الإرهاب الصهيوني وثيقة عمرها 60 عاماً
كشفت وثيقة في بريطانيا عمرها ستون عاماً معلومات جديدة عن العمليات الارهابية التي كانت تنفذها العصابات الصهيونية، بما فيها ضد قوات الانتداب البريطاني في فلسطين. لكن الأمر المثير هو تعاطي الصحافة البريطانية مع نشر الوثيقة، إذ وصفت الصهاينة الذين قاموا بتلك العمليات ب”رجال المقاومة” ضد الاحتلال البريطاني، الأمر الذي دفع خبيراً بريطانياً للقول إن هذه الوثيقة تثير السؤال حول “الارهاب” و”المقاومة” و”الاحتلال مشيراً إلى ما يجري في فلسطين والشرق الاوسط عموماً، حالياً، وما جرى في ايرلندا الشمالية سابقاً.
ومن خلال الوثيقة يمكن للعالم أن يتأكد من حقائق الإرهاب الذي شنته العصابات والمنظمات الارهابية الصهيونية في فلسطين أثناء فترة الانتداب البريطاني، وعلى رأسها عصابة “أرجون” التي كان يرأسها مناحم بيغن الذي أصبح عام 1977 رئيساً للوزراء في “إسرائيل”.
وذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن الوثيقة كانت عبارة عن كتيب يتضمن منشورات تحذيرية من العصابات الارهابية الصهيونية الى البريطانيين، لكي ينسحبوا من فلسطين وإلا فإنهم سيواجهون الموت والدمار”.
وتنوه المطبوعة بأن هذه المنشورات “ليست جزءاً من حملة دعائية لتنظيم “القاعدة” أو لجيش المهدي في العراق”، ولكنها ترجع الى فترة الاربعينات من القرن الماضي خلال تصاعد العمليات الارهابية الصهيونية في فلسطين ضد المدنيين والجنود البريطانيين وتخاطب المنشورات الخاصة بجماعة “أرجون” الجنود البريطانيين الذين يمثلون قوات الاحتلال في فلسطين من خلال تهديدات لهم اخرجوا من فلسطين أو واجهوا الموت”.
وتم العثور على هذه الوثيقة في إحدى صالات المزادات أخيراً.
وتشير الصحيفة إلى أن الخبر الخاص بالمنشورات أصبح باهتا بفعل الزمن وعوامل التآكل بعد اكتشاف وجوده في مدينة حيفا عام ،1947 إلا أن الرسالة لا تزال واضحة.
وتعيد المطبوعة إلى الأذهان الفظائع والأعمال الارهابية التي ارتكبتها المنظمات الارهابية الصهيونية آنذاك، إلا أن هناك نبرة تحيز واضحة، حيث إن “التايمز” تطلق عليهم اسم “رجال المقاومة اليهود”.
ومن بين تلك الهجمات الارهابية كما تذكر الصحيفة استهداف مقر الاحتلال البريطاني في القدس وهو فندق الملك داود مما أدى إلى مصرع 91 شخصاً وجرح المئات. ويحذر أحد المنشورات البريطانيين بالحرف الواحد “إنكم تعرفون ما هو معنى كلمة ارهابي، بل إن بعضكم قد التقى بهم على نحو مباشر، ولا يريد أن تتكرر هذه التجربة مرة أخرى”.
والمفارقة المثيرة هي أن أحد المنشورات، يؤكد ان “الاحتلال يعتبر عملاً غير مشروع، وغير أخلاقي”، والغريب ان “إسرائيل” لا تتذكر ذلك اليوم وخاصة لأن الوثيقة تتحدث ايضا عن الاحتلال الذي يمكن مقارنته “بالاغتيال الجماعي لشعب بالكامل”.
وتوضح الصحيفة انه كان قد تم العثور على جثتين لجنديين بريطانيين قامت منظمة “أرجون” باغتيالهما في حينه، وقد تم العثور الى جوارهما على منشور أن هذه العملية الإرهابية جاءت لمقاومة الاحتلال البريطاني، وأن العصابة قد نفذت حكم الإعدام بحق الجنديين لهذا الغرض.
وقد تم العثور على هذا الكتيب ضمن مستندات وأوراق عدة، وكان سلاح الإشارة البريطاني قد عثر عليها وصادرها، وأحرق بعضها قبل الانسحاب البريطاني من فلسطين عام ،1948 واحتفظ أحد الجنوب وهو ريموند سميث بهذا الكتيب كتذكار قبل إحراق بقية المستندات. وتمكن خبير في احدى صالات العرض والمزادات من الحصول عليها، وقدمها بعد ذلك الى صالة “مولوك” في منطقة شروبشير بشمال انجلترا.
ويقول الخبير التاريخي في هذه الدار وهو ريتشارد ويستوود بروكيس إن هذا الكتيب يعتبر اكتشافا نادرا، وهو يعتبر من وجهة نظره بمثابة “خطة عمل” للهجمات الإرهابية. كما يذكر لهذا الخبير ان الكتيب يثير أيضا السؤال المهم حول “من هو الإرهابي ومن هو المناضل من أجل الحرية”، ويؤكد ان هذا الجدل لا يزال قائماً في فلسطين حاليا، ومن قبل في إيرلندا الشمالية وفي الشرق الأوسط عموماً.
وكانت منظمة “أرجون” قد أنهت خلافاتها المريرة مع منظمة سرية منافسة، وهي “الهاجانا” التي كان يتزعمها ديفيد بن جوريون الذي أصبح في ما بعد أول رئيس وزراء ل “إسرائيل”. وتقول الصحيفة ان بن جوريون كان يطلق على بيغن من قبل اسم “أدولف هتلر”. ويتوقع ان يتم بيع الكتيب بحوالي 5000 جنيه استرليني، وسيتم بيعه في صالة عرض يوم 6 أغسطس/آب المقبل.
عمر حنين
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد