إيران: المحافظون يسيطرون على البرلمان

17-03-2008

إيران: المحافظون يسيطرون على البرلمان

تقدم المحافظون في ايران امس، نحو الفوز بغالبية كبيرة في مجلس الشورى، بعدما اكدت النتائج شبه النهائية فوزهم بحوالى 70 في المئة من مقاعد البرلمان، في انتخابات شهدت نسبة مشاركة عالية بلغت حوالى 65 في المئة. ولخصت طهران وجهة الناخبين، حيث نجح المحافظون في ترسيخ حضورهم القوي فيها، بينما فشل رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي في تحقيق اي اختراق.
وأعلنت وزارة الداخلية الايرانية امس ان المبدئيين (المحافظين)، بتشكيليهم، حصلوا على 163 مقعدا على الاقل في مقابل 40 مقعدا للإصلاحيين حتى مساء امس. ونقلت قناة «برس تي في» الايرانية عن الوزارة اشارتها الى انه تم فرز معظم الاصوات، وانه ستجرى جولة اعادة على بعض المقاعد التي لم تحسم، لافتة في الوقت ذاته الى ان النتائج النهائية قد تعلن اليوم.
وكان المبدئيون، المنقسمون بين الجبهة الموحدة للمدافعين عن المبادئ التي تدعم الرئيس محمود احمدي نجاد والائتلاف الموسع للمدافعين عن المبادئ الذي يضم شخصيات مهمة مثل علي لاريجاني ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، اكدوا امس الاول هيمنتهم على مجلس الشورى بحصولهم على غالبية الثلثين بحسب نتائج اظهرت قوتهم حتى في طهران التي تُعتبر الواجهة السياسية للبلاد. والتقدير الذي اعلنه وزير الداخلية مصطفى بور محمدي بحصول المحافظين على 71 في المئة من المقاعد لم يتغير امس.
وذكرت «اسوشييتد برس» أنه من اصل 113 مقعدا تأكد فوز المحافظين بها، تستثني طهران، فازت لائحة نجاد بحوالى 70 مقعدا.
وفي العاصمة التي يخصص لها 30 مقعدا، كان المحافظون هم الذين اجتازوا الدورة الاولى من دون صعوبات. فمع فرز غالبية البطاقات، تبين ان المرشحين الـ14 الذين انتخبوا من الدورة الاولى هم جميعا من المحافظين وعلى رأسهم رئيس
مجلس الشورى الحالي غلام علي حداد عادل. وسيخوض 32 مرشحا لم تحسم نتيجتهم الدورة الثانية التي ستجرى في 18 او 25 نيسان، ما يترك فرصة اخرى امام الاصلاحيين لتحقيق اختراق.
وتسجل النتائج في طهران خاصة فشلا نسبيا لتشكيل رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي وحزبه الاصلاحي «الثقة الوطنية». فمع تقاسمه عددا كبيرا من المرشحين مع «ائتلاف الاصلاحيين» المدعوم من الرئيس السابق محمد خاتمي، الذي اعلن فوزه بحوالى 44 مقعدا في انحاء ايران (40 في المجلس السابق)، فقد خاض منافسة معه في طهران. وحزب الثقة الوطنية لن يحظى بأي مقعد في العاصمة، مع انه حظي بمعاملة افضل من «ائتلاف الاصلاحيين» من قبل «مجلس صيانة الدستور» المكلف انتقاء المرشحين.
وفي مناطق اخرى بينها قم، حقق مستشار مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، علي لاريجاني، تقدما كبيرا على سائر المرشحين بعدما حصد نحو 76 في المئة من الأصوات. واحتفل لاريجاني، المرشح لتولي رئاسة مجلس الشورى، بفوزه الكبير بالتأكيد على انه سيعمل مع حكومة نجاد. وأوضح «لا يوجد صراع من أي نوع مع السيد نجاد لكن يوجد خلافات في الاسلوب ونحن نسير في طريق تعاون بين البرلمان والحكومة».
وأشاد المسؤولون الإيرانيون بالانتخابات ووصفوها بانها «انتصار على الاعداء». واعتبر خامنئي ان المشاركة الكبيرة للإيرانيين في الانتخابات التي لامست الـ65 في المئة، تثبت «وحدة الشعب ويقظته في وجه المخططات الشيطانية، في حين اعتبر نجاد في برقية الى خامنئي ان الانتخابات «أذلت الأعداء». كما رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني انه «بغض النظر عن محاولات الغرب ووسائل الاعلام الغربية.. شهدنا اقبالا كثيفا»، معتبرا ان «الخاسر الاكبر هو من دون شك الولايات المتحدة».
غير ان الاتحاد الاوروبي اعتبر امس ان الانتخابات الايرانية لم تكن حرة ولا نزيهة. وقالت رئاسة الاتحاد الاوروبي في بيان «يعبر (الاتحاد الاوروبي) عن أسفه البالغ وخيبة أمله لمنع ما يزيد على ثلث الراغبين في ترشيح انفسهم من خوض الانتخابات البرلمانية هذا العام». واضاف البيان «الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة». وكانت واشنطن اعتبرت الجمعة الماضي ان النتائج «معدة سلفا».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...