أميركية ترفض ترجمة عبرية لكتابها

21-06-2012

أميركية ترفض ترجمة عبرية لكتابها

رفضت الروائية الأفريقية الأميركية المشهورة أليس ووكر السماح بإعادة ترجمة روايتها «اللون أرجواني» إلى اللغة العبرية في إسرائيل لأنها دولة تفرقة عنصرية. وكان الكتاب قد نشر بالعبرية للمرة الأولى في الثمانينيات من القرن الماضي ولكن من أجل إعادة ترجمته طلبت دار «يديعوت» للنشر إذنا من المؤلفة. وردت ووكر على الطلب برسالة ترفض فيها نشر الكتاب بالعبرية بسبب أن «دولة إسرائيل متهمة بالتفرقة العنصرية واضطهاد الشعب الفلسطيني، سواء في داخل إسرائيل أم في الأراضي المحتلة».
وأوضحت ووكر في رسالتها أنها ترى في السياسة الإسرائيلية ما هو أسوأ من الفصل العنصري الذي عانت منه كشابة سوداء أميركية. وأضافت أن جنوب أفريقيين أبلغوها أن السياسة الإسرائيلية أسوأ من نظام التفرقة العنصرية الذي كان قائما في بلادهم.
وقد نشرت رسالة ووكر إلى دار «يديعوت» للنشر في موقع الانترنت التابع لحملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل. ومعروف أن ووكر تؤيد هذه المقاطعة وسبق لها أن قالت إنها تأمل أن تؤثر المقاطعة على المجتمع المدني في إسرائيل وأن تقود إلى تغيير الواقع.
ومما لا ريب فيه أن موقفا كموقف ووكر هذا يربك الإسرائيليين جدا نظرا للعلاقة الحساسة بين اليهود والأفارقة السود ليس فقط في أميركا بل في العالم أجمع. فالأفارقة في أميركا كانوا تجسيدا للضحية بحكم أنه تم نقلهم قسرا من أوطانهم من أجل أن يغدوا عبيدا في أميركا. كما أن الدول الأوروبية كثيرا ما بررت استعمارها لأفريقيا واضطهادها لشعوبها بعبارات العنصر الأرقى والأدنى. ولذلك يصعب على الإسرائيليين عموما وعلى اليهود في أميركا خصوصا استخدام أدوات زجرية في مواجهة كتّاب أفارقة مشهورين ويتعذر جدا اتهامهم باللاسامية والعنصرية. كما أن مثل هذه الحملات على مثل هؤلاء تخسر اليهود فكرة «شراكة الضحية» التي حاولوا تطبيقها في أميركا في وقت ما والتي تتحطم حاليا على صخرة تعامل إسرائيل العنصري مع مسألة الهجرة الأفريقية.
وقد أكسبت رواية «اللون أرجواني» التي تعالج أمر العنصرية في أميركا مطلع القرن العشرين، ووكر جائزة بوليتزر في العام 1983. وبعد ذلك أخرج ستيفن سبيلبرغ الرواية فيلما رشح لنيل جوائز الأوسكار الإحدى عشرة.
وكانت ووكر قد شاركت في حملات فك الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وعندما وصلت إلى القطاع في العام 2009 قالت «أنا ناجية من الفصل العنصري الأميركي والإرهاب الأميركي العنصري. لقد نشأت في جورجيا، في الجنوب، والعنصريون البيض كانوا وحشيين في تعاملهم معنا نحن السود، بالضبط مثل وحشية الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين. وعندما أمعن النظر في الفلسطينيين وأرى أثر الاحتلال على وجوههم، أرى طفولتي تحت القمع العنصري في الولايات المتحدة». وشددت ووكر على «أنني في اليوم الأول لوصولي إلى غزة حققت ما أردت: أن أظهر للنساء والأطفال الذين التقيت بهم إيماني بإنسانيتهم، وأنني لا أصدق الأكاذيب بسهولة».
وأشارت مسؤولة التحرير في دار «يديعوت» للنشر، نيتع غوربيتش في حديث لصحيفة «هآرتس» إلى أن «هذه ليست المرة التي نصطدم فيها بقرار كتّاب عدم السماح بإصدار كتبهم في إسرائيل، ولكن هذا موقف مؤسف في كل مرة. وفي الأساس لأن الفنون عموما، والكتب خصوصا، أدوات جوهرية في بناء الجسور بين الحضارات، وفي عرض صورة «الآخر» وخلق مناخ تسامح وتعاطف. وبديهي أن هذا ينطبق أكثر شيء على كتاب «اللون أرجواني» الذي يعالج قضايا التمييز، الاختلاف، وأهمية نضال الفرد ضد الظلم».
واعترفت غوربيتش بأن دار النشر التي تعمل فيها تلقت في حينه رفضا من الأديب الاسترالي كريستوس تسياولكس الذي رفض هو الآخر نشر كتابه «الصفعة» في إسرائيل، وللأسباب نفسها رفض الروائي المصري علاء الأسواني نشر روايته «عمارة يعقوبيان» باللغة العبرية.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...