الإدارة الأمريكية تعاقب الفلسطينيين

22-03-2007

الإدارة الأمريكية تعاقب الفلسطينيين

عاقبت واشنطن حكومة الوحدة الفلسطينية، مخفضة امس بحجم الثلث المساعدات المالية التي كانت قد طلبت من الكونغرس تقديمها للقوات الامنية الخاضعة لسيطرة الرئيس محمود عباس، بحجة عجزها عن تحديد سبل انفاق بعض الأموال، فيما اعلنت اللجنة الرباعية انها ستحكم على حكومة الوحدة على اساس «تركيبتها وبرنامجها وأفعالها»، داعية إياها الى ان تلتزم مبادئها بشكل «واضح وموثوق به».
في غضون ذلك، وفي حادث هو الاول من نوعه منذ تشكيل حكومة الوحدة، قتل رامي سرور (23 عاماً)، مرافق القيادي البارز في «كتائب شهداء الأقصى» سميح المدهون، وأصيب 17 آخرون، بعدما هاجم مسلحون من حركة حماس منزل المدهون في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بحسب المسؤول في حركة فتح عبد الحكيم عوض. من جهته، طالب المتحدث باسم حماس أيمن طه حركة فتح بـ«لجم» المدهون. وبعد ساعات على الحادث، خطف مسلحون في مدينة غزة الاستاذ في الجامعة الاسلامية ادهم الصوفي، وهو من حماس، ومسؤولاً آخر في الحركة، تبعه خطف مسؤول في فتح.
من جهة أخرى، استشهد الفلسطيني سعدي ابو كشك (22 عاما) برصاص الاحتلال خلال اشتباك في مخيم عسكر قرب مدينة نابلس في الضفة الغربية، كما قتل الجيش الاسرائيلي الفلسطيني محمود البرغوثي (16 عاما) وأصاب آخر في رام الله .
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس أمام اللجنة الفرعية للمخصصات المالية في مجلس النواب الاميركي إنها ستطلب «أموالا أقل بالتحديد لأنني لا أعتقد أن بإمكاني تحديد مصير بعض الأموال التي كنت سأطلبها بدقة كاملة»، موضحة «سأعود اليكم مع خطة اعيدت صياغتها حول الطريقة التي سنستخدم بموجبها الاموال المخصصة للقوات الامنية (الفلسطينية) في الظروف الجديدة» وتقدم ضمانات بأنها لن تذهب إلى «الأيدي الخطأ». أضافت «إنني مقتنعة تماماً بأن علينا المساعدة في تدريب القوات الأمنية الموالية لمن يقبلون مبادئ اللجنة الرباعية لأنني على يقين بأن الذين لا يقبلونها سيواصلون تعزيز قواتهم الأمنية الخاصة».
وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان قيمة المساعدة التي تطلبها الخارجية من الكونغرس «تبلغ حوالى 50 مليون دولار» بدلاً من 86.4 مليون دولار في الاقتراح السابق.
وقالت رايس «بصراحة، إن تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية قدم نوعاً من التحدي... عقد بعض الشيء» السياسة الاميركية تجاه الفلسطينيين. اضافت «لن نعلق اتصالاتنا مع اعضاء الحكومة الفلسطينية المعروفين بنضالهم من اجل السلام»، مضيفة «اعتقد ان ذلك يشكل وسيلة للتأثير على تطور (أداء) الحكومة». وتابعت «سنواصل بالطبع العمل مع أبو مازن».
وفي حديث مع «السفير»، لم يستبعد السفير السابق والباحث في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» دنيس روس أن تلتقي رايس وزراء في الحكومة الفلسطينية مثل سلام فياض وزياد أبو عمرو.
وحول المبادرة العربية، أشار روس الى أنها رؤية وليست مسارا، وعلى الدول العربية تحديد مفهومها لها، مقترحا إرسال وفد عربي للاجتماع بالحكومة الإسرائيلية في هذا الإطار.
وأصدر وزراء خارجية اعضاء الرباعية بيانا امس، اعقب يومين من المداولات، اوضح «ان اللجنة الرباعية اتفقت على القول ان التزام الحكومة الجديدة بهذا الصدد لن يقاس فقط على اساس تركيبتها وبرنامجها وانما ايضا بناء على افعالها». اضاف البيان «ان اللجنة الرباعية تنتظر من حكومة الوحدة الفلسطينية ان تتحرك بشكل مسؤول وان تظهر التزامها الواضح والموثوق به تجاه مبادئ الرباعية وان تدعم جهود الرئيس عباس لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي من خلال (حل) الدولتين للتوصل بالتالي الى السلام والأمن والحرية التي يستحقها الشعبان الفلسطيني والاسرائيلي».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك إن التأخير غير الاعتيادي ليومين بين الاجتماع والبيان، يعود الى صعوبات في صياغته، مشددا على ان الخلافات تتصل بالشكل اكثر منها بالمضمون.
في هذه الأثناء، التقى وزير المال الفلسطيني سلام فياض في رام الله مبعوث الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط مارك اوتي، وموفد الأمم المتحدة إلى المنطقة الفارو دي سوتو الذي قال دي سوتو «لقد تباحثت معه بشأن خططه وأعتقد ان مهمة صعبة تنتظره». وتابع «بحثنا المساعدة التي يمكن ان يقدمها المجتمع الدولي والامم المتحدة». من جهته قلل رئيس مكتب رئيس الحكومة اسماعيل هنية، محمد مدهون، من اهمية مقاطعة وزراء حماس. وقال «في نهاية الامر، انها حكومة وحدة... سواء كان وزير الخارجية او المالية، ان مرجعهما رئيس الحكومة». وقال هنية لصحيفة «كورييري ديلا سييرا» الايطالية انه طلب من روما ان تنقل، خلال زيارة وزير خارجيتها ماسيمو داليما الى واشنطن الاثنين المقبل، «رسالة للادارة الاميركية: هذه الحكومة مهتمة بالحوار مع الولايات المتحدة ومع أوروبا»، مضيفاً «الاميركيون يجب ان ينظروا الى النصف الملآن من الكأس».
اما المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف، فقال إن «مقاربة اسرائيل هي انها حكومة واحدة ورئيس وزراء واحد وبرنامج واحد»، مضيفاً «نعتقد انه يجب الا يشكل السياسيون المعتدلون في الحكومة ورقة توت لجعل حكومة تقودها حماس، شرعية».
في جدة، قال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل «يجب ان يتعامل العالم مع حكومة الوحدة من دون تمييز بين الوزراء... وأن يرفع الحصار المالي المفروض على الشعب الفلسطيني». وأشار مشعل، في حديث الى قناة «الجزيرة»، الى ان تعيين محمد دحلان مستشارا لمجلس الامن القومي تم «من دون التشاور» مع حماس.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...