إيران ترفض العصا الأمريكية والجزرة الأوروبية
جددت إيران أمس رفضها فكرة التفاوض مع الغرب حول حقوقها النووية باعتبارها غير قابلة للتفاوض أو المساومة، واعتبرت الحوافز الاوروبية لا تنفع الإيرانيين، ونفت العثور على آثار جديدة ليورانيوم عالي التخصيب، ونصحت اعضاء مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بضبط النفس.وقال الرئيس الإيراني في لقاء مع عوائل ضحايا الحرب الإيرانية - العراقية: إن الغرب الذي أعرب عن حرصه على محاورة إيران لا يبدو حريصا على مناقشة القضايا العالمية الملحة مثل انتشار الفقر والجوع في العالم، بسبب السياسات الغربية الاستكبارية الظالمة. وقال: إن الجمهورية الاسلامية مستعدة للدخول في حوار مثل هذا مع الغرب فورا. وكان نجاد قد أكد أول أمس الخميس أنه لن يكون هناك تفريط في حق إيران في السعي لامتلاك التكنولوجيا النووية وأنه لن يسمح للغرب بتلقين دولته ما تفعل وما تقرر.وقال مسؤول الملف النووي الإيراني علي لاريجاني: إن المقترحات المقدمة من الدول الخمس دائمة العضويه فى مجلس الامن والمانيا لبلاده تتضمن بعض الايجابيات، لكنها وضعت شروطا مسبقه لم تكن مفيدة لتسوية الملف النووي الإيراني. واضاف: إن الدول الغربية تشدد على ضروره قيام إيران بتعليق كل نشاطاتها النووية وان هذا الامر ترفضه إيران جملة وتفصيلا.ونفى ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية ما ورد في التقرير الاخير للوكالة حول العثور على آثار جديدة ليورانيوم عالي التخصيب في معدات داخل إيران. وقال: إن وجود عدد قليل من جزيئات اليورانيوم الطبيعي عالي التخصيب التي اشار اليها تقرير مدير الوكالة محمد البرادعي لا يرمز الى شيء جديد كون ان تلك الجزيئات من النوع الذي سبق وان ثبت للوكالة مصدره.
وأشار الى ان التجارب المخبرية للمفتشين الدوليين تؤكد صحة ما اعلنته إيران من قبل بهذا الشأن. ودعت الدول التي ستشارك في اجتماع مجلس حكام الوكالة الاسبوع الحالي في فيينا الى “ضبط النفس”وعدم تعريض الجهود الدبلوماسية حول الملف النووي للخطر.ورفض رئيس مجلس صيانة الدستور احمد جنتي مجموعة المقترحات التي قدمتها دول غربية لطهران لحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني. وقال آية الله جنتي في خطبة الجمعة بجامعة طهران: “يمكن للغرب الاحتفاظ بمجموعة المقترحات لنفسه فليست لها فائدة بالنسبة لإيران أو الامة الإيرانية”. وأيد آلاف المصلين كلمات جنتي وهتفوا بالشعار التقليدي “الطاقة النووية حقنا الذي لا يمكن إنكاره”. وقال جنتي: “بالطبع هذا حقكم وستحظون به في نهاية المطاف”. وأضاف: “ان التاريخ علمنا درسا هو أنه في كل مرة نقاوم فيها كنا ننتصر وفي كل مرة لا نقاوم كنا ننهزم، ويجب أن نتعلم من هذا الدرس التاريخي ونواصل المقاومة”. وقال جنتي: إن كل كبار المسؤولين الإيرانيين مجمعون على أن “إيران يجب ألا تتراجع خطوة واحدة عن حقها المشروع في امتلاك التكنولوجيا النووية”. وقال: “يجب أن يقبل الغرب في نهاية المطاف بأننا سنصل إلى مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة تتراوح بين 3،5 و5 في المائة وإذا كان مازال هناك سوء تفاهم فيمكن التحاور لازالته”. ويكفي تخصيب اليورانيوم بنسبة 5 في المائة لانتاج الوقود النووي الذي تقول طهران إنه هدفها النهائي.ويجتمع مجلس حكام الوكالة الذرية الذي يضم 35 دولة اعتبارا من الاثنين في فيينا.وذكر المستشار الالماني فولفجانج شوسيل الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي أن إيران امامها مهلة حتى موعد انعقاد قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى (15-17 يوليو/ تموز المقبل في سان بطرسبرج) للرد على العرض المقدم لها بالحصول على حوافز نظير نزع فتيل ازمة برنامجها النووي.وأعرب متحدث رسمي باسم وزارة الخارجية الصينية عن أمل بلاده في أن تجد المقترحات الغربية استجابة ايجابية من جميع الاطراف المعنية حتى يمكن للمفاوضات أن تستأنف بسرعة، ووصف المقترحات بأنها أساس مهم لحل تلك المسألة. وكان وزير الخارجية الصيني لي شاو تشينج قد استقبل امس نائب وزير الخارجية الإيراني الزائر عباس أراغشي وتبادل معه الآراء بشأن الموقف الراهن للمشكلة. وأعلن في أعقاب اللقاء أن الوزيرين وافقا على وجوب حل المسألة النووية الإيرانية من خلال المفاوضات السلمية.ودعت منظمات نسائية امريكية وإيرانية تحت قيادة المحاميتين الحائزتين لجائزة نوبل للسلام الإيرانية شيرين عبادي والامريكية جودي ويليامز الى استبعاد اي خيار عسكري ضد إيران. وقالت المنظمات العشرون في بيان مشترك الى الامم المتحدة: “بصفتنا ممثلات للمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني في البلدين نود ان نلفت النظر الى الاحترام المتبادل الذي نشعر به ونطلق نداء لتخفيف التوتر وتجنب الصراع المسلح بين حكومتينا”.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد