أميركا تحيي «يوم انكسارها» قبل ٧ سنوات
وقف أقرباء الضحايا الذين سقطوا في هجمات ١١ أيلول ٢٠٠١ في نيويورك، أمس، دقيقة صمت، إحياء للذكرى السابعة لتلك الهجمات، التي »انكسرت فيها أميركا« وتغيرّ وجه العالم من بعدها، منذ أن قررت واشنطن شنّ حربين على افغانستان والعراق، قال الرئيس جورج بوش إنهما ساهمتا في عدم تعرض الولايات المتحدة لضربات مماثلة طوال السنوات السبع الماضية.
وحضر المناسبة، التي أقيمت في نيويورك في مركز برجي التجارة العالمية اللذين دمّرتهما تلك الاعتداءات، المرشحان إلى الرئاسة، الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين، اللذين علّقا حملاتهما الانتخابية مؤقتاً.
وبدأت مراسم إحياء »اليوم الذي انكسرت فيه الولايات المتحدة«، بحسب تعبير عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ، بدقيقة صمت تلتها قراءة أسماء قرابة ثلاثة آلاف من الضحايا، بعدها طلب بلومبرغ من سكان المدينة الوقوف دقيقة صمت عند الساعة التاسعة إلا ربعاً، عندما ارتطمت أول طائرة تمّ اختطافها، بأحد البرجين، تلتها بعد دقائق دقيقة صمت ثانية، مع موعد ارتطام الطائرة الثانية، ثم في الساعة التي تهاوى فيها البرجان.
وقال بلومبرغ إن الذكرى هي من أجل »سكان نيويورك وأميركا والعالم الذين يتذكرون أبرياء من ٩٥ دولة ومنطقة قضوا في ذلك اليوم«.
وفي واشنطن، ترأس الرئيس جورج بوش اجتماعاً عقد لإحياء تلك الهجمات، وكانت إلى جانبه زوجته لورا ونائبه ديك تشيني، وابنته لين، فيما ضمّ الاجتماع المئات من الأشخاص، بينهم نواب وشيوخ في الكونغرس ودبلوماسيون ورجال ونساء في الزي العسكري، ورجال إطفاء وغيرهم.
الولايات المتحدة برمّتها تأهبت لإحياء الذكرى التي أفجعتها وأفجعت ٢٩٧٤ عائلة فقدت أعزاء لها في تلك الاعتداءات.
وأقامت وزارة الدفاع »البنتاغون« احتفالاً في الذكرى، حضره بوش ووزير الدفاع روبرت غيتس وسلفه دونالد رامسفلد، وتم فيه افتتاح نصب تذكاري، هو عبارة عن حديقة انتشر فيها ١٨٤ معقداً، وهو عدد الضحايا الذين سقطوا في الاعتداء الذي استهدف »البنتاغون«، ثبّت كل منها على قائمة واحدة، وتحته بركة صغيرة تحدث صوت تماوج الماء.
وقال بوش إن الاميركيين الذين سيزورون هذا النصب، »سيدركون أن هذا الجيل الاميركي أدى واجبه«، مدافعاً عن غزو أفغانستان والعراق، بالقول »منذ ١١ أيلول قاتلت قواتنا الإرهابيين في الخارج ما جنبنا مواجهتهم هنا في ديارنا«، مؤكداً »نحن لم نسأم، لم نضعف، لم نفشل«.
وشرح نائب وزير الدفاع غوردون انغلاند أن النصب، الذي استغرق إنشاؤه أكثر من سنتين وفاقت تكلفته ٢٢ مليار دولار، »لكي يكون مكاناً يجلس فيه أفراد الأسر والأصدقاء والزوار، لاستعادة الذكريات والتعهد بعدم نسيان ما جرى هنا، وعدم السماح بتكرار ما حدث لأميركا«.
وجاء في بيان نشره اوباما »في ١١ أيلول توحّد الاميركيون في أنحاء البلاد كافة للوقوف إلى جانب عائلات الضحايا وللتبرع بدمائهم.. هنا، يؤمن كل منا بالآخر، أنا حامي أخي، وحامي أختي، وكلنا ننهض ونسقط كأمة واحدة«، داعياً إلى استعادة روحية ما بعد تلك الهجمات، التي لا يزال منفذوها »الإرهابيون طليقين«، وإلى »البحث عن دفع جديد من الحرية عندنا وفي العالم«، فيما قال ماكين، في بنسلفانيا، حيث سقطت إحدى الطائرات المختطفة وحيث عُلِّقت الخدمات العامة إحياء للذكرى، إن ركاب تلك الطائرة »أدركوا جسامة اللحظة وقرروا أن يقاتلوا ودفعوا حياتهم ثمناً«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد