إسرائيل تحذّر من «وهم الهدوء» في الشمال
حذّر قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي آيزنكوت، من الوقوع في «وهم الهدوء» على الجبهة مع لبنان وسوريا، فيما دعا ضابط آخر إلى تركيز جهدٍ هجومي «غير تناسبي» في أي مواجهة مقبلة ضد البنى التحتية في كل من لبنان وسوريا.
ونقل موقع صحيفة «هآرتس» عن آيزنكوت، قوله خلال لقاء مع عدد من الضباط المتقاعدين ممن شاركوا في حرب عام 1973، إن «العامين اللذين مرّا منذ نهاية الحرب (2006) اتّسما بالهدوء والسكينة، لكننا لا نسمح لهذا الهدوء بتضليلنا».
وفي معرض تقويمه لأداء قيادة الجبهة الشمالية خلال عدوان تموز، رأى آيزنكوت أنه «كان يمكن للمرء أن يتوقّع منا العمل بطريقة أكثر مهنية وتحقيق الإنجازات المطلوبة خلال وقت أقصر».
وعلل الجنرال، الذي شغل خلال عدوان تموز منصب قائد شعبة العمليات، أداء الجيش الذي «خيّب التوقعات على صعيد المهنية والسرعة في الحرب» بالنشاط الذي مارسه على مدى الأعوام الستة السابقة في مواجهة «الإرهاب الفلسطيني». وأوضح أن «قوة الجيش الأساسية في الأعوام الأخيرة وُجّهت لمقاتلة موجة الإرهاب الوحشي التي اندلعت في تشرين الأول 2000 وسبّبت إصابات كثيرة»، مضيفاً «لقد نجح الجيش بجهود جبارة في قمع الإرهاب الفلسطيني في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وفي كبح الإرهاب من قطاع غزة وإعادة الأمن إلى شوارع الدولة». وتابع «في أعقاب توجيه الجهد لمحاربة الإرهاب وتقليص الانشغال بالتدريبات والاستعداد للحرب استعداداً جوهرياً، من الجندي الفرد وصولاً إلى القيادات العليا، تلقّينا في صيف 2006 تذكيراً بالواقع الذي نعيش فيه. فقد غيّرت الحرب وجهها، وتحوّل قصف العمق الإسرائيلي إلى وسيلة رئيسية، ودفع سكان الشمال ثمناً باهظاً، ولست أجد عزاء في أن العدو دفع الثمن أضعافاً مضاعفة».
من جهة أخرى، رأى العقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي، غابي سيبوني، في مقال نشره قبل أيام معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب أن «الجهد الأساسي للجيش يجب أن يكون السعي إلى إنزال ضربة غير تماثلية تستهدف قلب (نقطة) الضعف لدى العدو»، وذلك من أجل الامتناع عن الانجرار إلى حرب استنزاف في الشمال على شاكلة ما يحدث في غزة، وكذلك كرد في سياق مواجهة شاملة على جبهتي الشمال وقطاع غزة.
وكتب سيبوني أن «على الجيش أن يعمل، فور اندلاع المواجهة، بسرعة وحزم وبقوة غير تناسبية (قياساً) لتهديد العدو ونشاطاته، وذلك من أجل إلحاق أضرارٍ وتدفيع أثمانٍ بأحجام تتطلب عمليات ترميم طويلة ومكلفة».
وأوضح العقيد، الذي خدم تحت إمرة آيزنكوت في قيادة المنطقة الشمالية قبل تقاعده، أنه «ينبغي تفضيل ضرب الممتلكات (المنشآت) على مطاردة المنصات الصاروخية واحدة واحدة»، مشيراً إلى أن «عنوان تدفيع الثمن في سوريا هو الجيش والدولة والنظام؛ أما في لبنان، فإلى جانب مقوّمات القدرة العسكرية لحزب الله، (يجب استهداف) مصالحه الاقتصادية ومكامن قوته، وكلما تعمّقت العلاقة بينه وبين الحكومة، يجب أيضاً استهداف جزء من البنى التحتية للدولة اللبنانية».
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد