أنفلونزا الكلاب قادمة
هل تحولت الكرة الأرضية إلى عالم موبوء؟ سؤال فرض نفسه بقوة مع ظهور نوع جديد من الأنفلونزا يعرف باسم أنفلونزا الكلاب أو ما يعرف اختصاراً بفيروس" إتش 3 إن 8".
وكالعادة فقد جاء الإعلان عن المرض أمريكياً ومن خلال إحدى شركات الدواء الأمريكية بعد أن أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية مصادقتها على أول عقار معالج لهذا مشيرة إلى أن" أول ظهور له كان منذ خمس سنوات وأنه ربما يكون قد انتقل من الخيول إلى الكلاب دون أن تحدث أي إصابة للبشر حتى الآن".
وحسب تقرير نشرته جريدة نيوزويك الأمريكية فإن" هناك مخاوف من أن تنتقل الإصابة بالمرض إلى الإنسان" مشيرة إلى أن" المرض ينتقل بصورة خفية منذ ظهوره في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه يظهر على صورة سعال غامض والتهاب رئوي يتسبب في هلاك جميع أنواع سلالات الكلاب بما فيها كلاب الصيد، وأنه ينتقل بواسطة الكلاب التي تقوم بحك أنوفها في الشوارع أو تتقاسم شرب المياه مع غيرها من الكلاب".
وكان أخطر ما نشرته الجريدة الأمريكية الشهيرة أن" فريق العلماء الأمريكيين اكتشفوا أن البشر قد يحملون هذا الفيروس على ملابسهم".
وأضافت الجريدة أنه مما يزيد المخاوف من انتقال الفيروس إلى البشر أن" فيروس إتش 3 إن 8 يتحول خمس مرات كي يسمح له بالانتقال إلى الكلاب من الخيول، وإذا ما حدث له تحول أو تحولان آخران، فإنه قد يصبح غاية في الخطورة".
ولعل هذا هو ما دفع الحكومة المصرية إلى البدء في حملة تستهدف القضاء على الكلاب الضالة، حيث أسفرت الحملات التي نظمتها مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر بالتنسيق مع إدارة الطب البيطري والإدارة الزراعية لمكافحة الكلاب الضالة عن إعدام 275 كلبا وذلك بعد أن شكلت هذه الكلاب المنتشرة بالشوارع خطورة على المواطنين.
وصرح رئيس مدينة القصير والتي تعد إحدى أكبر مدن محافظة البحر الأحمر مجدي حبيب بأن" الحملات استهدفت المناطق العشوائية بصفة خاصة باستخدام الخرطوش والسموم للقضاء على تلك الكلاب ومن ثم نقلها إلى المناطق الجبلية البعيدة عن المدينة والتخلص منها بالدفن" مشيرا إلى أنه خلال أيام قليلة سوف تنتهي المدينة من ظاهرة الكلاب الضالة بالشوارع".
ومما يزيد الأمر خطورة انتشار ظاهرة تربية الكلاب في كثير من البيوت على الرغم من أن" مرضاً مثل داء الكلب والذي يؤثر بشكل مباشر على مخ الإنسان عند الإصابة به يمكن أن ينتقل إلى الإنسان من مجرد المداعبة أو القرب من الكلاب وليس من مجرد العض أو النهش". وهو ما يعني إمكانية انتقاله عن طريق الرذاذ، حيث يذهب الدكتور عبد الهادي مصباح استشاري المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة إلى أن" هناك أمراض كثيرة يمكن أن تنتقل عن طريق القبلة، وهي الأمراض التي تنتقل عن طريق الرذاذ والملامسة إذا كان الميكروب المسبب للعدوى موجوداً في الغشاء المخاطي للفم أو الحنجرة أو الشفتين حيث ينتقل من الشخص المصاب إلى الشخص السليم".
وأشار إلى أنه" من أهم الأمراض التي تنتقل عن طريق العدوى بالفم أو من خلال الرذاذ والنفس أو ملامسة أمراض الجهاز التنفسي بشكل عام، سواء الفيروسية منها أو البكتيرية أو الفطرية. وأهم تلك الأمراض والفيروسات هو فيروس البرد، وفيروس الأنفلونزا الشهير والذي ينتقل عن طريق رذاذ اللعاب حيث ينتقل عن طريق رذاذ اللعاب المنتشر في الهواء أثناء التنفس أو السعال أو العطس، وأيضاً عن طريق الملامسة لأسطح ملوثة بهذا الرذاذ".
لكن مصباح يستبعد في الوقت ذاته احتمال أن يكون الأنفلونزا سلاحاً بيولوجيا مثالياً خاصة أن عواقب ذلك غير مأمونة حتى على فاعلها".
ويأتي الحديث عن أنفلونزا الكلاب في الوقت الذي أشار فيه تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية إلى انتشار وباء الكلاب في شمال الصين مما أدى للجوء الصين للقضاء على 37 ألف كلب في الشهر الماضي لمحاربة الوباء بعد أن أدى لوفاة 13 شخصاً منذ مطلع العام الحالي".
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن" داء الكلب يودي بحياة أكثر من 55 ألف شخص سنوياً في العالم، وأن أكثر من 95% من تلك الوفيات تقع في آسيا وأفريقيا. كما أن معظم الوفيات البشرية الناجمة عن داء الكلب تحدث جراء التعرض لعضات الكلاب الموبوءة، وأن الأطفال دون سن الخامسة عشرة يمثلون نسبة من 30 إلى 60% من الضحايا".
وتتشابه أعراض المرض مع أعراض الأنفلونزا العادية ومنها الحمى والصداع والتعب، ثم تتطور لأعراض تماثل ما يظهر جراء إصابة الجهاز التنفسي والجهاز المعدي المعوي أو الجهاز العصبي المركزي. وفي المرحلة الحادة تطغى على تلك الأعراض علامات فرط النشاط أو علامات الشلل الصامت ثم تتطور الأعراض لدى المصابين بالنوعين على حد سواء إلى شلل تام في آخر المطاف تعقبه الغيبوبة والوفاة في جميع الحالات جراء فشل تنفسي".
أسفرت الحملات التي نظمتها مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر بالتنسيق مع إدارة الطب البيطري والإدارة الزراعية لمكافحة الكلاب الضالة عن إعدام 275 كلبا ، وذلك بعد أن شكلت هذه الكلاب المنتشرة بالشوارع خطورة على المواطنين.
وقال رئيس مدينة القصير مجدي حبيب إن الحملات استهدفت المناطق العشوائية بصفة خاصة باستخدام الخرطوش والسموم للقضاء على تلك الكلاب ، ومن ثم نقلها إلى المناطق الجبلية البعيدة عن المدينة والتخلص منها بالدفن .. مشيرا إلى أنه خلال أيام قليلة سوف تنتهي المدينة من ظاهرة الكلاب الضالة بالشوارع .
وكان المجلس الشعبي المحلي لمحافظة البحر الأحمر قد أوصى قبل نحو أسبوعين بضرورة تنفيذ حملات موسعة للقضاء على الكلاب الضالة في شوارع مدن المحافظة، وذلك بعد أن أصبح وجودها يشـكل خطرا حقيقيا على حياة المواطنين.
تسجيل 15 إصابة جديدة بأنفلونزا الخنازير في المملكة
أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 15 إصابة جديدة بأنفلونزا الخنازير منها 13 في منطقة الرياض وحالتان في المنطقة الشرقية، وذكرت في بيان لها أمس أن هذه الحالات بلغ عدد المخالطين منها 12 حالة، وثلاث حالات لوافدين من دول موبوءة بالفيروس.
وأوضحت الوزارة أن الإصابات كالتالي: 6 حالات لمواطنين (2 ذكور و4 إناث) و9 حالات لمقيمين (4 ذكر و5 إناث)، ليصبح العدد الإجمالي للمصابين بأنفلونزا الخنازير في المملكة 285 حالة. وأشارت الوزارة إلى أنها لم تسجل حتى الآن أي حالة وفاة بالمرض.
ما هي أنفلونزا الكلاب؟
تصيب أنفلونزا الكلاب (H3N8) كلاب الصيد بصفة خاصة. و تؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي و قد تفضي بموت الكلب. وظهر المرض وتم عزله في الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد في فلوريدا عام 2004.
وتوقع العلماء والمؤرخون أن هذا النوع من الأنفلونزا قد تسبب بوباء بشري إما في عام 1889 أو عام 1900 وتختلف أقوال المصادر حول هذا التاريخ, إلا أن الملفت للنظر أن دراسة أجريت في عام 1997 أثبتت أن عدوى هذه الأنفلونزا أصابت ربع عدد طيور البط الموجودة في العالم.
وأضافت الدراسة أن العدوى يمكن أن تنتقل بسهولة بين حيوانات معينة مثل الخيول أو الطيور.
المصدر: الوطن السعودية
إضافة تعليق جديد