إسرائيل: انتهاء أكبر مناورة ضد «الجهاديين»
أنهت الوحدات الخاصة الإسرائيلية، أمس الأول، أكبر مناورة في تاريخها لمواجهة احتمال تعرّض الدولة العبرية إلى هجمات واسعة النطاق من جانب جهات «الجهاد العالمي»، واختطاف رهائن في مناطق عدة دفعة واحدة. وتقوم المناورة على توقع هجمات عبر الحدود من كل المناطق، ولكن مع تركيز على الحدود السورية - اللبنانية والحدود المصرية. وكان السيناريو الأساس، الذي أديرت المناورة على أساسه، هو العملية التي نفذتها جهات «جهادية» في المنشأة النفطية في إن أميناس في جنوب الجزائر في كانون الثاني الماضي، حيث تمّ احتجاز مئات العاملين والمستخدمين والخبراء الأجانب.
وانطلقت المناورة فجر أمس الأول عندما تم استدعاء طارئ لمقاتلي وحدات النخبة «سيرت متكال»، ووحدة مكافحة الارهاب في «حرس الحدود»، فضلاً عن وحدات مختارة أخرى من الجيش الإسرائيلي وجهات أمنية أخرى، إلى نقطة متخيلة تمت فيها العملية المفترضة. وعند وصول هذه القوات إلى الموقع جرى إبلاغهم بوقوع عملية قتل واسعة النطاق في فندق، حيث تم احتجاز رهائن في قاعة الطعام في أحد الكيبوتسات.
وبحسب المناورة في القاطع الشمالي، وفي ظل إطلاق صواريخ للتغطية تسللت مجموعة مسلحين إلى داخل إسرائيل واختطفت حافلة، وفي موضع آخر تسلل مسلحون إلى موقع واختطفوا جندياً. وفي أحد الكيبوتسات المجاورة لبحيرة طبريا وقعت «مجزرة» متخيلة، تطلبت الوصول السريع لوحدات التدخل من الجيش والشرطة، المدربة على تحرير رهائن في أوضاع كهذه. وخلال المناورة أمس، وقعت «عمليات إرهابية» عدة مشابهة، حتى في قيادة الجبهة الجنوبية، حيث وزعت في كل واحدة منها مجموعات من خلايا المسلحين المفترضة، وعشرات من الناس ممن قاموا بأدوار الرهائن.
وبعد وصول القوات إلى مواضع التدريب، حاولت وحدة المفاوضات التابعة لهيئة الأركان مغازلة «الخاطفين» بهدف تحرير الرهائن، ولكن السيناريوهات أعدّت سلفاً على قاعدة أن الأوضاع تتطلب تدخلاً عنيفاً من جانب الوحدات العسكرية. وقال ضابط في شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي للمراسلين إن نتائج المناورة كانت جيدة، ولكن هناك الكثير من العمل لتحسين التفاصيل الصغيرة في الأساس.
وشملت المناورة نفسها كل رجال هيئة الأركان العامة على أساس أنها مناورة مباغتة. وقد زار رئيس الأركان الجنرال بني غانتس منطقة «الأحداث» في الجبهة الشمالية.
وبحسب ضابط رفيع المستوى، فإن الجيش فوجئ بحسن التعاون بين الوحدات نفسها وبين المؤسسات المختلفة، بما في ذلك «نجمة داوود الحمراء» وفرق الدفاع المدني. ووفقاً لنتائج المناورة، فإن العمليات الضخمة أوقعت خسائر كبيرة في أرواح المدنيين، وما لا يقل عن عشرة من جنود الوحدات الخاصة من قوات الاقتحام.
عموماً شاركت في المناورة آلاف عدة من رجال الوحدات الخاصة وسلاح المشاة، الذين شكلوا قوة إسناد، فضلاً عن فرق طبية ودفاع مدني. وشملت التدريبات تفعيل شعبة الاستخبارات العسكرية للحصول على معلومات توفر صورة وضع صحيحة عن خلايا المسلحين. وأرادوا في الجيش أولاً إجراء مناورة مفترضة في أحد الأبراج العالية في محيط تل أبيب، ولكن لاعتبارات تتعلق بالميزانية تم استبعاد ذلك.
ونقل ضابط رفيع المستوى أن المناورة مثلت احتمال أن خلايا «جهادية» تابعة لتنظيم «القاعدة» ستدخل إلى إسرائيل عن طريق الحدود مع سوريا أو الحدود الغربية، وتنفيذ عمليات تفجيرية في مناطق مأهولة. وقال الضابط «إننا نفهم أن منظمات الجهاد العالمي تنتظم خارج الحدود، حتى في أماكن يتعذر علينا الوصول إليها»، موضحاً أن هذه المناورة تمت «في ضوء تغير المخاطر على حدودنا».
وأشار الضابط إلى أنه «كانت نصب أعيننا جدية الأوامر وواقعية السيناريوهات، وأهلية القوات في مثل هذه الأوضاع المتطرفة، ونقل القوات الخاصة من حلبة إلى أخرى، والأهم التعاون واللغة المشتركة بين أجهزة الأمن المختلفة عبر إزالة حاجز الأنانية ووصول وحدات الجيش من نقطة الصفر إلى النقطة الأقصى».
وبحسب كلامه، فإن «الهدف كان التدرب على سيناريوهات مشابهة لتلك التي رأيناها في حادث الاختطاف في الجزائر. لدينا عمل كثير بحاجة للتحسين، في الأساس في التفاصيل الصغيرة والأوامر الثابتة للطوارئ». وأوضح أنه خلال أربع ساعات فقط مرت منذ تقدير الموقف الخاص وحتى تلقي صورة الوضع الأولية عن الأحداث. وكانت النتيجة «معقولة جداً».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد