٍ عن البادية، بحسب ما ترجح المصادر المعارضة. وتعتبر أن المعركة في نهاية المطاف، ليست لكسب الأراضي، بل هي صراع نفوذ بين المحور المذكور أعلاه والولايات المتحدة الأميركية، والأخيرة تملك وسائل رد وعناصر تفجير عديدة، ستسخدمها حتما عندماً تأتي الحاجة، على حد قول المصادر.

وبالانتقال إلى الحدود الاردنية- السورية، تشير المصادر الميدانية إلى أن الجيش السوري يعزز قواته في منطقتي درعا والسويداء، ويسعى إلى ضبط هذه الحدود، في وقت أكدت الجهات المختصة في الأردن أنها لن تتدخل في الأراضي السورية. وتختم بالقول: ” لاريب أن أمن درعا من أمن دمشق”.

وأخيراً … هل سيقتنع الاميركيون بسيادة وبسلطة كل من الجيشين العراقي والسوري على أرضه، وبالتالي سيؤمنون انكفاءً هادئاً أمام وحدات الدولتين اللتين اثبتتا قدرتهما في مواجهة الارهاب وخاصة داعش، أم أن المناورات الأميركية والتي تعودنا عليها سوف تخلق أمراً واقعاً يؤدي إلى تثبيت مخطط تفتيت وتقسيم الدولتين من خلال المعركة التي خلقوها عبر داعش؟

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...