الجامعة تدعو إلى الحوار ودمشق تشترط أن يكون على الأرض السورية
تحفظت سورية أمس على بيان الجامعة العربية الذي صدر في ختام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة في القاهرة لمناقشة الأوضاع في سورية.
ودعا البيان الصادر في نهاية الاجتماع الحكومة السورية و«أطراف المعارضة بجميع أطيافها» إلى عقد «مؤتمر حوار وطني شامل في مقر الجامعة العربية خلال 15 يوماً».
وجاء في البيان الذي قرأه وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن الوزراء العرب يدعون إلى «إجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة السورية وأطراف المعارضة بجميع أطيافها للبدء في عقد مؤتمر لحوار وطني شامل في مقر جامعة الدول العربية وتحت رعايتها خلال 15 يوماً بدءاً من تاريخ صدور هذا القرار من أجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري والتغيير المنشود». ونقلت الفضائية السورية أمس عن مصدر رسمي قوله: إن أي حوار وطني لا يتم إلا على الأرض السورية وبمشاركة جميع أطياف وفئات المجتمع وبحضور جامعة الدول العربية وفق ضمانات وآليات شاملة يتم الاتفاق عليها.
وقال مندوب سورية في الجامعة العربية السفير يوسف أحمد إن سورية تتحفظ على دعوة الجامعة للحوار مؤكداً أنها «دولة مستقلة وذات سيادة تقودها سلطة شرعية قادرة على إدارة جميع شؤون البلاد وحماية أمنها ومصالحها».
وأعلن أعضاء في المجلس الوطني السوري المعارض في تصريحات تلفزيونية بعد انتهاء الاجتماع الوزاري رفضهم لأي حوار مع السلطة مصرين على مطلبهم المتمثل بإسقاط النظام.
كما نص بيان الجامعة العربية على إرسال لجنة وزارية لسورية تترأسها قطر وتضم أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية سلطنة عُمان والسودان والجزائر ومصر.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية: إن «سورية تحفظت على البيان بمجمله واعترضت على رئاسة قطر للجنة الوزارية، خصوصاً أن وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم جاء إلى القاهرة بنية مبيتة»، وفقاً للمصادر، حيث نُقِلَ عن لقائه بوزراء الخارجية العرب (دون حضور سورية) على هامش الاجتماع الوزاري حديثه عن «تجميد عضوية سورية في الجامعة»، وهو ما لاقى رفضاً كبيراً على المستوى العربي، الأمر الذي دفع باتجاه العودة لموضوع اللجنة الوزارية.
وقالت المصادر: إن الاجتماع غير الرسمي الذي دعت إليه قطر قبل الاجتماع الوزاري لم تدع إليه سورية، «الأمر الذي أثار حفيظة الدول المعارضة لسياسة الجامعة الحالية تجاه دمشق».
وقالت المصادر: إن التصعيد كان في بداية الجلسة كما بدا من الكلمات لكن «النقاش في الجلسة المغلقة كان عموماً بناء وهادئاً»، ولفتت المصادر إلى أن «مواقف دول عديدة تجاه سورية كانت جيدة ومن بينها الموقف السعودي والسوداني واليمني والعراقي والجزائري والعُماني واللبناني».
وفي كلمة له في مستهل الاجتماع اعتبر السفير أحمد أن توقيت الدعوة لعقد الاجتماع «غريب ومريب» مضيفاً: نرجو ألا يكون مرتبطاً بفشل تحرك الولايات المتحدة وأوروبا ضد سورية وإن كنا نظن ذلك»، في إشارة إلى التحرك الأميركي والأوروبي لاستصدار قرار في مجلس الأمن يستهدف سورية.
وبعدما ندد بالموقف الأميركي الأوروبي من الأحداث في سورية رحب أحمد بموقف روسيا والصين اللتين «واجهتا التحرك الأميركي الأوروبي بكل شجاعة وحكمة» داعياً الدول العربية إلى أن «تتحمل مسؤولياتها وأن تتمثل بموقف» هاتين الدولتين.
وأضاف: «إننا في سورية نقدر عالياً الموقف المشرف والعقلاني لكل من روسيا والصين ونعتبر أنه أعاد التوازن والمصداقية لمعايير العمل الدولية».
وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض في الرابع من تشرين الأول الحالي لمنع صدور قرار عن مجلس الأمن ضد سورية. كما شن أحمد حملة عنيفة على «أجهزة إعلام عربية» بسبب تغطيتها «التحريضية» لأحداث سورية وحمَّلها مسؤولية الدماء التي تراق في البلاد، وقال في هذا الإطار: «ندعو الأشقاء العرب إلى السعي الجاد لوقف العملية الإعلامية التحريضية الممنهجة والموجهة التي تمارسها أجهزة إعلام عربية تعمل تحت ستار المبدئية والمهنية وهي بعيدة كل البعد عن المهنية والأخلاقية»، مضيفاً: إن «الغرض منها شيطنة السلطة والتحريض على هيبة الدولة»، محملاً هذه الفضائيات مسؤولية كل قطرة دم تراق في سورية.
المصدر: وكالات+ الوطن
التعليقات
ليت شعري !ويـا حيـرة قلمي
إضافة تعليق جديد