الجيش التركي يستدعي جنرالاته المتقاعدين لنشرهم على الحدود مع سورية
في خضم الأزمة التي تمر بها سورية ، وفي خطوة غير مسبوقة ووصفت "بالاستثنائية" استدعت تركيا الضباط المتقاعدين من الجيش لنشرهم على المناطق الحدودية مع سورية.
وفيما اعتبر خطوة استباقية تحسباً لتدفق عدد كبير من السوريين إلى الأراضي التركية- قد يفوق كل التوقعات-، نشرت صحيفة "زمان" التركية على موقعها الالكتروني أن هيئة الأركان العامة للجيش التركي استدعت "كل ضابط متقاعد من الجيش في السنوات الخمس الماضية"، مضيفة بأن المزيد من العناصر الأمنية تم نشرها في المواقع والقواعد العسكرية ذات الأهمية الإستراتيجية القريبة من الحدود مع سورية، بالتزامن مع مضاعفة الإجراءات الأمنية في القاعدة البحرية "اسكندرون".
وتحدثت الصحيفة التركية عن قلق يسود في الأوساط التركية جراء احتمال حدوث تدخل عسكري لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في سورية، وأردفت " الحكومة تعتقد ان مثل هذا التدخل من شأنه أن يضر تركيا أكثر، لذا فهي تأمل في أن يتم حل الوضع من دون الحاجة إلى تدخل دولي.كما تخشى تركيا أن يثير تدخل حلف شمال الأطلسي ردود فعل في العالم الاسلامي."
الصحيفة نفسها نقلت عن فيصل ايهان، الخبير في شؤون الشرق الأوسط وتركيا، قوله أن "تدخل حلف شمال الأطلسي في سورية من شأنه أن يحول المنطقة إلى جحيم"، معتبراً أن تركيا عادت إلى موقعها الذي كانت فيه في التسعينات من خلال انتهاجها سياسة خارجية حيوية.
وتابع ايهان "اذا تدخل الأطلسي في سورية فسنواجه صورة وخيمة"، معتبراً أنه لا يمكن للدول الغربية أن تشارك في عمليات للناتو بعد فشلها في أفغانستان وليبيا.
وفي حين لم يرجح الخبير التركي أن تحل الأزمة في سورية في المستقبل القريب، لفت أن الجهود التركية وحدها كفيلة بإيجاد حل لهذه الأزمة.
يذكر أن المواقف التركية الرسمية الأخيرة من الأحداث في سورية ساهمت في توتير العلاقات بين البلدين، حتى تداولت الصحف والمواقع الاخبارية تقارير عن معلومات امكانية حدوث تدخل عسكري تركي محدود في سورية ، كان موقع قناة المنار الالكتروني سباقاً في الكشف عن تفاصيلها، ومدى ارتباط الخطة بما جرى في جسر الشغور وحماه، وفي الحديث عن استراتيجة جديدة لإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمنطقة بالتوافق مع الدور التركي والغطاء العربي الذي تؤمنه كل من السعودية وقطر.
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد