الأزمة المالية تثقل كاهل الصحفيين في الشرق الأوسط

06-07-2009

الأزمة المالية تثقل كاهل الصحفيين في الشرق الأوسط

الجمل: تمخضت نتائج استطلاع لآراء الصحافيين أن الأزمة المالية العالمية أثقلت بشكل كبير الأعباء الملقاة على كاهل مجتمع الصحافيين في الشرق الأوسط.
وبينت نتائج الاستطلاع الذي نشرت اليوم (الأحد 5 تموز) أن الانهيار الحاد في إيرادات الإعلانات، أدى إلى إغلاق مؤسسات إعلامية وتسريح عشرات الإعلاميين وتجميد التعيينات الجديدة، ما نجم عنه تنامي شعور الصحافيين والإعلاميين في المنطقة بضغوط متزايدة، على الرغم من أن “التشريعات والقوانين الحكومية” برزت كأهم التحديات التي تعيق الصحافيين في مسعاهم في إعداد قصصهم وتقاريرهم الصحافية بالطريقة الأمثل.
وشارك في الاستطلاع، الذي نظمته ميديا سورس وانسايت ميدل ايست، 219 صحافيا وإعلاميا يعملون في وسائل إعلام عربية وانجليزية (مطبوعة ومسموعة ومرئية) في 13 دولة عربية، في محاولة لاستقراء آراءهم وتعليقاتهم على بنود وقضايا تشمل البيان الصحافي، والمؤتمرات الصحافية وشركات العلاقات العامة وممارساتها، ومصادر الأخبار ومستوى الصحافة بشكل عام.
وبين جايمس مولان الشريك الإداري في انسايت ميدل ايست، وهي مؤسسة استشارية متخصصة في التدريب الإعلامي، أن المبررات وراء تنظيم الاستطلاع تكمن في استيضاح التطورات التي شهدها المشهد الصحافي والإعلامي خلال العامين الماضيين. وقال مولان “قمنا بتنظيم استطلاع مماثل في العام 2007، ونود أن نقف على ما تغير في مجتمع الصحافيين في الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين".

وتابع مولان “من أهم ما تمخضت عنه نتائج الاستطلاع الحالي هو أن مجمل الصحافيين باتوا يتلقون ويستخدمون بيانات صحافية أكثر مقارنة بما كان عليه الحال في العام 2007. ويكشف ما سبق أن عددا متزايدا من الشركات والمؤسسات الشرق أوسطية باتت تلجأ إلى إستراتيجية “العلاقات العامة” بشكل متزايد كإحدى استراتيجيات التسويق، فيما أضحت المنطقة تظهر تقبلا متزايدا لـ “العلاقات العامة”.

إلى ذلك، لم يخفي كثير من الصحافيين المشاركين في الاستطلاع امتعاضهم من جودة ومحتوى وتوقيت إصدار المعلومات؛ سواء التي ترسلها شركات العلاقات العامة المستقلة أم أقسام وفرق الاتصال المؤسسي في الشركات والمؤسسات.

وعلى ذلك علق بن سمالي، المدير الإداري لشركة ميديا سورس، الناشر لـ “دليل المؤسسات الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، والممثل لشركة ميديا دسك في المنطقة: “ظل بند “إرسال بيانات صحافية غير مهمة” يتبوأ صدارة الممارسات التي تشكل إزعاجا كبيرا لمجتمع الصحافيين بشقيها العربية والانجليزية”.

وتابع سمالي “تكشف نتائج الاستطلاع الحاجة الملحة في أن يقوم العاملون في شركات العلاقات العامة باتخاذ مقاربات أكثر تركيزا في إرسال بياناتهم الصحافية بدلا من العشوائية في التوزيع، التي تلجأ إليها كثير من الشركات الآن، كما لا بد لهم من تنمية مستوى الإدراك والفهم لتخصصات الصحافيين والوسائل الإعلامية التي يمثلونها”.

ومن بين الأمور التي اجتمعت عليها آراء أغلبية المشاركين؛ ضعف احترام شركات العلاقات العامة لمواعيد النشر التي يلتزم فيها الصحافيون، بالإضافة إلى تقاعسهم عن تزويد الصحافيين بمعلومات إضافية عند أو حين طلبها. كما اتفق 81% من الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام العربية و90% في الانجليزية أن شركات العلاقات العامة والمؤسسات التي يمثلونها يعقدون “غالبا” و/أو “أحيانا” مؤتمرات صحافية غير ضرورية.

واختلطت مشاعر الصحافيين في وسائل الإعلام التقليدية في أثر “الصحافة المجتمعية” مثل المدونات، والمنتديات الالكترونية ومواقع مثل فايس بوك أو تويتر. فقد رأى 62% من الصحافيين في وسائل الإعلام العربية و74% في الانجليزية أن الصحافة المجتمعية تعتبر مصدرا إخباريا “محايدا” أو “ضعيفا”. مع هذا فأنهم يشعرون أنها تلعب دورا مهما في إشراك الجمهور وتفاعلهم بشكل كبير.

تسخّر بعض المؤسسات الإعلامية في المنطقة وسائل “الصحافة المجتمعية” لتفعيل المشاركة والتفاعل مع الجمهور، بينما قال 55% من “العربية” و37% من “الانجليزية” أن مؤسساتهم لم تلجأ إليها بعد إلا أنها تشعر بأهمية ذلك. على النقيض شعر 7% من “العربية” و13% من “الانجليزية” أن الصحافة المجتمعية هي مضيعة للوقت!

 وحول تقيّيم الصحافيين لمهنتهم، قال 47% من الصحافيين في المؤسسات الصحافية العربية، أن مستوى الصحافة بشكل عام بين “جيد” إلى “جيد إلى حد ما”، مقابل 22% فقط من الصحافيين في المؤسسات الانجليزية الذين يتفقون على الأمر ذاته.

وتشعر غالبية في وسائل الإعلام التي تصدر باللغة الانجليزية ( 6%) أن هناك تحسنا في مستوى الصحافة في المنطقة ( انخفاض مقارنة بـ 80% في 2007)، لكن 44% فقط من العاملين في وسائل الإعلام باللغة العربية يرون الأمر ذاته، فيما يشعر 28% أن مستوى مهنة الصحافة “مستقر” في حين أن نسبة مماثلة (28%) ترى أنها في تراجع.

وأجمع الصحافيون في وسائل الإعلام العربية والانجليزية أن “التشريعات والقوانين الحكومية” هي المعيق الأكبر أمام إعداد القصص والتقارير الإخبارية بالطريقة التي يودون، وعليه تقدمت “التشريعات والقوانين الحكومية:” إلى المعيق الأول خلال الاستطلاع الحالي مقارنة بالمركز الثاني الذي احتلته قبل عامين.

وأوضح صحافيون (العربية والانجليزية) أنهم باتوا يشعرون بضغوط متزايدة من المعلنين على المحتوى التحريري مقارنة بما كانت عليه الأوضاع في 2007، في حين أن الأثر الأكبر للأزمة المالية العالمية كان في انهيار كبير في الإيرادات من وراء الإعلانات.

ومن جهته قال أوليفر بلوفلد، الشريك في انسايت ميدل ايست، معلقا على النتائج بالقول” يهدف الاستطلاع إلى تزويد شركات العلاقات العامة والعاملين فيها بالمعلومات الكافية لمساعدتهم على رفع مستوى الإدراك والفهم باحتياجات ورغبات الصحافيين والضغوط الملقاة على عاتقهم، ليتسنى لهم توفير خدمات أفضل ومتوافقة مع تطلعاتهم.”
 
وأضاف “ تضم نتائج الاستطلاع ما يصل إلى 1300 تعليق، تشمل ردود الصحافيين المشاركين على محاور الاستطلاع، ما يضع بين أيدي شركات العلاقات العامة مصدرا ثريا وشموليا يمكّنهم، بناء عليها، من توفير خدمات استشارية أفضل وتأمين تغطية أوسع لعملائهم، بالإضافة إلى تحسين علاقاتهم مع الصحافيين في الشرق الأوسط.”

 

ملاحظة :
شمل الاستطلاع الالكتروني آراء صحافيين في 13 بلدا هي البحرين، ومصر، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وسلطنة عمان، وفلسطين، وقطر، والسعودية، وسورية، والإمارات واليمن. وتجدر الإشارة إلى أن المشاركة كانت تطوعية واختيارية ولم يتلق المشاركون أي مقابل أو مكافأة مقابل اشتراكهم في الاستطلاع.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...