استثمارات الموت في جنان القاعدة

24-03-2008

استثمارات الموت في جنان القاعدة

هجر سامي الزهراني خطيبته من دون سابق إنذار أو لاحق أعذار... وترك رياض الجهني ابنه الرضيع بلا عائل وزوجته بلا معين، فيما أطلق عبدالله السليماني ساقيه لريح الجهاد ولحق بخاله ياسين الذي سبقه بشهرين... هذه عناوين عريضة لقصص شبان سعوديين خرجوا سراً من منازلهم باتجاه الأراضي العراقية، طلباً للقتال ورغبة في نيل الشهادة - هكذا يفكرون وهكذا يظنون - وحتى الآن لا أحد يعرف هل هم أحياء يرزقون أم مقيدون بسلال من حديد أم أموات في بطن الأرض التي خلق الله عباده من قبضة من ترابها. قصص يرويها آباء وأمهات وبعض من ذوي الراحلين بلا عودة حتى الآن... فكل شيء حدث فجأة وبين عشية وضحاها.  
 فيما ترفض عائلات أخرى من أهل «المغرر بهم» - كما يصفونهم - استقبال اتصالات هاتفية من أبنائهم الذين غادروا بطريقة غير مشروعة، لافتين في أحاديثهم إلى أن «الفتاوى المتشددة والتكفيرية هي التي دفعت أبناءهم (المخدوعين) إلى مغادرة بلادهم للالتحاق بزمرة الجماعات المتشددة في منطقة الصراعات والفتن».

عمليات الدهم العسكرية لمواقع أعضاء «القاعدة» على الحدود السورية - العراقية، كشفت خلال التفتيش معلومات تشرح أحوال المقاتلين والاستشهاديين العرب في العراق «أكثر من 600 شخص من جنسيات عربية»، ضمن ملفات ضخمة تحوي ما يطلق عليه المراقبون اسم «استمارات الموت»، يدوّن فيها المقاتلون معلوماتهم وبياناتهم في استمارات طبع عليها شعار «دولة العراق الإسلامية» كما يسمونها.

هذه الاستمارات تضم في طياتها قاعدة بيانات تفصيلية عن هوية المقاتل وحجم التبرعات التي يحملها والأمانات التي يتركها، خلافاً لكيفية دخوله للعراق وأسباب انضمامه للقتال، إضافة إلى أرقام هواتف أفراد عائلته وعناوينهم للرجوع إليهم في حال استشهاده، عبر أشخاص تم توظيفهم لهذه المهمة. في المقابل، فإن هناك شباناً سعوديين تم تهريبهم بعيداً عن عيون الحراس إلى حدود متاخمة لحدود بلدهم، ينتظرون الإذن ليعبروا إلى العراق وفق خطة يعدها ويتبناها أعضاء من تنظيم «القاعدة»، وحين تحين ساعة الصفر يتم استقبالهم بطريقة منظمة ومرتبة ومدروسة، بحسب ما تبين من الاستمارات التي عثرت عليها قوات الاحتلال الأميركية، وقام بدرسها مركز «كمبنتريزم سنتر»، وهو مركزٌ بحثيٌ تابع لكلية ويست بوينت العسكرية الأميركية. السلطات الأمنية السعودية هي الأخرى وفي عمليات دهم مشابهة، ألقت القبض على 55 شخصاً، قاموا بتصدير الشبان إلى العراق والى دول تشهد فتناً وصراعات، فيما أوقفت عدداً من الشبان على المنافذ الحدودية، وآخرين جهزوا أنفسهم للسفر من أجل القتال بمشاركة جماعات إرهابية في بغداد.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...