احتراق شاحنة على طريق حمص ـ طرطوس والإطفاء آخر من يصل
الجمل ـ طرطوس ـ حسان عمر القالش:هذه المرة لم يكن السبب لا عاصفة ثلجية أو حالة طريق..فلقد تعطل أول أمس الأوتوستراد مابين طرطوس وحمص قرب مفرق "الصفصافة" على بعد 30 كلم من طرطوس. حيث اشتعلت النيران بسيارة شحن كبيرة ما أدى الى انقطاع السير نحو ساعة من الزمن وتحويله الى طريق فرعي.
كانت السيارة تشتعل كما أفلام الأكشن الأميركية في منظر مخيف ونادر,ارتحنا لمعرفتنا بعدم وجود اصابات بشرية, وتأكدنا من عدم وجود آليات أخرى لحقتها النيران أو اصطدمت بالشاحنة. اتجهنا اليها حيث كانت نيرانها تتزايد غضبا ودخانها الأسود يلف المكان والشارع ويكاد يحجب وضوح الرؤية, وصوت الاحتراق يضج في الآذان, ورائحة المازوت المتسرب من خزان وقود السيارة تعبق في الجو. وجدنا رجلا مستلقيا على الأرض يبحلق في السماء بذهول وقد تحلّق حوله الناس, سألنا واذ به سائق السيارة الشاحنة, قال الناس بأنه "متوتر مما جرى معه..".
وصلت الشرطة والمطافي في سرعة لايمكن الرضا عنها خاصة مع قرب موقع طرطوس من مكان الحادث, ونظرا لكون كل الطريق من هذه النقطة وصولا الى اللاذقية مأهولا بالناس وقراهم الكبيرة وحركة السيارات التي لا تنقطع على مدار الساعة.
هذا الحادث لا ليذكرنا فقط بـ"بدائية" استعداداتنا واستجاباتنا للحوادث "المدنية", انما ليفتح الباب من جديد للحديث عن مدى "التخلف المروري" الذي تعانيه بلادنا بدءا من قانون السير وليس انتهاءا بالسلوك المروري للسائقين.
فسائق الشاحنة التي احترقت اليوم مثلا بدا من صدمته العصبية أنه غير مهيأ "نفسيا" لقيادة الآليات الثقيلة التي تحتاج الى استعداد بدني وسيكولوجي لمفاجآت الطرقات والأسفار, والتي تشكل خطرا مضاعفا في سيرها بين سيارات العباد خصوصا مع الخيارات التي لا تعد ولا تحصى لأنواع المواد التي يمكن أن تنقلها, مع أنه يحمل رخصة سوق عمومية كما قال لنا أحد أفراد الشرطة والذي بدا متبرما في كلامه عن اعطاء كل من هب ودب شهادات سواقة عمومي. وتأتي هنا أيضا مسؤولية شركات الشحن البري والتي انتشرت بشكل واسع في البلاد خصوصا مع كل التسهيلات التي تغري أيا كان بإنشاء واحدة, فلا بد من التساؤل عن الآلية التي تنتقي فيها وتختار هذه الشركات سائقيها..
سألنا الشرطة والناس المتجمعين: طالما أنه لم يكن هناك انفجار فالحريق ابتدأ صغيرا وتوسع, فهل كان يمكن مثلا استعيابه واخماد النيران الأولى بواسطة "الطفاّية"؟ وهل كان يوجد واحدة؟ فأجاب شرطي "أكيد يوجد طفاية"..وعلّق أحد الشباب " دخيلك..واذا وجدت هل يعرفون استعمالها"..!!
قبل أشهر قليلة فرضت شرطة المرور في دمشق – مشكورة - على كل من يقود سيارة أن يلتزم بـ"حزام الأمان" ومع تململ واندهاش الناس الا أنهم رضخوا للأمر في النهاية خاصة مع انعدام الرشوة في الأمر والشدة في تطبيقه, وها هم سائقوا السيارات في الشام قد تعودوا على حزام الأمان. وعلى أهمية حزام الأمان ألا يمكن أن يصار الى التشدد في كل قوانين السير في ما خص الأمان وخاصة على الطرقات الدولية بين المحافظات؟
الجمل
إضافة تعليق جديد